قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إن الأمتين الصينية والعربية عليهما أن ينشئا إطارا تعاونيا يتمركز حول مجالات الطاقة والبنية الأساسية والتجارة والاستثمار، ويستهدف تحقيق اختراقات عالية التقنية فى الطاقة النووية والفضاء الجوى والطاقة الجديدة، ونوه بأن الطرفين سيزيدا تجارتهما من 240 مليار دولار حاليا إلى 600 مليار فى السنوات ال10 المقبلة، وأن الشركات الصينية يتم تشجيعها على زيادة الاستثمار فى قطاعات مثل الطاقة والبتروكيماويات والزراعة والصناعة والخدمات بالدول العربية. وحرص وزير الخارجية الصينى، وانغ يي، أثناء اجتماعه بنظيره المصرى سامح شكرى على تأكيد أن بلاده ستشجع شركاتها على المشاركة فى بناء الممر الاقتصادى لقناة السويس، فضلا عن التعاون فى مجالات تشمل السكك الحديدية فائقة السرعة والطاقة الجديدة. وأكد شكرى على ما ذكره "يي" من مجالات التعاون ذات الأولوية تحت إطار المبادرة بما فى ذلك البنية التحتية والفضاء والأقمار الصناعية والطاقة الجديدة التى تتفق مع خطط التنمية فى مصر، مشددا على استعداد مصر للعمل مع الصين من أجل تنفيذ المبادرة باعتبارها فرصة لتعميق تعاون البلدين فى جميع المجالات. وقال المهندس وائل قدورة، عضو مجلس إدارة قناة السويس سابقا، إن أوروبا تتجه لضخ مبالغ هائلة في التجارة والصناعة، خاصة في المرحلة المقبلة، ما دفع الصين إلى إحياء أسطورة طريق الحرير؛ للاستفادة من حركة التجارة من قارة آسيا وإليها. وأوضح "قدورة" أن التجارة التي تتبادل في قارة آسيا لا تؤثر على الدخل القومي الذي تستفيد به مصر من قناة السويس، وكذلك التبادل التجاري بين دول قارة أوروبا كلها، لافتا إلى أن "طريق الحرير" تسعى الصين إلى تشغيله مثلما كان في الماضي عبر مبادرة تكون مصر طرفا فيها حتى تستفيد من مرور الطريق بأرضها. وأضاف عضو مجلس إدارة قناة السويس سابقا، أن تكلفة النقل البري تكون أعلى من البحر، وبالتالي فإن قناة السويس ستظل مكانتها كما هي، لاسيما أن 90 % من التجارة العالمية تمر عبر النقل البحري، وأن دخل قناة السويس يقوم على أساس ثلاث تكتلات عالمية هي أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، وإن قل النقل من قارة إلى أخرى يقل دخل القناة، أما حركة التجارة بين دول القارة الواحدة لا تمس قناة السويس في شيء. ومن جانبه، قال المهندس سعيد عادل عضو مجلس إدارة قناة السويس، أن المذكرة التي تقدم بها بعض خبراء النقل البحري بسبب وجود تأثير على دخل قناة السويس في حال تنفيذ مشروع أرض الحرير، اشترطت عدم تنفيذ مشروع محور قناة السويس، وهو ما تم البدء فيه بإشارة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهذا ينفي وجود ضرر على القناة. وأشار إلى أن "طريق الحرير" سيكون له مجرى ملاحي وطريق بري، وتكلفته أعلى بكثير جدا من الرسوم التي تدفعها السفن للمرور من قناة السويس، خاصة أن الأساس هو الطريق البري وهذا يحتاج عددا لا حصر له من الشاحنات لتفريغ حمولة سفينة واحدة، وبالتالي يظل المجري الملاحي لقناة السويس الأساس، وتستفيد مصر من حصتها من المشاركة في طريق الحرير باعتباره يمر من أرضها. وترى الكاتبة هالة فؤادة زكي، أن عودة هذا الطريق يزيد من قوة الصين الاقتصادية، فحجم التجارة والاقتصاد الصينى يمكن أن يضاف إليه مليارات الدولارات إذا كان مسار التنمية يتحرك بمؤشرات حضارية، بعد أن دخلت الثقافة فى الميدان، فالصين وأوروبا لا تريدان هذه المرة تقديم ورقة اقتصادية أو سياسية تقليدية ولكنها تدخل من باب الثقافة وتريد أن يرتبط بها الناس قبل أن يدخلوا فى مضمار نموها الاقتصادى. وتساءلت ماذا لو لم تكن مصر ممثلة بقوة بل ومستفيدة من هذا الطريق والأصل فى الورقة الحضارية ورقة مصرية؟ فهل ننتظر ليؤثر علينا هذا الطريق سلبا إذا ما قدمت قوة إقليمية أخرى نفسها كبديل لنا على طريق الحرير؟ ما يعنى تأثيرا سلبيا ومجحفا على خطط التنمية المستقبلية فى شرق مصر، وفرض عزلة اقتصادية على مصر صاحبة أهم موقع جغرافى فى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الخوف انتهاء الطريق قبل أن يصل إلى حدودنا بفعل قوى إقليمية لا تريد لنا ازدهارا، وأنه لا حل أمامنا سوى التبشير بمصر التى يجب أن تتجه شرقا وجنوبا كأولوية لاستعادة موازين القوة. تجدر الإشارة إلى أن طريق الشمال يبدأ من واحة دونهوانج، ويتقدم إلى جبال تيانشان حتى يصل إلى مدينة كاشغر فى أقصى شمال غرب الصين، أما طريق الجنوب فيبدأ هو الآخر من نفس واحة دونهوانج، إلا أنه يتقدم مع جبال ألتن وكونلون حتى يصل أيضا إلى كاشغر التى ينطلق منها هى الأخرى طريقان أحدهما يمر بسمرقند وبخارى حتى مدينة مرو بتركمانستان، والآخر يجتاز هضبة البامير ليصل أيضا إلى مدينة مرو وبعدها يكون بالفعل قد وصل إلى آسيا الوسطى ومنها إلى بقية الشرق المسلم حتى يصل إلى محطته الأخيرة فى أوروبا من خلال طرق برية ومن خلال موانئ كالإسكندرية ودمياط. و«طريق الحرير» تعنى أهم المدن وأشهر مؤلفات أهل الطريق فى الدين والتاريخ والجغرافيا والفنون والعمارة وكل إبداع عرفوه بما فيه أشهر وجباتهم الشعبية وآلاتهم الموسيقية وأشهر الشخصيات التى عرفت طريق الحرير ومنها ابن بطوطة والحسن البصرى والشاعر نظامى وجنكيز خان والإسكندر الأكبر.