أعلن الجانب المصرى فى الزيارة الرسمية التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى للصين، دعمه لما طرحه الرئيس الصينى شى جين بينج بخصوص احياء «طريق الحرير»، الذى من شأنه أن يعمل على انعاش حركة التجارة العالمية، بجانب فوائد مادية ولوجستية للدول التى تقع على هذا الممر والتى تعد مصر واحدة منها، فما هو طريق الحرير؟ وكيف يمكن أن تستفيد مصر من إحياء هذا الطريق؟ طريق الحرير، هو ممر تجارى دولى تم اكتشافه قديما فى عام 206 قبل الميلاد، حيث استخدمه الصينيون فى تصدير منسوجات الحرير، التى برعوا فى غزلها وصناعتها، إلى سائر دول العالم القديم فى جنوب غرب آسيا، جزيرة العرب وبلاد فارس، غرب وشمال أفريقيا وأوروبا. واتخذ الصينيون قديما شبكة من الطرقات البرية والبحرية، لنقل تجارتهم من وإلى دول العالم القديم فى أوروبا وأفريقيا، وكان أبرز ما تم نقله فى تجاراتهم هى الأقمشة الحريرية، والتى اشتهر بها هذا الطريق مما دفع الجغرافى الألمانى فيرناند فون ريشتهوفن لإطلاق اسم «طريق الحرير» على الطرق التى سارت فيها القوافل التجارية. وكانت وكالة أنباء شينخوا الصينية، قد أصدرت تقرير فى الثامن من شهر مايو الماضى بعنوان «طريق الحرير الجديد.. الأحلام الجديدة»، تحدثت فيه عن امكانية إحياء طريق الحرير القديم بشكل جديد، يتمثل فى طريقين برى وبحرى، يربطان الصين بالهند وإيران وأوروبا بريا، والهند وشبه الجزيرة العربية وشرق وشمال أفريقيا وأوروبا بحريا، وهو التصور الذى يتبناه الرئيس الصينى شى جين بينج، والذى أكد الرئيس السيسى على دعم مصر له. ووفقا للخريطة التى أصدرتها الوكالة، يبدأ الطريق البرى من الصين فى وسط آسيا، مرورا بشمال إيران وكلا من سوريا والعراق وتركيا، ثم أوروبا عبر بلغاريا ورومانيا والتشيك ثم إلى ألمانيا فى قلب أوروبا، وهولاندا إلى إيطاليا وتحديدا فى فينيسا (البندقية)، حيث يلتقى الطريق البرى بالطريق البحرى. ويبدأ الطريق البحرى من مقاطعة فوجيان الصينية مرورا بكوالالمبور والهند، ثم المحيط الهادئ إلى نيروبى وكينيا، مرورا بدول القرن الأفريقى ثم البحر الأحمر، حيث يمر الطريق بقناة السويس فى مصر وصولا إلى البحر المتوسط ومنه إلى مدينة فينيسيا الإيطالية. ويقول محمد عبدالعزيز حجازى، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، إن احياء طريق الحرير من شأنه أن يزيد من حركة التجارة العالمية التى تمر بقناة السويس، مما يزيد من دخل القناة لمصر، بجانب تقديم خدمات لوجيستية للسفن التى ستمر بالقناة وأيضا تقديم فرصة للاستيراد والتصدير للصين ولأوروبا والدول المجاورة، «الأمر الذى ستستفيد منه مصر وتحديدا مدن القناة الثلاث»، حسب قوله. وكانت وكالة الأنباء الصينية قد أضافت فى تقريرها، ان الصين ستقدم فرصا واعدة للدول التى تقع على طريق الحرير وترغب فى التطوير، حيث أكد التقرير ان الصين ستقوم بشراكة اقتصادية تعمل على تطوير الدول بدءا من غرب الباسيفيك وإلى بحر البلطيق. وكان الرئيس المصرى قد قام بزيارة لجمهورية الصين، وقع على إثرها نحو 30 اتفاقية قامت مصر والصين على إثرها برفع درجة التعاون بينهما إلى «الشراكة الاستراتيجية» وهى أقصى درجات التعاون بين الصين والدول الأخرى.