أثارت فكرة التصالح بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام الحالى، استياء وغضب أغلب القوى المدنية، معللة رفضها الفكرة بعبارة «لا تصالح فى الدم»، لافتة إلى أن جماعة الإخوان ارتكبت العديد من الجرائم وتسبب فى إراقة دماء بعض المصريين مثل أحداث الاتحادية مروراً بالمقطم وغيرها. وبرزت مؤخراً فكرة المصالحة الوطنية من جديد، خصوصاً عقب إخلاء سبيل بعض القيادات الإخوانية مثل حلمى الجزار، وعبد المنعم عبد المقصود، ومحمد العمدة، وخروج بعض الأحزاب المحسوبة على جماعة الإخوان من تحالف دعم الشرعية، وموافقة مجلس نقابة المحامين ذات الإغلبية الإخوانية علي شراء شهادات استثمار في مشروع قناة السويس الجديدة. قال محمد فؤاد، المتحدث الإعلامى لحركة شباب 6 أبريل "الجبهة الديمقراطية"، إن انسحاب حزب الوسط من تحالف دعم الشرعية، تمويه ومحاولة من الحزب لاسقطاب فصيل كبير من الشباب تحت مسمى "المجلس الثوري" بحسب ما أعلنه القيادى بالحزب محمد محسوب . وفيما يخص خروج بعض قيادات الإخوان من السجن، أوضح "فؤاد": «هذا ما أكدنا عليه منذ اللحظات الأولى»، مضيفا أن التصالح بين قيادات الإخوان والنظام سيحدث كما حدث مع نظام مبارك، ولكنها مسألة وقت لا أكثر . ومن ناحية أخرى، قال محمد فوزى، مؤسس حركة "تحرر"، إن انسحاب بعض الأحزاب وعلى رأسها "الوسط" من تحالف دعم الشرعية، يوضح أن البعض أصبح لديه بصيص أمل وإدراك أن التحالف "فشل"، مؤكدا أن المصالحة بين الإخوان والنظام قادمة لأن المصالح تتطلب ذلك، ومضيفا: «أعتقد أن هناك مفاوضات تمت لحدوث المصالحة، وقيادات الإخوان ستعود من جديد مثل رجال مبارك». ومن جانبه، يعتقد وسام البكرى، عضو مكتب سياسى حركة مقاومة الطلابية، أن هناك نزاع وخلاف بين قيادات الإخوان، موضحا أن البعض يري أنهُ لا فائدة من المعركة الصفرية التي يخوضونها، وأنهم ينبغي التنازل عن الشرعية في مقابل العودة إلي الحياة السياسية، خاصة بعد ما اتضح لهم أن الرأي العام الدولي مع النظام الحالى، وإن ادعي غير ذلك.