أفادت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية بأنه بينما بات التكفيريون، الذين استهدفتهم صباح اليوم ضربات التحالف الدولي، يسيطرون على 40% من مدينة كوباني التي صارت رمزًا لمقاومة تنظيم (داعش)، تتزايد الضغوط الدولية على السلطات التركية لتتدخل بصورة أكبر في المدينة. توجه رئيس التحالف الدولي الجنرال "جون ألين" للعاصمة التركية أنقرة أمس، لمطالبة الحكومة ب "اجراءات عاجلة وسريعة". كما دعا مبعوث الاممالمتحدة "ستيفان دي ميستورا"تركيا إلى فتح حدودها للاجئين الأكراد الذين يرغبون في الذهاب للدفاع عن كوباني، كما التقى وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" نظيره التركي "مولود تشاووش أوغلو"بباريس. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد تسهيل مرور التكفيريين لسوريا، انضمت تركيا في النهاية وعلى مضض، للتحالف الدولي. وعلى الرغم من الضوء الأخضر الذي أعطاه البرلمان للتدخل عسكريًا في سوريا، ظلت السلطات غير عابئة أو متأثرة بسقوط الشهداء في كوباني ولم يتحرك الجنود الأتراك على الحدود. ترفض السلطات التركية، التي لا تزال في حالة حرب منذ أكثر من ثلاثة عقود مع حزب العمال الكردستاني على أراضيها، مد يد العون إلى أشقائها السوريين من "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي. تخشى تركيا أن يؤدي التدخل في كوباني إلى تعزيز النزعات الاستقلالية لأكراد سوريا التي قد تشجع النزعات الانفصالية لحزب العمال الكردستاني. ويعد التهديد الكردي أكثر أهمية من تهديد تكفيريي داعش. فالأول يملي إلى حد كبير سياسة الحكومة في المنطقة ويفسر سبب التسامح الذي يتمتع به التكفيريون على أراضيها حاليًا. وتخشى السلطات التركية أيضًا أن تصبح البلاد، التي تشترك مع سوريا في حدود طويلة يسهل اختراقها، بدورها هدفًا للتكفيريين إذا عارضت داعش عسكريًا. وقد اشترطت أنقرة على الولاياتالمتحدة وحلفائها أمرين كي تتدخل عسكريًا في الأزمة السورية، الأول انشاء منطقة عازلة بالاضافة إلى منطقة حظر جوي على الحدود والتي ستسمح باستقبال اللاجئين وتسهيل تدريب المعارضة المعتدلة. وقد رفضت واشنطن هذا الاقتراح على الفور. وبينما أيدت فرنسا الاقتراح، رأت وزارة الدفاع وهيئة الأركان الفرنسية أن تنفيذ هذا الاجراء "سيأخذ وقتًا طويلا ويمثل مخاطرة كبيرة". وأوضحت الصحيفة أن الشرط الثاني الذي وضعته تركيا كان مطالبتها للتحالف بالعمل من أجل تغيير النظام في دمشق. فوفقًا للسلطات التركية، إن داعش تعد عرضًا أكثر من كونه سببًا للأزمة التي تجتاح المنطقة والتي لن تحل إلا من خلال رحيل الرئيس السوري "بشار الأسد". إلا أن البيت الأبيض لا يشارك تركيا الرأي نفسه، حيث صار يعتبر النظام في دمشق إن لم يكن حليفًا ضد التكفيريين، فإنه على الأقل تهديدًا أقل إلحاحًا. واختتمت الصحيفة قائلة إن اللعبة المزدوجة التي تمارسها تركيا قد تنقلب ضدها. حيث أشارت الباحثة في مركز الدراسات والأبحاث الدولية (CERI) التابع لمعهد العلوم السياسية في باريس "مريم بن رعد" إلى أن تركيا بغضها الطرف عن ممارسات داعش، قد ساعدت على تفوق الجماعات السنية التى صارت تثير قلقها الآن.