رغم بشاعة منظر الجثث والدمار فى غزة وسقوط الكثير من الشهداء، سقطت أقنعة كثيرة من وجوه الأنظمة الدولية والعربية، فكانت ردود الأفعال متباينة حيال هذا العداون الإسرائيلى المجرم منذ أكثر من 25 يومًا، والذى أسفر عن استشهاد أكثر من 1650 فلسطينيًّا. ليس بالغريب الموقف الغربي الصريح المنحاز للاحتلال فى عدوانه على القطاع وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا والأممالمتحدة وفرنسا الحليف الاستراتيجي لإسرائيل في أوروبا، بعدما أعلن كل هؤلاء من خلال تصريحات وبيانات زعمائهم الذين أيدوا حق الكيان الصهيوني فى عدوانه؛ بحجة الدفاع عن نفسه، متغاضين عن كل جرائم الحرب المرتكبة حيال المدنيين من الأطفال والنساء، وذلك بعد أن كان أوباما يحرص على الظهور بمظهر الراعي للقضية الفلسطينية، والوقوف طرفًا محايدًا ظاهريًّا، قبل أن يعلن صراحة انحيازه للحليف المدلل. وبالأمس خرج الرئيس الأمريكي بارك أوباما متضامنًا مع حليفه الإسرائيلي، وقال "أنا مع حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الصواريخ التي تطلقها عليها حماس"، مضيفًا أن حركة حماس تطلق صواريخ على إسرائيل بشكل مستمر، بينما التزمت إسرائيل بوقف إطلاق النار مدة 72 ساعة. والموقف الفرنسى والبريطاني أيضًا كان مفضوحًا منذ اللحظة الأولى بعدما منع أمن الدولتين مسيرات متضامنة مع غزة فى مواجهة جرائم الاحتلال، بالإضافة إلى التصريحات الخارجية الفرنسية والبريطانية التي تؤيد حق الاحتلال فى الدفاع عن نفسه وإدانة إطلاق الصواريخ من غزة. وهذا الموقف الغربي يترجم مدى الضغط القوي الذي يمارسه اللوبي اليهودي على صانعي القرار على الغرب بما فيهم الأممالمتحدة. وعلى الجانب الآخر كان التخاذل والصمت هما حال كثير من الدول العربية والإسلامية حيال العدوان علي غزة، بعدما اكتفت هذه الدول بإصدار بيانات الإدانة والتنديد، ووقفت بعيدة مراقبة ومتفرجة على منظر الإبادة الجماعية التي يشهدها سكان القطاع. من جانبه وصف عماد الرفاعى، القيادى بحركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية، الموقف العربى من القضية الفلسطية بالمخجل والمخزى، مؤكدًا أنه لولا الصمت العربى المطبق، ما تجرأت إسرائيل على خرق كل الهدنات التي يتم الإعلان عنها، أو التمادى في المجازر التي ترتكبها ضد الفلسطينين في قطاع غزة. وعلى النقيض تمامًا استدعت خمس دول لاتينية سفراءها لدى إسرائيل؛ بسبب المجازر التي ترتكب ضد المدنيين في غزة، وتوجهت بوليفيا بإعلان "إسرائيل" دولة إرهابية، في ظل الموقف العربي الذي وصف بالهش والضعيف. وجاء الموقف اللاتيني الرافض للعدوان خادمًا للقضية الفلسطينية بعدما قدم رسالة للعالم بأن الاحتلال كيان إرهابي مصمم على ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية من خلال عدوانه على غزة.