دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم، الصين إلى مزيد من الشفافية بعد التوتر الذي نجم عن إعلان بكين بشكل أحادي بحر الصين الشرقي منطقة مراقبة للدفاع الجوي. وقال كيري المضطر إلى القيام بدور "مزيل الألغام" خلال جولته في آسيا حيث اشتد التوتر "أعلنا بوضوح موقفنا من الإعلانات الأحادية الجانب". وأضاف الوزير الذي استقبله قبل ذلك بقليل الرئيس الصيني شي جينبينغ "نأمل أن تتخذ القرارات المقبلة للسلطات الصينية بشكل منفتح وشفاف". وتثير مطالبة بكين بمناطق في آسيا مزيدًا من القلق في طوكيو ومانيلا وتحاول الولاياتالمتحدة الحصول على ضمانات من بكين لتفادي تدهور الوضع الذي يشهد توترًا محتدمًا. وقال كيري "طلبنا من أصدقائنا في الصين احترام أفضل للمعايير في مجال الإعلان والاتصال والتواصل وتقاسم المعلومات من أجل الحد من مخاطر سوء التفاهم". وأجرى وزير الخارجية الأميركي محادثات مع الرئيس شي في قصر الشعب وبعده مباحثات مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي. وتجري هذه الزيارة الرابعة التي يقوم بها كيري في ظرف سنة إلى القارة التي تعتبرها الإدارة الأميركية "محور" دبلوماسيتها، في جو من التوتر الإقليمي. فقد أثارت الصين عاصفة دبلوماسية عبر إعلانها من جانب واحد في 11 نوفمبر فرض "منطقة مراقبة للدفاع الجوي" على قسم كبير من بحر الصين الشرقي الذي يشمل ترسيمه جزرًا خاضعة لسيطرة اليابان لكن تطالب بها الصين. وتدهور الوضع بعد زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي في 26 ديسمبر إلى معبد ياسوكوني في طوكيو، وتعتبر الصين أن هذا المكان رمز للعدوان والاحتلال العسكري الياباني قبل وخلال الحرب العالمية الثانية. ومنذ ذلك الحين، لم يقم البلدان الجاران بأي مبادرة من أجل الحد من التوتر، وأوردت صحيفة أساهي شيمبون في الأونة الأخيرة أن الصين وضعت الأسس لمشروع منطقة دفاع جوي جديدة تشمل جزر باراسيل، الأرخبيل الصغير الخاضع لسيطرة بكين لكن تطالب به فيتنام. وتطالب الصين بكل بحر الصين الجنوبي تقريبا بما يشمل مناطق بعيدة جدًا عن سواحلها فيما تمارس البحرية الصينية بحسب رأي عدد من المراقبين ضغطا متزايدا حول جزر صغيرة تسيطر عليها الفيليبين. وحذرت وزارة الخارجية الأميركية بكين من مبادرة فرض منطقة دفاع جوي جديدة في بحر الصين الجنوبي وهو ما قد يعتبر "عملًا استفزازيًا وأحادي الجانب يزيد حدة التوتر". لكن بكين رفضت هذا التحذير مؤكدة سيادتها في مجال الدفاع، وقالت وزارة الخارجية الصينية إن "الصين وبصفتها دولة ذات سيادة لها كل الشرعية للتحرك في مجال أمنها الجوي بما يشمل فرض منطقة مراقبة للدفاع الجوي". وصرح جون كيري للصحفيين أن المحادثات مع شي جينبينغ "كانت بناءة جدًا وإيجابية جدًا وأنا مسرور لأنه اتيحت لنا فرصة البحث تفصيليًا في بعض التحديات التي تطرحها كوريا الشمالية". ويتوقع أن يواصل كيري الذي وصل إلى بكين قادمًا من سيول، جولته الأسيوية في جاكرتا وأبو ظبي. والمح بعضهم إلى أن عدم توقفه في طوكيو يعبر عن استياء واشنطن من زيارة أبي إلى نصب ياسوكومي التذكاري، ولكن البيت الأبيض أعلن أن الرئيس باراك أوباما سيزور في إبريل اليابان، حليفة الولاياتالمتحدة في إطار جولة آسيوية جديدة. وحذر كيري الخميس في سيول من أن الولاياتالمتحدة لن تقبل التفاوض مع كوريا الشمالية إلا في محادثات "جدية". وذكر أخيرًا بأن جزر سينكاكو التي تتولى إدارتها طوكيو لكن تطالب بها بكين وتطلق عليه اسم ديايو تنطبق عليها معاهدة الأمن التي تنص على تدخل الولاياتالمتحدة في حال هاجمتها دولة أخرى.