عام 1967، خلال تقديم السفير السوري أوراق اعتماده كسفير بمصر – بعد انفصال الدولتين فى بداية الستينيات، لاحظ الحضور أن الرئيس جمال عبد الناصر يبكي بشدة لعشقه الشديد لسوريا، وكانت المرة الأولى التي يبكي فيها رئيس دولة أثناء المراسيم والبرتوكولات الدبلوماسية، وبعد انتهاء المراسم طلب الرئيس عبد الناصر نسخة من كلمة السفير السوري الأول لدى مصر د. سامي الدروبي ليحتفظ بها. وكان نص كلمة السفير السوري لدى مصر كالآتي: إذا كان يسعدني ويشرفني أن أقف أمامكم مستشرفا الرجولة والبطولة فإنه ليحز في نفسي أن تكون وقفتي هذه كوقفة أجنبي.. كأنني ما كنت في يوم مجيد من أيام الشموخ مواطنا في جمهورية أنت رئيسها.. إلى أن استطاع الاستعمار متحالفا مع الرجعية أن يفصم عرى الوحدة الرائدة، في صباح كالح من أصباح خريف حزين يقال له 28 سبتمبر صباح هو في تاريخ أمتنا لطخة عار ستمحى ولكن عزائي عن هذه الوقفة التي تطعن في قلبي يا سيادة الرئيس، والتي كان يمكن أن تشعرني بالخزي حتى الموت أنك أنت تطل علي التاريخ فترى سيرته.. وتصنعه صنع أبطال، قد ارتضيت لي هذه الوقفة". تسلَّم الرئيس أوراق اعتماد السفير وقد عجز لسانه عن النطق.. وانشغلت عيناه بالبكاء.. ثم سلمها إلى صلاح الشاهد كبير الأمناء.. ونظر إلى باقي الواقفين: علي صبري والفريق سعد الدين متولي كبير الياواران، فوجدهما قد انخرطا أيضا في البكاء.