استقالة رئيس جامعة الإسكندرية بعد فضيحة الافتتاح الوهمي لمستشفى سموحة للطوارئ

تقدم الدكتور أسامة إبراهيم رئيس جامعة الإسكندرية مساء أمس الأثنين باستقالة مكتوبة بخط يده إلى وزير التعليم العالى الدكتورالسيد عبد الخالق، وتعلل إبراهيم أن الاستقالة جاءت بسبب ظروف خاصة لديه.
وقد فجرت صحفية "البديل" في الأيام القليلة الماضية قضية تناولتها عنها جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية عن الافتتاح الوهمى لمستشفى سموحة للطوارئ الذى تم ب "تمثيلية هزلية" على المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء ووزير التعليم العالى يوم 25 سبتمبر الماضى بانتداب أطباء ومرضى من مستشفى الأميرى الجامعى لحين انتهاء الافتتاح، ثم غلق المستشفى مرة أخرى بدون عمل ولا أطباء.
وبدأت واقعة مستشفى سموحة للطوارئ فى تحدى رئيس الجامعة بعدم أعتماد نتيجة 80 طبيبًا للتعيين بالمستشفى وتشغيله بالرغم من قيام الجامعة فى يوم 25 / 2 /2014 بشغل 100وظيفة طبيب بمستشفتى سموحة وبرج العرب الجامعى، وقام الأطباء بتقديم الطلبات، وتم فحص الأوراق المطلوبة من اللجنة المختصة، ثم تم إعلان النتيجة على موقع الجامعة بعد 6 أشهر كاملة بتاريخ 5 / 8 / 2014 بعد اعتمادها من عميد الكلية أ. د. محمد أشرف سعد جلال، واشترطت النتيجة استلام الوظائف خلال أسبوع،
وعند ذهاب الأطباء لتقديم الأوراق لاستلام الوظائف، رفض الموظف المسئول استلام الأوراق متحججًا بعدم وصول محضر النتيجة إليه، ثم رفع النتيجة من موقع الجامعة بعد ساعات من إعلانها، وتوجه 80 طبيبًا إلى قسم العطارين، وحرروا محاضر لإثبات حالة تحمل رقم 22 أحوال بتاريخ 13 أغسطس 2014، ثم تحولت إلى النيابة برقم 3449 نيابة العطارين.
وتوجه الأطباء المختارون إلى عميد الكلية ومكتب رئيس الجامعة، الذي أخبرهم بأنه سيتم دراسة التظلمات أولاً، ومع ذلك تم دراسة جميع التظلمات من قبل لجنة مختصة بكلية الطب، والرد على عدد 110 تظلمات، كل على حدة، ورغم ذلك أخذوا في التسويف فى تعيين الأطباء، وذلك كما ذكرت مصادر مسئولة داخل الجامعة من عدم رغبة تشغيل المستشفى لصالح كبرى المستشفيات الخاصة بالإسكندرية، وذلك لأحدث الإمكانيات المتواجدة بمستشفى سموحة للطوارئ من أجهزة حديثة وأقسام متكاملة.
وقال مصدر مسئول داخل مستشفى سموحة للطوائ إنه فى عام 2013 تم قبول 425 وظيفة (غير طبية) ويتقاضون الأجور منذ 12 شهرًا بدون عمل فعلى، وهم" 15 وظيفة بمجموعة وظائف العلوم 20 وظيفة بمجموعة وظائف الهندسة 50 وظيفة بمجموعة وظائف التنمية الإدارية 40 وظيفة بمجموعة وظائف تمويل ومحاسبة 15 وظيفة بمجموعة وظائف الخدمات الاجتماعية 15 وظيفة بمجموعة وظائف التغذية والتدبير المنزلى 5 وظائف بمجموعة وظائف الإحصاء والرياضة 15 وظيفة بمجموعة وظائف القانون 25 وظيفة بمجموعة وظائف بالمجموعة الفنية الهندسية 10 وظائف بمجموعة وظائف الزراعة والتغذية 35 وظيفة بمجموعة الوظائف المكتبية 10 وظائف بمجموعة وظائف الحركة والنقل 20 وظيفة بمجموعة الوظائف الحرفية 150 وظيفة بمجموعة وظائف الخدمات المعاونة" وذلك بمستشفى سموحة وبرج العرب فى السنة الماضية، وهذا يعد إهدارًا للمال العام.
