التعليم العالي والصحة تطلقان مشروع لزيادة الوعي بالصحة الانجابية بالجامعات    عاجل...أول تعليق من كلوب على شجاره مع محمد صلاح في مباراة ليفربول ووست هام    المؤبد لمتهم بهتك عرض ابنة شقيقه بالقليوبية    احتفاء كبير بعروض سينما المكفوفين بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    السر وراء احتفال شم النسيم في مصر عام 2024: اعرف الآن    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 أبريل 2024 (آخر تحديث)    تمهيد وتسوية طرق قرية برخيل بسوهاج    خبير بترول دولي: الغاز ليس أهم مصادر الوقود والنفط ما زال يتربع على العرش    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    برقم العداد.. كيفية الاستعلام عن فاتورة استهلاك كهرباء أبريل 2024    محلل سياسي: الاحتجاجات الطلابية بالجامعات أدت إلى تغير السياسات الأمريكية (فيديو)    وسائل إعلام: شهداء ومصابون في غارة للاحتلال على مدينة رفح الفلسطينية    محلل سياسي يوضح تأثير الاحتجاجات الطلابية المنددة بالعدوان على غزة    بايدن: لن أرتاح حتى تعيد حماس الرهائن لعائلاتهم    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب النسخة العاشرة    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الرئيس التنفيذي للجونة: قدمنا بطولة عالمية تليق بمكانة مصر.. وحريصون على الاستمرار    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    أمن أسيوط يفرض كرودا أمنيا بقرية منشأة خشبة بالقوصية لضبط متهم قتل 4 أشخاص    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    «تربيعة» سلوى محمد على ب«ماستر كلاس» في مهرجان الإسكندرية تُثير الجدل (تفاصيل)    تطوان ال29 لسينما البحر المتوسط يفتتح دورته بحضور إيليا سليمان    أصالة تحيي حفلا غنائيًا في أبو ظبي.. الليلة    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    بالأرقام.. طفرات وإنجازات غير مسبوقة بالقطاع الصحي في عهد الرئيس السيسي    انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة غدًا    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    الزمالك يفاوض ثنائي جنوب أفريقيا رغم إيقاف القيد    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    8 معلومات عن مجلدات المفاهيم لطلاب الثانوية العامة 2024    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زوجات الكهنة يتحدثن ل"روزاليوسف": ضحينا بالكثير من أجل لقب أم الشعب

دراما اختفاء وعودة وإخفاء «كاميليا شحاتة» زوجةالقس «تداوس سمعان» كاهن «دير مواس» فتحت ملف زوجات الكهنة علي مصراعيه بعد الجدل المثير الذي شغل المجتمع خلال الأيام الأخيرة، وكان من المهم أن نعرف هذا العالم الذي يبدو مجهولاً للكثيرين.
وبالفعل التقينا بالعديد من زوجات الكهنة رغم صعوبة أن تخرج كلمة واحدة من أية زوجة دون إذن زوجها الذي بدوره يستأذن كنيسته أولاً، وكان مفاجئًا أن تعترف إحداهن التي رفضت ذكر اسمها بالطبع، بأنها ضحت بالكثير.. وقالت لنا ضعوا مئات الخطوط تحت كلمة الكثير من أجل لقب «زوجة أبونا» «أو أم الشعب»!
واكتشفنا خلال التحقيق وجود جلسات تنظمها الكنيسة القبطية بين الكهنة وزوجاتهم تشمل إلقاء المحاضرات عليهم من قبل أساقفة واستشاريين في علم الاجتماع وعلم النفس والإرشاد الأسري، لتحقيق الوفاق ولتجاوز الخلافات الشخصية والزوجية.
