كتب أستاذى مصباح قطب، الذى دائما ما ينادينى ملقياً تحية حارةً على: «يا أحمد العربى»، لا أعرف لماذا أشعر بضرورة رفع رأسى منشياً وقتها، وأناديه فى سرى «سباسيبا تفارش» أو شكراً يا رفيق باللغة الروسية، كانت تحيته لى «يا أحمد العربى» وردى السرى عليه يشعرانى بالفخر بهويتى العربية وثقافة «الاتحاد السوفيتى»، التى لم تكن الفرصة متاحة لنا غيرها، لرخص ثمن المطبوعات التى كانت تتلقفها عقولنا الناشئة، وأيادينا الفقيرة من دار «رادوغا» أو «التقدم» التى ترجمت آلاف الكتب إلى اللغة العربية. قرأنا بقروش زهيدة هى ما كنا نمتلك وقتها، الأعمال الكاملة لأنطوان تشيخوف، وأفكار ماركس وإنجلز، مروراً بالإيديولوجيا السائدة وقتها ومدارسها «الماركسية – اللينينية» و«الستالينية» و«التروتسكية» و«الماوية» و«التيتوية» و«اللوكسمبورجية» و«الزوتشية» وكتابات ميخائيل باكونين إلخ إلخ، وجاءت خاتمة المطاف والحقبة بكتاب «البروسترويكا» لميخائيل جورباتشوف. كما لا أنسى مجلة أدب ونقد التى تصدر، أو كانت تصدر عن حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى، المهم كتب أستاذى «مصباح قطب» التقدمى الهوى على صفحته على الفيس بوك أول أمس: (لحظة تاريخية حقا. إعلان فضيلة شيخ الأزهر أنه على رأيه بعدم جواز تشخيص الأنبياء على الشاشة، لكنه لن يطلب مصادرة فيلم نوح أو منع عرضه، وإنما يناشد المواطنين مقاطعته. لحظة فارقة فعلا وخطاب جديد كلية، فيه اجتهاد صادق ومحترم وخال من الوصاية.. يناشد الضمير والعقل والقلب ولا يستخدم كرباجا أو عصا أو إكراها أو حسبة. حفظك الله يا أتقى الشيوخ وأكثرهم عفة واتزانا وعقلانية). هذا ما كتبه الرفيق أستاذى «مصباح» لينير دربى وأسرح بمخيلتى نحو قصة من قصص الزن للمترجم، الذى يأبى أن يبوح إلا باسم «اللا محتجب» على «فيس بوك» قرأت قصة الزن وفى مخيلتى أن أصف الإمام الأكبر شيخ الأزهر بأفضل ما وصفه الرفيق مصباح، لذا سأسرد عليكم القصة أقتبسها كاملة. كان كلام المعلم بانكى مشهود له ليس فقط عند مريدى طائفة «الزن» بل لدى جميع الطوائف والمذاهب باختلاف مراتبهم. لم يقتبس المعلم بانكى الحكمة من أحد، ولا انغمس يوماً فى قراءة الأطروحات الدراسية. بدلا من ذلك كان يرتجل كلماته التى تنطق من قلبه لتصل بسلاسة إلى قلوب مستمعيه. جمهوره الكبير المتزايد يوماً بعد آخر أغضب كاهن طائفة «نيشرين»، وهو كاهن بوذى عاش فى فترة «كاماكورا» فى اليابان، غضب لأن أتباعه تركوا سماع كلامه عن الزن وتوجهوا إلى سماع المعلم يانكى. (وكلامه عن الزن أيضاً). عقد كاهن طائفة «نيشرين» العزم على الذهاب إلى المعبدو مجادلة بانكى. ناداه بصوته الرخيم «يا معلم الزن! انتظر لحظة، بالرغم من أنك حصلت على الكثير من الاحترام والطاعة، ولكن هناك رجال مثلى لا يحترمونك ولا يسمعونك ولا يطبقون تعاليمك، فهل تمتلك حقاً مقدرةً تجبرنى على طاعتك؟». قال بانكى بهدوء «اصعد إلى هنا بجانبى علنى أستطيع أن أريك»، اندفع الكاهن مختالاً متفاخراً بين الحشود متجهاً نحو بانكى. ابتسم بانكى قائلاً «تعال قف إلى جانبى الأيسر». فوقف الكاهن إلى جانب بانكى الأيسر «لا لا» قال بانكى «قد نتحدث على نحو أفضل إذا وقفت على الجانب الأيمن تعال قف هنا هذا أفضل» صعد الكاهن بفخر إلى الجانب الأيمن «هل ترى» قال بانكى مستوضحاً «أنت تطيعنى تماماً، أعتقد أنك شخص لطيف جداً. والآن اجلس بالأسفل واستمع إلى ما أقول» فتح الله عليك يا مولانا الإمام الأكبر ■ ■ ■ نهاية المطاف: ليس الفقيه من يعرف الخير من الشر، لكن الفقيه من يعرف خير الخيرين وشر الشرين. [email protected]