وأضاف المصدر أنهم في اليوم السابق للافتتاح قاموا بإصلاح التكيفات ثم إخراج الأجهزة الطبية وفرش الأسرة وانتداب التمريض من مستشفى الميرى وانتداب أطباء من مستشفى الميرى لمدة أسبوع فقط ،بل والأدهى جلب حالات مرضية للجلوس على الأسرة، وانتهى كل ذلك بعد خروج محلب من المستشفى، ونعلم أن غلق المستشفى لمدة عشر سنوات كاملة بعد تأسيسها بأحدث الأجهزة الطبية، وذلك لأنها مستشفى بالمجان وأنها ستتسبب فى غلق بعض المستشفيات الاستثمارية الكبرى بالإسكندرية؛ بسبب وجود الأجهزة الطبية وأجهزة الأشعة عالية الجودة والتى لا تتواجد فى بعض المستشفيات الخاصة، وذلك سيتلقاه المريض بالمجان، ومعظم أصحاب هذه المستشفيات أساتذه بكلية الطب بجامعة الإسكندرية.
بينما قام رئيس الجامعة بإقالة الدكتور نبيل بركات مدير مستشفى سموحة للطوارئ، بعد نشر تلك الواقعة من غلق المستشفى بعد الافتتاح وجعله "كبش فداء"، ولكن خرج بركات عن صمته وصرح لجريدة "البديل" أنه طالب الإدارة المركزية لمستشفيات الجامعة بما يتطلبه المستشفى من كوادر طبية وتمريض، ولكنهم تعنتوا فى تعيين الأطباء ال 80، وقرروا أن يتم الافتتاح فى حضور محلب في 25 سبتمبر.
ويقول الأطباء اللذين لم يستلموا عملهم فى مستشفى سموحة إن رئيس الجامعة قدم استقالته بعد أن قام بمعاقبة الأطباء ال 80 بعدم التوقيع على قرار تعيينهم، وذلك بعد قيامهم بمهاجمته عبر وسائل الإعلام لعدم تشغيل المستشفى والتعنت فى إلغاء نتيجة اعتماد التوظيف، مطالبين بضرورة تدخل رئيس الوزراء لحمايتهم من ضياع مستقبلهم وتسليمهم العمل بمستشفى الطوارئ الجامعى بسموحة.
يذكر أنه قام الدكتور الراحل عبد العزيز الجندى عام 1995 بوضع حجر الأساس لمستشفى الأطفال ومستشفى الطوارئ بسموحة ومستشفى برج العرب ،وذلك من خلال حصوله على منحة هولندية لإنساء هذه المستشفيات، ثم تم الانتهاء من الإنشاء والتجهيز بأحدث أجهزة طبية عام 2004.
مستشفى سموحة للطوارئ يضم قسم الطوارئ الذي يحتوي على 210 أسرة، وقسم الأطفال ويحتوي على 400 سرير و47 حضانة، كما يضم المستشفى 44 جهاز تنفس صناعي و16 غرفة عناية مركزة و4 سيارات إسعاف ووحدة غسيل كلوي ووحدة أشعة. يأتي هذا ضمن خطة الدولة في تطوير المنظومة الصحية في مصر والاهتمام بأقسام الطوارئ لتقديم خدمة أفضل للمواطنين.
ومنذ عام 2004 إلى عام 2014 لم يتم تشغيل المستشفيات دون معرفة السبب، حتى يوم 25 سبتمر الماضي لينتهى بتمثيلية وهمية على رئيس الوزراء ووزير الصحة.