وتنظم هذه الجلسات شبه السرية اللجنة الفرعية لرعاية الكهنة وأسرهم التابعة للجنة الرعاية والخدمة بالمجمع المقدس ويرأسها الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح، فيما يتولي الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ومطران كفر الشيخ ودمياط مهمة مقرر اللجنة، ويعود تنظيم هذه الجلسات إلي عدة سنوات، حيث أصبح لكل إيبارشية لقاء يجمع بين الكهنة وزوجاتهم وخاصة في الصعيد، وكانت اللقاءات في البداية مهتمة بالرعاية المالية للكاهن من حيث مرتباته ومكافآته إلا أن الجلسات الحالية تشهد مشاركة أساقفة وعلماء اجتماع ونفس وإرشاد أسري لمناقشة الأمور العائلية من جميع النواحي.
الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة ورئيس لجنة الإعلام بالكنيسة القبطية كشف لأول مرة عن وجود أطباء نفسيين متخصصين للكهنة وزوجاتهم وقال: «إنه قبل سيامة الكاهن يجب أن تجري له اختبارات نفسية ولزوجته أيضاً بل من الممكن أن يكون هناك طبيب نفسي نستعين به في حالات معينة للجلوس مع الكاهن وزوجته.
وأضاف: «إن جلسات رعاية الكهنة وزوجاتهم تتم فيها مناقشة الأمور المالية الخاصة بالكاهن ومرتبه ومتابعة الحالة الصحية لهم ولأولادهم حيث إن معظم الإيبارشيات الكنسية في مصر خصصت صندوقا خاصا بالمعاشات وكفالة للأسرة الكهنوتية.
وأشار الأنبا مرقس إلي أن الجلسات التي تتم بين الكهنة وزوجاتهم «سنوية» أو «نصف سنوية» بحيث يكون هناك موعد متفق عليه بين الكهنة وزوجاتهم تحت إشراف الأسقف لعقد اللقاء وقال: «إن الكنيسة أعطت للكاهن يوم إجازة يختاره بنفسه لجلوسه في المنزل مع زوجته وأولاده».
كاشفًا عن وجود قرارات من جانب الأساقفة بعدم تأخر الكاهن عن منزله بعد الساعة العاشرة مساءً حتي يتسني له الجلوس مع زوجته التي قد لا تراه طوال اليوم بسبب انشغاله في الخدمة الكهنوتية.
وأكد الأنبا مرقس أن الجلسات تشهد تبادل الآراء والأفكار بين الكهنة وزوجاتهم بكل شفافية وصراحة قائلاً: «من الممكن أن نجد زوجة أحد الكهنة تبدي رأيها في موضوع ما خاص بها، ولكن إذا لزم الأمر نقوم بعقد جلسة خاصة بينها وزوجها الكاهن إذا وجد خلاف بينهما.
أما القس بيشوي جورج كاهن كنيسة مارجرجس بمنشية الصدر فأكد أن جلسات رعاية الكهنة وزوجاتهم الهدف منها تقريب وجهات النظر وتعارف الزوجات إلي بعضهن البعض وقال: «إذا وجد خلاف بين كاهن وزوجته نحاول علي قدر المستطاع أن نصلح بينهما ونبحث في أسباب الخلاف وعودة الوفاق بينهما».
وأشار بيشوي إلي أن هذه اللقاءات تنعقد غالبيتها في منتصف العام أو مرتين كل عام وقال: «إن الكهنة لا يعارضون هذه الفكرة بل علي العكس، لأن هذه الجلسات تسمح لهم بالتعارف وتبادل الآراء والأفكار علي حسب حجمها وأهميتها.
فيما كشف الأنبا إبرام أسقف الفيوم وعضو المجمع المقدس أنه في حالة طلب إحدي زوجات الكهنة الطلاق يتم تشكيل مجلس إكليريكي خاص لدراسة الحالة والبت فيها وقال: «إنه لم يحدث من قبل أن طلبت زوجة كاهن الطلاق ولكن بالتأكيد هناك بعض المضايقات والخلافات تشهدها بيوت الكهنة».
