قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن "التحول" الإستراتيجي للولايات المتحدة نحو القارة الآسيوية والذي أُعلن عنه عام 2011 يظل يشكل "أولوية رئيسية" للسياسة الخارجية الأمريكية، لم يغيرها العدوان الروسي في أوكرانيا وذلك بحسب ما ذكره مستشاري الرئيس الأمريكي مع اقتراب موعد الجولة الآسيوية. قرر باراك أوباما إخراج الولاياتالمتحدة من شرق أوسط تعمه الفوضى وأوروبا ضعيفة للتوجه نحو الأسواق الآسيوية المربحة وإنهاء اتفاق الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادئ، وهو مشروع إقامة منطقة للتجارة الحرة. وتشير الصحيفة إلى أن أوباما يبدأ رحلة تستغرق سبعة أيام سيزور خلالها اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا والفلبين في سياق إقليمي صعب للغاية. فالعلاقات بين طوكيو وسيول، وهما اثنين من الشركاء الرئيسيين لأمريكا، في أدنى مستوياتها بسبب الصراعات حول السيادة على الجزر الواقعة في بحر اليابان. وقد أدت عدوانية بكين في بحر الصين الشرقي وإعلانها في نوفمبر الماضي عن منطقة دفاع جوي تشمل جزر سينكاكو، التي تسيطر طوكيو عليها، إلى تأجيج التوتر. وتشارك الصين أيضًا في معركة السيادة على الجزر الأخرى، مع الفلبين وفيتنام، اللتان تطالبان بزيادة الحماية الأمريكية. جميع حلفاء واشنطن ينتظرون أن يطمئنهم أوباما، فالعجز الأمريكي عن التأثير على الحرب في سوريا وفي مواجهة عدوان موسكو على أوكرانيا، يقلق شركائه في آسيا، والذين يتساءلون إلى أي مدى سيظل حليفهم الأمريكي ضامنًا لأمنهم. وترى الصحيفة إن ظلال بكين تخيم على هذه الجولة، فرغبة واشنطن في مواجهة قوة العملاق الصيني المتصاعدة لا تخفى على أحد، وكانت التوترات بين البلدين بدت واضحة خلال الزيارة التي قام بها مؤخرًا وزير الدفاع "تشاك هاجل" إلى بكين، حيث تبادل الجانبان الاتهامات بالمسئولية عن التوترات الحالية. وفي الواقع، إن السياق الحالي للأزمة مع موسكو يفرض على واشنطن ضرورة وجود علاقة توازن مع بكين، فقد لاحظ الأمريكيون باهتمام امتناع الصين في مجلس الأمن الدولي عن التصويت على مشروع قرار غربي يندد باستفتاء انفصال القرم، وهو سلوك غير عادي يشير إلى وجود خلاف مع الروس. وتلفت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن يتحدث أوباما بحذر عن التهديد الصيني خلال زيارته لأنه يعلم أن بوتين يحتاج الى بكين. الرئيس الروسي، الذي سيزور الصين مايو المقبل، يستعد للتفاوض بشأن عقد ضخم لتوريد الغاز إلى الصين، التي يمكن أن توفر له عائدًا كبيرًا، إذا تحولت أوروبا عن بلاده.