تقول صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، استمروا في التدفق على مدينة سروج التركية الواقعة على الحدود السورية، ووفقًا للسلطات التركية، فر نحو 130 ألف شخص من مدينة عين العرب (كوباني) بالكردستان السوري التي صارت هدفًا لتنظيم داعش للجوء إلى تركيا. وفي مواجهة التكفيريين الذين حاصروا المدينة، قاوم الأكراد السوريون حتى لا يتركوا هذه المدينة الاستراتيجية، وبرغم تواجدهم بمفردهم لحرمانهم في الوقت الراهن من الدعم من خلال ضربات جوية من التحالف الدولي أو إرسال تعزيزات من الجماعات الكردية الأخرى لاسيما قوات البيشمركة الكردية بكردستان العراق، نجح أكراد سوريا في وقف تقدم التكفيريين نحو شرقي البلاد. وقد أطلق زعيم حزب العمال الكردستاني "عبد الله أوجلان" دعوة، من محبسه بجزيرة إمرالي بتركيا، لحشد الأكراد للدفاع عن مدينة كوباني، وقال على لسان محاميه "أدعو الشعب الكردي إلى الدخول في مقاومة لمواجهة هذه الحرب". وتشير الصحيفة الفرنسية إلى أنه وفقًا لسكان كوباني، لا يعني الوصول إلى الحدود التركية بدء حياة هادئة، فالجماعات الأولى من اللاجئين التي وصلت الخميس الماضي، اضطرت الانتظار طوال اليوم بدون طعام أو ماء قبل دخول الأراضي التركية. وبرغم قيام تركيا باستضافة ما يقرب من 1.6 مليون لاجئ على أراضيها منذ بداية الأزمة السورية وأن حدودها كانت تتبع نظام "المرور الحر" حتى إبريل الماضي، إلا أنها بدت مترددة للغاية في استقبال هؤلاء اللاجئين الأتراك. وقد تم فتح الحدود أخيرًا يوم الجمعة الماضي ليتم استقبال آلاف الأكراد السوريين حيث تحولت شوارع مدينة سروج إلى مخيم مؤقت للاجئين. وإضافة إلى المأساة الانسانية، شهد الموقع الحدودي لمدينة سروج اشتباكات عنيفة بين المدنيين والجيش التركي، والسبب في ذلك هو حظر عودة اللاجئين إلى كوباني بمجرد دخولهم إلى تركيا، في حين كان يخطط العديد منهم مواصلة القتال في سوريا ضد داعش بعد توصيل عائلاتهم إلى مكان آمن، وبالاضافة إلى الأكراد السوريين، يحاول الكثير من أكراد تركيا عبور الحدود للانضمام إلى أكراد سوريا. ويرى الكثير من الأكراد أن الاهتمام المفاجئ لأنقرة بتأمين حدودها ينبع من رغبتها في حرمان الأكراد السوريين من أي تعزيزات محتملة لهم ليصب ذلك في مصلحة التكفيريين. وتنقل الصحيفة عن الكاتب "أوميت كيفانش" قوله على موقع "تي 24″ الإخباري "من الواضح، أن الأولوية بالنسبة لتركيا ليس تهديد داعش وإنما الفوبيا الكردية" التي تخشاها، مضيفًا "ولكن من خلال القيام بذلك، ستخرب أنقرة عملية السلام التي يقودها حزب العمال الكردستاني وتفتح الطريق أمام مناورات يخشى أن تلحق ضررًا بالغًا بسمعتها على المستوى الدولي".