وقال: إن المحاضرات التي تُعرض علي الكهنة وزوجاتهم خاصة برعاية حالات السكن والعلاج، وأتذكر أنه في اللقاء الرابع لرعاية الكهنة وزوجاتهم الذي عقد في دير الغرب بالفيوم في نوفمبر العام الماضي ألقي الأنبا موسي أسقف الشباب محاضرة عن الكاهن وتحديات العصر وأفاض فيها عن الحديث في الثقافة العولمية.
واستطرد قائلاً: وأتذكر أنني ألقيت محاضرة في هذا اللقاء عن الكاهن وقدرته علي الاحتمال وطول أناته فيما تحدث معهم الأنبا بيشوي حول غياب القدوة.. مشيرًا إلي أن الجلسات تشهد حضور أكثر من مائة كاهن وزوجاتهم علي مدي أكثر من يوم.ولم يكن من السهل كما يتصور البعض أن نجري حوارات خاصة مع زوجات كهنة بالذات في ظل أزمة «كاميليا» التي حولت بيوت الكهنة وأمورهم الشخصية إلي نقاش رأي عام، فمثلا بعد أن اتصلنا بإحدي زوجات الكهنة لطلب رأيها في الموضوع والحديث عن تجربتها الشخصية وافقت، رفض زوجها الكاهن شكلا وموضوعا قائلا: لي اسم ومكانة خاصة ووضعي حساس.. ابعدي عنا وشوفي حد غيرنا».
إلا أن هناك من هم أكثر شجاعة من هذا الكاهن للحديث ولكن هناك من طلب عدم ذكر الاسم إلا أن التجارب الموجودة كانت جميعها مختلفة وفي مناطق متنوعة وكانت أول تجربة لسيدة رفضت ذكر اسمها وزوجة الكاهن في إحدي محافظات الوجه القبلي، وقالت إنها تزوجت وعمرها 22 عاما حتي إن ميعاد الفرح كان متوقفا علي ميعاد الرسامة، مشيرة إلي أنها قبلت الزواج هكذا لأنها كانت تحب أن تحيا هذه الحياة، وعن كيفية اختيارها زوجة لهذا الكاهن أكدت إنه جاء عن طريق الترشيح الشخصي، فقد قام زوجها بوضع المواصفات التي يريدها أمام أحد أقربائه وقاموا بترشيحي له وتقابلنا واتفقنا.
وأضافت أنه كان يقوم بزيارتها أثناء الخطوبة وهو يرتدي الزي الإكليريكي وعندما علقت علي هذا الموضوع أوضح لي أنه يقوم بهذا حتي أتعود علي الأمر، وتتذكر أن الفرح أقيم قبل الرسامة بنحو 12 يوما، أي أني تزوجت ثم ذهب إلي الدير ليعود بعد 40 يوما وهي المدة التي يقضيها الكاهن بعد رسامته ليكون مؤهلا للخدمة ثم عاد ليقوم ويمارس «خدمته» أي أنني لم أكن عروسا في يوم من الأيام وبالتالي لم أحلم يوما أن أعيش «شهر عسل» مثل بقية الفتيات إلا أن هذا لم يضايقني لأني اخترت هذه الحياة بإرادتي بكل حلوها ومرها، وكنت مدركة أنه لن يكون لي في يوم من الأيام إلا أنني كان يكفيني الحنان الذي كان يقدمه لي، فقد كان يعوضني عن أشياء كثيرة ترتضيها زوجة الكاهن وتجعلها مختلفة عن أي فتاة أخري.
وتؤكد أن الأسقف قبل الرسامة سألها إذا كانت موافقة علي الرسامة أم لا وإذا كنت مدركة لما سأتعايش معه، وأعلنت موافقتي عليه وعندما أعلنت تقبلي للأمر أكد لي أني ليس لي حق اختيار ميعاد الرسامة وبالتالي الفرح وكذلك لم يكن لي أيضا حق اختيار الاسم الكهنوتي وفوجئت به مثل الجميع، إلا أن كل هذا كنت أقبله بسرور وفرح.
