علقت "إذاعة فرنسا الدولية" على تصريح المتحدث باسم البنتاجون أمس، بأن الضربات الجوية للدفاع عن كوباني، المدينة الكردية بسوريا، قرب الحدود التركية قتلت "عدة مئات" من المقاتلين بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، قائلة إن ذلك جاء نتيجة للتحالف الذي صار أكثر اتحادًا والضربات التي صارت أكثر فعالية. ولفتت الإذاعة الفرنسية إلى أن لاجئي كوباني لا يزالون على اتصال دائم مع المقاتلين والمدنيين في المدينة. ووفقًا للمعلومات التي تم جمعها، نجح المقاتلون الأكراد، بمساعدة الضربات الجوية للتحالف الدولي، في وقف تقدم أعدائهم. وتمكن الأكراد من جعلهم يتراجعون بحيث عادوا للسيطرة على مواقع استراتيجية في محيط المدينة. وقال أحد اللاجئين إن "الوضع بدا منذ ثلاثة أيام ميئوس منه ولكن اليوم، عاد لنا الأمل للمرة الأولى". وأشارت "إذاعة فرنسا الدولية" إلى ارتفاع الروح المعنوية داخل المعسكر الكردي وهو ما يظهر في مواقف اللاجئين الذي استعادوا الثقة في قدرة مقاتليهم الأكراد على الدفاع عن المدينة، وفعالية الضربات الجوية التي يشنها التحالف ضد التكفيريين. على الجانب الآخر، فإنه بينما انتهى أمس، الانذار الذي أطلقه حزب العمال الكردستاني لإحياء عملية السلام، تراجعت حدة التوتر مع الجيش التركي. ويبدو أنه لم يقم الجيش التركي بمزيد من القصف لمواقع حزب العمال الكردستاني الذي تراجع عن اللجوء إلى المزايدة. والواضح، أن هناك رغبة لدى كلا الجانبين في تجنب الأسوأ. وبعد تحديد تاريخ 15 أكتوبر موعدًا نهائيًا لإحياء عملية السلام، التزم زعيم حزب العمال الكردستاني "عبد الله أوجلان" الصمت أخيرًا أمس. ويبدو أن كلا الطرفين على استعداد لترك فرصة للحوار إلا أنهم ينتظرون لمعرفة تطورات الوضع في كوباني وما إذا كانت المدينة ستنجح في مقاومتها للتكفيريين أم لا. يذكر أن عملية السلام كانت قد وصلت إلى طريق مسدود قبل اندلاع المعارك في كوباني، حيث يتهم الأكراد الحكومة التركية بعدم الالتزام بالقيام بالاصلاحات التي تعهدت بها مقابل وقف إطلاق النار. لتأتي كوباني وسلبية تركيا بعد ذلك، مما أثار غضب الأكراد. ويسعى حزب العمال الكردستاني الآن للضغط على الحكومة التركية واضعًا عملية السلام في المقابل. وترفض تركيا تقديم المساعدة كوباني اعتقادًا منها أن الميليشيات الكردية بسوريا التي تدافع عن المدينة مقربة من حزب العمال الكردستاني وأن تقديم المساعدة إليهم سيصب لصالح دعم تشكيل تعتبره تركيا جماعة إرهابية. وفي هذا السياق، يبدو أن المعادلة من المستحيل حلها.