بالأظافر المطلية بالألوان تتدرب نساء البشميركة الكردية علي القتال، والقتال هذه المرة له طعم آخر في هذا الجزء من الشمال العراقي، رغم الجغرافيا القاسية التي طبعت الرجال الأكراد، وتاريخ من عدم الأمان واللاستقرار، ورغم الاستعداد الدائم للحرب إلا ان المواجهة هذه المرة شأنا آخر، المواجهة التي فرضتها عصابات تنظيم داعش علي الأكراد ليست مواجهة المقاتلين ،سلاح أمام سلاح ، وعتاد أمام عتاد، ورجال أمام رجال، وساحة حرب لا تعرف البيوت ولا الساحات الشعبية، ولكنها حرب تترية مجرمة تستهدف الأرض والأعراض والأطفال والنساء، حرب أشباه رجال يعتقدون انهم ملكوا الجنة والنار. 500 امرأة كردية بدأن التدريب علي القتال بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، وتخرجت من التدريب أول دفعة تتكون من 30 مقاتلة كردية تحمل السلاح وتحمل من الغضب والحرص علي الحياة والتضحية في سبيلها مايفوق كراهية داعش للحياة، اصبح الانخراط في دورات التدريب وصفوف القتال الأمامية، حلم فتيات صغيرات تجاوزن العشرين عاما بقليل، اصبح الزي العسكري لفتيات ونساء البشميركة فخرا وداعيا للتباهي، وأصبح القتال في مواجهة النساء كابوسا لأشباه رجال داعش الذين يخشون الموت في مواجهة مع امرأة، مواجهة تذهب بهم الي الجحيم وتخرجهم من عداد الشهداء وتحرم دخول الجنة عليهم كما يعتقدون ، وكما تصور لهم شريعتهم المزورة، وأمراضهم النفسية، وتقول إحداهن ضاحكة: المرأة الكردية تساوي ألف رجل منهم، أنهم يخشون الموت علي أيدينا لأنهم لن يدخلوا الجنة في هذه الحالة! صفحة جديدة تسطرها الآن المرأة الكردية، التي تحارب من أجل حقوق الأكراد ضد النظام التركي وتدفع الثمن في سجون أردوغان، وتقف أمام المحاكم وتجيش منظمات النساء في العالم من أجل كسب المساندة لحق الأكراد في الثروة والسلطة والتميز، وصفحة جديدة تسطرها المرأة الكردية في شمال العراق تدير البيت، وتربي الأطفال، وتحمي الأرض وتواجه داعش بالسلاح. تتغير المواقف السياسية تبعا للمصالح وللترتيبات الإقليمية، يعلم الأحرار في العالم أهداف التحالف الذي تقوده أمريكا من أجل تقسيم جديد لهذا الجزء من العالم، وأهداف معلنة وأهداف مخفية، وشرق أوسط جديد ربما بعد فشل خطط أنتجتها ثورات الربيع العربي، وتنظيم قليل العدد يستطيع العراقيون القضاء عليه، ويقف مقاتلوا البشميركة في الصفوف الأولي للقتال، وتتقدم المراة الكردية صاحبة الأظافر الملونة لتمزق أشباه الرجال.