وتضيف: إنها منذ أن أصبح زوجها كاهنا أصبحت هي المسئولة عن الأسرة داخل المنزل فهو يمكث بالخارج نحو 20 ساعة يوميا، بالإضافة إلي أن المنزل أصبح سنترالا، فإذا كان موجودًا معي فهناك من يتحدث إليه ولا أعرف أي شيء في المشاكل لأنها كانت من اختصاصه ولا أعرف أي شيء عمن يقابلهم، وبالرغم من معرفتي أنه يأخذ اعترافات شابات يفقنني جمالا إلا أنه عندما يعود إلي المنزل يشعرني بأنه لا يري أحدا غيري بالحقيقة، هذا كلام في غاية الأهمية خاصة لزوجة الكاهن فهي لا تراه ولا يجلس معها ولا يحدثها ولا يتحمل مسئولية المنزل مثلها لأنه يتحمل مسئولية رعية وشعب؛ حتي إنني أتذكر أحد المواقف التي حدثت معي؛ كان طفلي مريضا فذهبنا إلي الدكتور وعندما عدنا وصف لي كيفية إعطائه الدواء في عجلة لأن هناك من اتصل به لوجود مشكلة بأحد المنازل وكانت المفاجأة أنه قام بإعطاء الوصفة لي خطأ، فما كان مني إلا أن قمت بالاتصال بالطبيب وعالجت الأمر ولكن ماذا سأفعل له فأنا مدركة لأهمية ما يقوم به.
وتؤكد أنه بالرغم من وجود تضحيات لزوجة الكاهن فهناك مقابل لكل هذا، فلا أحد ينكر أنه عندما تدخل زوجة الكاهن في أي مكان تكون لها هيبة واستقبال مختلف والكل يحترمها ويوقرها لأنها زوجة الكاهن، كذلك عندما يتزوج أحد أبناء الكاهن يكون كل الموجودين من الأساقفة والكهنة.
كذلك يكون وجود زوجة الكاهن هو المهيمن في أي حدث مثل الأعياد والاحتفالات يكون لها مكان محجوز في المقدمة وضيافة خاصة، كذلك عند الذهاب إلي عيادة الطبيب مثلا وتذهب معه تدخل في المقدمة ويكونون مرحبين بذلك لأنها زوجة الكاهن أي أن لها «برستيج» خاصا بها لا أحد يستطيع إنكاره، إلا أن الضريبة التي تدفعها الزوجة تكون كبيرة أكثر من أي فتاة أخري، لذلك لا يمكن المقارنة بينها وبين أي فتاة أخري لأن التضحيات التي تقدمها لا تستطيع أي فتاة أخري أن تقدمها، فمثلا هناك أوقات لا تستطيع الزوجة أن تتقرب من زوجها من نفسها، فعندما يكون هناك قداس ثاني يوم وكذلك في أيام الأصوام يجب من نفسها هي أن تراعي ذلك وهي تدرك أن هناك ما هو أهم من ذلك مطلوب منه.
وتري أن كاميليا ما هي إلا اختيار خطأ من الكاهن أو لم تكن تدرك متطلبات اللقب الذي حملته، مشيرة إلي أنها استعجلت في جني ثمار خدمة زوجها، خاصة أن هذه الثمار سوف تجنيها في محبة الناس لها ومحبة من يقوم زوجها بخدمتهم، كما أنه إذا كان يراعيها بكل حب وحنان وهو العامل الأساسي في الحياة بين الكاهن وزوجته.
