وجه الإعلام الغربي والأمريكي الانتقادات اللاذعة للبيت الأبيض بسبب ما تم وصفه ب "الألعاب النارية" التى تلقيها التحالف الدولي بقيادة واشنطن على تنظيم داعش الإرهابي فى الأراضي العراقية والسورية، وذلك بعدما تأكد الجميع من عدم جدوى هذه الغارات الجوية وتقدم داعش على الأرض على عكس المتوقع، كما طالبت بعض الجهات ومنها تركيا بتدخل بري دولي لمجابهة التنظيم، وهو الأمر الذي أربك المشهد، ولم تعد هناك توقعات يمكن الوثوق بها، فالجميع يضرب من الجو ولا أثر لتقدم من التحالف الدولي، أو عرقلة لمشروع "داعش". "البديل" رصدت آراء السياسين حول الانتقادات الغربية لعدم جدوى تلك الغارات الجوية.. يقول حامد جبر عضو الهيئة العليا بحزب الكرامة الشعبي الناصري "ما لم يكن هناك اشتباك على الأرض مع "داعش" وبالأخص من الدول العربية التى يهدد أمنها القومي بشكل مباشر، فلن يكون هناك أي تقدم إيجابي فى مجابهة هذا التنظيم المتشعب"، مشيراً إلى أن داعش هي استكمال لخطة رسمت منذ فترة طويلة على يد الأمريكان وهي إسقاط المنطقة فى الفوضى التامة، ولكن هذه المرة الغارات الجوية وحدها لن تكفي لردع ذلك التنظيم، مضيفاً أن أمريكا استعملت الغارات الجوية المعتدية ضد العراق واستطاعت تنفيذ المؤامرة وإسقاط الجيش العراقي، وحلف الناتو فعل الأمر ذاته مع القذافي، والآن يستبعدون أي تدخل بري ضد تنظيم إرهابي! وأضاف "جبر" قائلاً "التيارات الإسلامية المتطرفة في كل مكان هم خوارج العصر الجديد، لأنهم فى النهاية لا يستهدفون إلا القضاء على الدول العربية ومؤسساتها فقط، وتنفيذ المخطط الأمريكي بحذافيره، كما تشترك تركيا فى ذلك المخطط، بدليل أنها تمنع أي مقاومة من الأكراد لداعش فى مدينة "عين العرب" وذلك بحجة الخوف من أن يطالب الأكراد مرة أخرى بدولتهم والتي تضم أجزاء من الدولة السورية والتركية. وقال ماجد البسيوني القيادي في الحزب العربي الديمقراطي الناصري "في البداية يجب أن نؤكد على ما يسمى بداعش صنيعة أمريكية، وما يقوم به التحالف الدولي الذي أنشأته أمريكا ليس الهدف منه القضاء على داعش، وإنما إعادتها للمسار الذي رسمته الولاياتالمتحدة من قبل، وهو أن تقام دولة تابعة لأمريكا فى الأجزاء الشرقية من سوريا، والغربية من العراق، على أن تسمى دولة السنة، وذلك بهدف أن يصنع البيت الأبيض مزيدًا من الكيانات التابعة له فى المنطقة بهدف السيطرة عليها وتأمين الكيان الصهيوني، ثم اتضح أن داعش لديها من الإمكانيات ما يجعلها ترسم مخططًا آخر لها بعيداً عن المخطط الأمريكي، فأنشأت أمريكا ما يسمى بالتحالف الدولي فى محاولة لإعادة داعش إلى الحظيرة الأمريكية". وتساءل "البسيوني": "إذا كانت هناك عداوة فعلية بين ذلك التنظيم الإرهابي المسمى بداعش وبين أمريكا، خاصة بعد ما فعلته أمريكا فى العراق ومعتقلات سجن أبو غريب، وما فعلته بالإسلاميين فى معتقلات جوانتانمو، لماذا لا نجد تلك التنظيمات الإرهابية تركز نشاطها على المطالبة بالثأر من أمريكا، بدلاً من الدخول فى مواجهات مباشرة مع الدول العربية؟!"، وتابع "كل الأدلة على الأرض تؤكد تبعية تلك التنظيمات للبيت الأبيض، حتى إننا نرى ونسمع أحياناً أن قيادات وأعضاء فى جبهة النصرة أو داعش يتلقون علاجهم فى مستشفيات الكيان الصهيوني". ومن جانبه قال أحمد الكيال القيادي بجبهة الشباب الناصري إن الأمر بأكمله مثل المسرحية المملة، وإعلان أمريكا تصديها لتنظيم داعش أمر كوميدي ولا يصدقه عقل، فأمريكا لا تريد سوى أن تظل الأمور مربكة فى المنطقة وتلتف التهديدات هنا وهناك؛ حتى يطول أمد سيطرتها على الأمور والقيام بدور الكاوبوي الأمريكي حامي العالم". وأضاف "الكيال" أنه على الدول العربية أن تفهم ما يحدث ولا تشارك فى ذلك الإطار، وتخرج مما يسمى بالتحالف الدولي، وتعود إلى جامعة الدول العربية، وتجد صيغة يقبلها العالم لمواجهة الإرهاب وتجيش قواتها المشتركة، وتدخل فى مواجهات مباشرة مع الإرهاب، مشيراً إلى أن تلك المواجهات المباشرة حتمية وستحدث آجلاً أم عاجلاً، ولكن القيام بها الآن أفضل من أن يكتسب التنظيم الإرهابي مزيدًا من القوة.