شن عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي، هجوماً كاسحاً على قيادات التيار والأحزاب الناصرية، واصفاً إياهم بمن يعيشون على فتات الماضي ولا يملكون مشروعاً للمستقبل، وأن أفكارهم الحزبية تعود لما قبل التكنولوجيا والعولمة، كما وصف أحزابهم ب"كرسي وصالة" – على حد تعبيره. رصدت "البديل" ردود التيار الناصري على الهجوم الذي شنه "السادات" عليهم.. قال محمد النمر، أمين عام الحزب الناصري الموحد، إن الرد على "السادات" كان موجوداً فى ميدان التحرير وجميع ميادين مصر، عندما رفع الشعب المصري صورة الزعيم جمال عبد الناصر، وكان من الملاحظ أن من يرفعون الصورة الطبقة المنتجة التى تعمل وتكدح لرفعة الوطن، مشيراً إلى أن هذا الأمر كان بمثابة اعتراف شعبي بأن مشروع جمال عبد الناصر هو الذي يجب تطبيقه. وأضاف "النمر" أن الناصريين الذين يقول عنهم "السادات" لا يملكون مشروعاً، لديهم مشروع جمال عبد الناصر الذي لم ينته، مؤكدا أن التجربة نفسها أثبتت أن مصر تحتاج إلى مشروع العدالة الاجتماعية الذي صاغه "ناصر"، وزيادة الرقعة الزراعية التى يتحدث عنه الرئيس السيسى، كانت ضمن مشاريع عبد الناصر. وتابع أن المشروع الناصري يطرح بقوة فكرة الاستقلال الوطني، وكرامة المواطن، لافتاً إلى أن آليات تطبيق المشروع الناصري قد تحتاج إلى مراجعات فكرية لتتلائم مع العصر الحالي، لكن أهدافه ثابتة. وأوضح "النمر" أن أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، كشفت أهمية المشروع الناصري الذي يهدف إلى التقارب بشدة مع الدول الإفريقية، مؤكدا أن مصر تحتاج إلى تطبيقه مرة أخرى وهي تسعى لذلك فعلاً، وأن جميع ما أتى فى المشروع الناصري، يعود بالنفع على المواطنين الفقراء وهم الأغلبية الساحقة. واتهم الأمين العام للحزب الناصري الموحد من يهاجمون التيار الناصري بالذين يخشون من تطبيق هذا المشروع على مصالحهم، موضحا أن الاتجاه الرأسمالي كان سبباً ومازال فى خراب مصر، ومؤكداً أن المبادئ العامة للمشروع الناصري تعادي طبقات تسرق قوت الشعب، لذلك يهاجمه البعض. ومن جانبه، قال حامد جبر، عضو المكتب السياسي لحزب الكرامة، إن الرد على كلام "السادات" تضييع للوقت، مضيفا أن من يثيرون مثل هذه الأمور لا يقدرون مدى الخطر المحيط بمصر، ما يجعل أمثال هؤلاء، يختلقون مشكلات ومعارك ليست فى وقتها. وأضاف "جبر" أن الخطر على مصر والمنطقة كلها لم يبدأ الآن، وإنما منذ أن فرط الرئيس الراحل أنور السادات فى القرار المصري، إرضاء للبيت الأبيض الأمريكي، وهو ما قال عنه "كسنجر" فى مذكراته "إن السادات أعطاه فى المفاوضات مع إسرائيل أكثر مما كان يطلب"، مشيراً إلى أن هذه التنازلات أدت إلى صلح مضطرب مع الكيان الصهيوني وإضعاف القرار المصري، ومن يهللون لذلك الصلح يروجون للمصالح "الهصيو-أمريكية" بالمنطقة. ورد توحيد البنهاوي، أمين عام الحزب العربي الديمقراطي الناصري، قائلاً: قبل أن يتكلم "السادات" عن الناصريين، عليه أن يقيم حزبه أولا، فالتيار الناصري، ممتد في كافة الدول العربية، ومصر بشكل خاص، ففى كل المناسبات ترفع صورة جمال عبد الناصر، وتعتبر أن ثورة يناير بمبادئها "عيش، حرية، عدالة اجتماعية" هي شعارات ناصرية واستكمالاً للمشروع الناصري الذي كان يهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية. واختتم: كلام "السادات" لن يؤثر فينا ونحن نعرف علاقتنا بالناس ووجودنا فى الشارع، ولا نريد مقارنة عبد الناصر بأحد، وعليه أن يهتم بحجم حزبه، ويختبر قوته من خلال تنظيم مؤتمر جماهيري ويرى كم عدد الجمهور الذي سيحضر له، بينما شاب واحد ناصري يستطيع أن يحشد المئات لمؤتمر.