فشلت التحالفات الانتخابية التي تم الإعلان عنها في الفترة السابقة، وعلى رأسها تحالف عمرو موسى، الذي كان فشله واضحا رغم أنه خاطب عددا كبيرا من الأحزاب. «البديل» التقت مع عدد من الخبراء السياسيين، الذين أكدوا وجود أسباب غير معلنة وراء انهيار التحالفات الانتخابية في مصر، بعضها أبعاده شخصية، بالإضافة إلى عدم وجود ركائز سياسية واضحة، وضعف المؤسسات الحزبية بشكل عام؛ ليبقى التساؤل: كيف لأحزاب لم يمكنها الاتفاق على مجرد التحالف، أن تنجح في الاتفاق على إعلاء صالح الوطن؟ يقول الدكتور مختار غباشي – الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن هناك أسباب غير معلنة وراء انهيار التحالفات الانتخابية في مصر أو عدم اكتمالها، ربما من أهمها أنها تحالفات «شللية» بلا هدف. وأضاف أن معظم هذه التحالفات نخبوية، أي نخب تتحالف مع بعضها البعض بصرف النظر عن قواعد هذه التحالفات هل ستوافق القواعد على هذه التحالفات أم لا وأيضا نسبة توزيع الكراسي أو الترتيب في القائمة. وأوضح أن هناك سبب لم تتم الإشارة إليه، رغم إثارته غضب الأحزاب المدنية، وهو تصدر المنتمين إلى المؤسسة العسكرية المشهد السياسي؛ مشيرا إلى أن البرلمان القادم تصعب هيمنة كتلة معينة عليه، لأن المتوقع غلبة التكتلات الفردية داخله. فيما يرى الدكتور عمرو هاشم ربيع – أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن ظروف النظام الانتخابي سببت إشكالية كبيرة لدى الجميع، وبالفعل النظام الانتخابي كله مرتبك. وأشار إلى أن البعض يرى أنه يمتلك القدرة على خوض الانتخابات بشكل منفرد وفي اللحظة الأخيرة يتراجع عن موقفه ويقرر التحالف، وعند تحالفه يجد من يريد التحالف معه يضع أمامه بعض الشروط. وأضاف أن السبب الحقيقي في انهيار التحالفات الانتخابية ضعف الأحزاب وترددها وعدم قدرتها على اتخاذ القرار. أما الدكتور أيمن عبد الوهاب – الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، فقال إن هذه التحالفات لا تقوم على ركائز سياسية واضحة، وهي بلا شك في حاجة إلى التضامن حتى تحصل على عدد كبير من مقاعد البرلمان، وبالتالي تبقى إشكالية كيفية توزيع مقاعد البرلمان ومن سيكون المنظم لهذه العملية ككل، وقد تكون كيفية التوزيع السبب الأكبر في فشل التحالفات، لأن هذه التحالفات تفتقر إلى قوة رئيسة قائدة، وجميعهم يتساوون في القوة. وأوضح «عبد الوهاب» أن هناك بعض الأبعاد الشخصية لهؤلاء المتحالفين ترتبط بإحساس كل شخص بأنه يجب أن يكون المسيطر على إدارة التحالف "المايسترو".