وتشير إلي أن من الأشياء التي تقوم بالتنازل عنها أنه حتي وهي معه لم يكن لها؛ فإذا كانا معا في رحلة تابعة للكنيسة مثلا لا يستطيع أن يأكل معها بل يأكل مع الشعب وإذا كانا في أحد المصايف تكتفي بالجلوس إلي جواره علي الشاطئ، لأن هناك قيودا يفرضها اللقب عليها سواء في سلوكها أو تصرفاتها أو ملابسها.
أما «سهي» وهي زوجة لكاهن بإحدي ضواحي القاهرة الراقية فكانت تجربتها مختلفة فتقول: إنها تزوجت وهذا الموضوع لم يكن في حسابها إطلاقا إلا أن زوجها كان يصعد في درجات الخدمة بالكنيسة التابعين لها وظل يصعد سلم الخدمة برتبها حتي أصبح «أمين خدمة» وبعد مرور عشر سنوات من زواجهما تم ترشيح اسمه ليصبح كاهنا، وتؤكد إنها كانت ترفض الموضوع ولم تكن تقبل الفكرة من الأساس خاصة إن أحد ذويها كان كاهنا وهي مدركة تماما لما يحمله اللقب من مسئولية، وتعللت بعدم أهليتي لحمل هذا اللقب ففوجئت بأنهم قالوا لي أنهم قاموا بعمل تحريات عني وأكدوا أني مناسبة تماما لأن أصبح زوجة كاهن، فهم لم يكونوا سيقومون بترشيحه للكهنوت إذا وجدوا أني غير مؤهلة لذلك، ولكن بالرغم من ذلك ظللت أرفض هذا الطلب بل ولم أكن أتخيل في يوم من الأيام أني سأصبح زوجة لكاهن.
والحقيقة إن أب اعترافي قام بمناقشة الأمر معي وتحدثت معه بمنتهي الصراحة أني أخشي أن يتم وضع قيود علي في عملي وطريقة حياتي أو اختياري لملابسي، فأكد لي أني يجب أن أظل طبيعية ولا أقوم بتغيير أي شيء خاصة أن تصرفاتي من الأساس لم تكن متحررة إلي النهاية ولكن في نفس الوقت لم أكن متزمتة إلا أني استمررت علي موقفي، فزوجة الكاهن، في تخيلي لابد أن تصبح خادمة متفرغة، الكل ينظر إليها في كل تحركاتها وتصرفاتها.
وبالفعل تم استبعاده إلا أنه في آخر جلسة ترشيحات سأل الأسقف أمام الجميع: لماذا لم ترشحوا هذا الخادم، فوافق الجميع علي الفور، فشعرت أني أمام الأمر الواقع ولكن في نفس الوقت شعرت إنه «اختيار ربنا» فما كان مني إلا الموافقة، وبالرغم من أنهم قاموا بسؤالي مرة أخري أعلنت موافقتي برغم تخوفي.
وتؤكد «سهي» أنه في الحقيقة الواقع مختلف تماما عن التخيلات، فبالرغم من أن المسئولية أصبحت تقع بالأكثر علي مثل إرسال الأطفال إلي المدرسة والواجبات المنزلية التي كان يقوم بها مثل شراء الخبز واللحوم وغيرهما، مثلا تقديره لي أصبح أكثر، إحساسه بي أصبح أكبر من الأول خاصة إنه في خلال الأربعين يوما التي مكثها في الدير قبل الخدمة أكدوا له إنهم في أثناء صلاة القداس لابد أن يذكر زوجته وأولاده وبعد ذلك الكنيسة والشعب، بالإضافة إلي أنه من كثرة المشاكل التي أصبح يسمعها من رعيته، أصبحت لديه قدرة أكبر علي رؤية المواضيع من وجهات نظر أخري.
وتشير «سهي» إلي أنه في البداية كانت هناك رهبة خاصة بعد تغيير شكله وهيئته وتغيير طريقه ملابسه غير أنه مع مرور الوقت لم أشعر بأي اختلاف، وإن كانت هناك صعوبة في تقبل طفلي الصغير لشكل والده وعانينا في بداية الأمر معه إلا أنه عندما أدركنا سبب خوفه من والده ومن رؤيته بالجلباب الأسود أصبح يتعامل معه بشكل أكثر دراية ووعيا.
