عندما لا تميز القبضة الأمنية بين استعادة هيبة الدولة وظلم الفقراء والطرف الضعيف في المعادلة.. بين الباعة المحتلين للأرصفة وأصحاب الأكشاك المرخصة، تأتي الحسرة، فقد طالتهم حملات الإزالة بدون تمييز، رغم أنهم نموذج مختلف عن الباعة الجائلين الذي صنعتهم دولة مبارك، ومارسوا أعمال البلطجة والشغب، ولكن أصحاب الأكشاك لهم مهنتهم الثابتة، التي توارثوها ولهم أماكنهم المحددة وزبائنهم الذين يأتون لهم خصيصًا. فقد أدان الباعة الجائلون بمنطقة روكسي تعنُّت حملات إزالة التعديات التي شنتها الجهات الأمنية بمشاركة محافظة القاهرة أمس الأربعاء، وتحطيم الفاترينات الخاصة بهم، رغم أن لديهم تراخيص مزاولة المهنة. وأكد محمد خلف رئيس النقابة المستقلة للباعة الجائلين بمنطقة روكسي ل "البديل" أنهم متواجدون بهذه المنطقة عبر الأكشاك القانونية تحديدًا منذ عام 1996، وتوجد لديهم رُخَص بمزاولة المهنة منذ 1985 كسويقة قانونية مرخصة، بعد أن كانت لديهم طاولات يعرضون عليها بضائعهم. وأضاف أنهم حصلوا على هذه الأكشاك بحكم قضائي من الدولة منذ عام 2003 في 18 منطقة بروكسي ومصر الجديدة، ونشاطهم يتمثل في خردوات وملابس، بعد منازعات معهم، وتم تنفيذ الحكم بشكل نهائي بتاريخ 19-5-2013 في القضية رقم 30648\ 57. ورغم عودة الأكشاك إلا أنهم في مشاكل مستمرة، والحي رفض تنفيذ الحكم إلا بعد وقفة احتجاجية نظمها الباعة الجائلون بمساندة شباب الأحزاب. وأكد خلف قائلاً "إحنا انتخبنا السيسي وكنا فرحانين، ولكن أول حاجة تتعمل إنهم ييجوا على الغلابة!"، مشيرًا إلى أنهم يواجهون مطاردات أمنية منذ عصر مبارك، وكانوا دائمًا الطرف الأضعف في المعادلة، فكانوا أول من عانى من نزول الشرطة بعد يناير، ففي شارع إبراهيم اللاقاني، وباستعراض استعادة هيبة الدولة لأول مرة ينزل فيها الأمن المركزي، كان في الشارع، حيث قاموا بضربهم واحتجازهم وحمل بضائعهم لقسم الشرطة. وأدان خلف مطاردة الأمن لهم، والتي تهدر بضائعهم التي يشترونها بالأجل بإيصالات أمانة، وهو ما يهددهم بالحبس.