وسط أجواء أثرية تاريخية أخاذة في محكى قلعة صلاح الدين ، افتتحت أمس الأحد 9 نوفمبر الدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ، بحشد كبير من الفنانين من مختلف الدول وصناع السينما والإعلاميين ، لتضيف أزياء الفنانات وألوانها احتفاء خاصا وابتهاجا آخر لهذا اليوم ، وربما أكثر ما يلفت النظر كان محاولة واضحة لتنظيم جاد ، ومحاولة بدت في بعض أشياء واختفت في أخرى ، لكن السمة الرئيسية للافتتاح أنه مجرد محاولة للظهور بمظهر لائق تنظيميا لكنه جاء فاترا خال من الإبهار اللائق ، لكن تسلسلا مع وقائع الافتتاح ،كانت السجادة الحمراء أول خطوة حية يتفاعل معها الجمهور حيث ارتقى عليها نجوم الفن لإجراء الحوارات الإعلامية ، وقد مرت عمليات التأمين وإجراءات الأمان بهدوء سلس راق يحسب في الحقيقة للمنظمين ، وبوصول الجمهور لساحة أو مسرح العرض المفتوح يجد شاشة كبيرة مجسمة الصوت وسط تأثيرات حركية بأشكال هرمية بشكل جائزة وشعار المهرجان ، تنقل الشاشة وقائع السجادة الحمراء ، ليبدأ برنامج حفل الافتتاح بتواجد أوركسترا كبيرة العدد تعزف لحنا افتتاحيا لبدء حفل المهرجان ، ليبدأ عرض فيلم قصير يستعرض تاريخ المهرجان منذ بدأ بتكريماته ونجومه وفنانيه على مر 35 دورة سابقة ، لتتدرج معه الصور من الأبيض والأسود إلى الألوان وتتغير معه الأزياء والوجوه وبوسترات وملصقات المهرجان أيضا، ليأخذنا في بعض شجن وحنين لوجوه فارقتنا ، ليبدأ دخول مقدم الحفل الفنان " آسر ياسين " ، ليبدأ حديثه بالعربية ليترجمه بعدها للإنجليزية ، فبدأ محييا الحضور ومتحدثا عن مائة عام عمر السينما المصرية وعن تاريخ المهرجان الذي بدأ عام 1976 ، مضيفا أن دورة هذا العام السادسة والثلاثين هدفها فتح النوافذ مع كل التجارب السينمائية والثقافية العالمية المختلفة ، ليتقدم بعد ذلك رئيس المهرجان الناقد فريد سمير ملقيا كلمة رحب فيها بضيوف المهرجان وجميع الحضور ، ثم خص مثلث السينما " الجمهور ، والسينمائيون والنقاد "، ومشيدا بالجمهور المصري ، ومحييا وزارتي السياحة والشباب والرياضة اللتان تعاونتا مع المهرجان وتنظيمه . شهد الافتتاح استعراض لقطات من السينما اليونانية ضيف شرف المهرجان ، ترافقها موسيقى " زوربا " من الأوركسترا ، ليتطرق التقديم بعد ذلك لمعرض " بركات " الذي يقام احتفالا بمئوية المخرج الكبير الراحل هنري بركات " مع عرض فيلم تسجيلي قصير عنه بعنوان " حيث يصدح الكروان " ، ليقدم بعدها لمعرض الفنانة الإماراتية التشكيلية " نجاة مكي " ، مع التنويه لأول مشاركة إماراتية في المهرجان من خلال فيلم " أحمر أزرق أصفر " ، وبعد ذلك قدم آسر ياسين لمعرض صناعة السينما ، حيث يسعى المهرجان هذا العام في مبادرة منه لإيجاد مساحة مفتوحة بين السينمائيين المصريين وصناع السينما في العالم والتواصل مع موزعين دوليين ومحليين ، وذلك برئاسة محمد سمير وإدارة مروان عمارة ، بعد ذلك تم استعراض البرامج الموازية ولجان تحكيمها وهي ثلاثة برامج " برنامج سينما الغد الدولي ، برنامج أسبوع النقاد الدولي ، برنامج آفاق السينما العربية ". كما تم خلال الافتتاح عرض12 فيلم تحريك عن السلام من إنتاج بلجيكا مدة كل منها دقيقة واحدة ، وتم إعلان إهداء الدورة للفنانة الراحلة مريم فخر الدين التي توفيت من حوالي عشرة أيام تقديرا لتاريخها السينمائي الكبير ، ليتم بعدها تسليم جوائز جائزة" نجيب محفوظ " وهي جائزة تقديرية تقدم للفنانين عن مجمل أعمالهم ، حيث قدمت لثلاثة فائزين هم نور الدين صايل وقدمتها له الفنانة سميحة أيوب ، ثم المخرج الألماني " فولكر شولندروف " قدمتها ها له الفنانة ليلى علوي ، ثم الفنانة الكبيرة نادية لطفي التي لم تحضر لكنها حضرت من خلال فيديو مسجل وجهت فيه كلمة لجمهورها وللمهرجان ، أعربت فيها عن سعادتها بالجائزة وتقديرها لجمهورها ، وأهدت فيه جائزتها لشهداء الوطن ، وبانتهاء كلمة الفنانة نادية لطفي افتتح د. جابر عصفور وزير الثقافة هذه الدورة من المهرجان ليكون بذلك ختام حفل افتتاح المهرجان .