وتؤكد «سهي» أن إدراكها بأنه يقوم بالجلوس مع فتيات وزوجات وبنات لم يؤثر عليها برغم من أنها تري أن هذا قد يكون سبب إزعاج لزوجات أخريات، فالطرف الذي يخطئ في مثل هذا الموضوع يكون بالأساس لديه ميول من البداية لذلك، أما زوجي فبطبيعته حازم حتي قبل الرسامة وبالتالي لم يشكل الموضوع بالنسبة لي أي مشكلة، وتضيف إنه نظرا لأنه كان خادما كبيرا قبل الرسامة، وكان المنزل بالفعل مفتوحا دائماً لاستقبال الناس والمشاكل وبالتالي لم أشعر بأي اختلاف نهائي يسبب لي الأرق، فلم يفرض يوماً علي أن أصلي مثلاً أو أن أذهب إلي الكنيسة أو أن أقوم بالخدمة ولكنه عندما يشعر بأن الموضوع أخذ وقتًا طويلاً ينبهني بأسلوب خال من الإجبار وأيضاً لم يطلب مني أن أترك عملي خاصة إني أومن بأن عمل المرأة مهم لإحساسها بكيانها وبالتالي لم يفرض علي شيئًا حتي بعد رسامته.
إلا أني دائماً أضع أمامي نصيحة قالها لنا أحد الآباء في الكنيسة بأن «البيت هو الجبهة الداخلية للكاهن.. فإذا كانت هذه الجبهة هادئة تجعله يشعر بالسلام.. سيكون في أمان وهو خارج المنزل».
وتري «سهي» أن ما حدث لكاميليا كان نتيجة صغر سنها وعدم إدراكها لمسئوليات زوجة الكاهن، بل إن هناك من يري في الكهنوت سلطة ولقبا يسعون إليه ولكن عندما يتم يصدمون بالمسئوليات الواقعة عليهم وبالتالي يرفضونه وتحدث المشاكل، وتري أن من يتزوج فقط ليصبح كاهنا قد يحمل في طياته إهانة لمن يتزوجها خاصة أنها تشعر إنه قام بالارتباط بها فقط ليصل لشيء هو يريده وتشير إلي أن هناك شروطا مهمة قد تتنازل عنها بعض الإيبارشيات لاحتياجها لكاهن مثل شرط السن والمؤهلات، فيشترط أن يكون فوق الثلاثين ويكون لديه مؤهل عال إلا أنه لاحتياج بعض المناطق للكهنة يقومون برسامة أي شخص قد يكون مناسبا هو وزوجته أولا، وهو الأمر الذي يسبب مشاكل كثيرة نحن في غني عنها، خاصة أن مثل هذه الأمور لا يكون لها حل وتمس قلب الكنيسة ورموزها.
وكان اللقاء الثالث مع «نوال» زوجة كاهن بإحدي ضواحي الجيزة الفقيرة والتي أكدت أنه تمت رسامة زوجها بعد الزواج ب17 عاماً وجاء ذلك أيضاً عن طريق الترشيح وذلك لخدمة زوجها وخدمتها أيضاً بالكنيسة، وتؤكد أن مسئولية زوجة الكاهن ليست قليلة بل إنها متعبة بشكل كبير حيث إن جميع الأنظار تكون متجهة نحوها، وبالتالي أصبحت تراعي طريقة كلامها وأسلوبها وخدمتها وما ترتديه خاصة أن الجميع ينظرون إليها علي أنها قدوة يحتذي بها بالإضافة إلي أن جميع المسئوليات تقع علي عاتقها وحدها بعد أن كان زوجها يعمل معها ويساندها إلا أنها في النهاية لن تستطيع أن تقوم بكل هذا بدون معونة ربنا، وهذا ما قمت بطلبه من البداية، فأنا لم أرفض الكهنوت أبداً بالرغم من إدراكي لما به من مسئوليات إلا إني وأنا أوافق كنت أطلب معونة ربنا وأتوقع الأسوأ حتي أستطيع تحمل هذا الكم من المسئوليات.
وعن شروط زوجة الكاهن أكد القمص بطرس كاهن دير سمعان الخراز بالمقطم أن زوجة الكاهن لابد أن تكون لها علاقة قوية بربنا وتكون خادمة بالكنيسة لأنها ستكون «أمنا» في الكنيسة، مشيراً إلي أن البطريرك يقوم برؤية الكاهن قبل رسامته وكذلك زوجته حتي يتأكد من أنهما يصلحان هما الاثنان وليس الكاهن فقط، بالإضافة إلي أنه لابد أن يكون مظهرها لائقا بزوجة الكاهن في ملابسها وشكلها وكذلك الماكياج الذي تضعه لابد أن يليق بأمنا في الكنيسة، وخاصة إنه «مايبقاش أبونا بيقابل من السيدات من كل الأنواع والأشكال وتكون مراته «مبهدلة»، وهذا حماية للكاهن وصورة الكنيسة.
وكذلك لابد أن تكون إنسانة حكيمة ورزينة حتي تتصرف بحكمة في كل شيء.
وعن عدم اكتفاء الكاهن بزوجة لفترات طويلة يؤكد أن الزوجة لابد أن تكون مدركة قبل الرسامة أن زوجها لن يكون ملكها بل سيكون ملك الكنيسة وإن لم تكن مؤهلة لذلك ستتعب كثيراً لذلك لابد أن تكون هناك تدريبات مع أب الاعتراف ليؤهلها لذلك.
وكانت هناك توصيات كثيرة من أشخاص كثيرين حول قضية مرتبات الكهنة وكذلك أرامل الكهنة، لأنه بالرغم من أن الزوجة تكون كملكة متوجه في وجود زوجها إلا أنه بعد وفاته كل هذه الأضواء تنطفئ، وتذهب لغيرها ولذلك لابد أن يهتم بمصدر الدخل الخاص بهؤلاء الأرامل وكذلك هناك بعض الإيبارشيات التي تكون المرتبات بها ضعيفة بالفعل، وكذلك لا تخرج الزوجة للعمل وبالتالي لابد أن تتم مراعاة مثل هذه الأمور سواء عن طريق تعاون الإيبارشيات معاً أو أن تكون المرتبات مركزية تأتي من الكاتدرائية رأساً حتي يكون الجميع متساوين.
ونتساءل هنا: كيف يتعامل الكاهن مع زوجته وكيف تنظر الزوجة إليه هل مثل أي زوج أم مختلف هل هو رجل دين بالنسبة لها أم زوج عادي؟ وهل هناك تقاليد معينة تتعلمها الزوجة بعد ارتباطها بالكاهن وما هي الأسرار التي تدور حول الكاهن وزوجته داخل منزلهما؟! كل هذه تساؤلات سوف نجيب عنها في هذا الملف.
ولعل الكثيرين لا يعرفون من هي زوجة الكاهن وما يدور داخل بيت الكاهن، وبين أفراد أسرته.. وكيف يتناقشون في أمور حياتهم الخاصة ومقارنتها بين حياة الناس الآخرين ولكن تحكي لنا «سوسن» ابنة القمص إبراهيم عبدالسيد عن أمها وعلاقتها بأبيها قائلة: «كان أبي علمانياً في طفولتي - أي قبل سيامته كاهناً - ولكن اتخذ بيتاً بشكل ملتزم دون مغالاة ودون تزمت وبعد أن نال أبي «الكهنوت» كنت قد بلغت سن المراهقة ولم يتغير الوضع كثيراً بالنسبة لأبناء البيت ولكني أتذكر كيف كانت أمي تتعامل مع الوضع واضحة مقارنة بين متطلباتها كزوجة وأم وكونها زوجة كاهن.
وأضافت سوسن: «إن سبب مقارنتي هو أنني وجدت نفسي أتساءل كيف لهذه السيدة أن تحتمل كل هذه المعاناة وتتنازل عن رفاهيتها وتقوم بهذا الدور؟
وأشارت إلي أنها لم تر والدتها متزينة بأدوات التجميل رغم أنها كانت «مدرسة» وقالت: «لم أر أمي تتذمر من انشغال أبي الكاهن في خدمته وتطالبه مثل أية سيدة أخري بالخروج للنزهة، ولكنني وجدت أنها اعتادت علي هذه الحياة التي تختلف بشكل ملحوظ عن حياة أي زوجة أخري مرتبطة بغير كاهن.
وتستطرد قائلة: «لم أر أمي أيضاً متبرمة من هذا الوضع بل علي العكس كانت دائماً تقول لي: «يابنتي الكهنوت شملنا كلنا مش باباكي بس».
أما «سهير» زوجة كاهن في القليوبية فكشفت عن معالم حياتية تعيشها زوجة الكاهن بل تصبح دستوراً لها وقالت: «إنني كنت أري في زوجي رجلاً دينياً بمعني كنت أتعامل معه كزوج وفي نفس الوقت كاهن له وضعه الخاص، إنه زوج لي 100% من لحظة ارتباطي به وعقد الإكليل داخل الكنيسة قبل سيامته كاهناً ولكن حينما تمت سيامته شعرت أنني أمام رجل ليس عادياً بالنسبة للمسيحية وبالنسبة للأقباط».
وأضافت سهير: «كنت أتعرض لبعض المضايقات كزوجة عادية داخل منزلها ولكن كنت أتحمل نتيجة وضعه ومنصبه في الكنيسة، وليس من الغريب أن تحدث خلافات أو اختلافات في وجهات النظر بين الزوجة وزوجها الكاهن لأنهما بشر وغير معصومين من الخطأ».
وكشفت «سهير» أن زوجة الكاهن من الممكن أن تتعرف علي بعض أسرار الناس الذين يلجأون إلي زوجها لحل مشاكلهم وقالت: «إن بيتي يبقي مفتوحا للجميع ومتاحا طول النهار في الوقت الذي أقوم بمقابلة هؤلاء الناس ومعرفة أسباب مجيئهم.
أضافت: إن زوجة الكاهن ليست زوجة عادية لأنها تخضع لظروف معينة تحكمها، وهي التي اختارت هذا الطريق لكونها تعلم مسبقاً أن زوجها من المحتمل أن يكون كاهناً، وتقول: «إن زوجة الكاهن محرومة من الفسح والملابس الخاصة بها تكون ملابس حشمة ويصعب عليها استخدام أدوات التجميل.
فيما كشفت عن وجود بعض الكهنة الذين يستخدمون أسلوب التعنيف والحزم الشديد مع زوجاتهم قائلة: «أنا أعرف زوجات كهنة يتعرضن لسوء معاملة من أزواجهن الكهنة ولكنهن لا يستطيعن عمل شيء مضاد لأنهن في وضع يصعب عليهن التحدث والإعلان عن خلافاتهن مع أزواجهن.
فيما أكدت «دميانة» إحدي زوجات الكهنة بالمنيا أنها تعمل في مجال «البيزنس» ولديها مشروع عبارة عن محل للأدوات الكتابية وآخر للاتصالات وقالت: إن زوجي الكاهن لا يعارض عملي ولكن في الوقت نفسه يحدث مضايقات منه في بعض الأحيان لعدم وجودي في المنزل بسبب عملي وخدمتي في الكنيسة.
من جانبه قال القمص بولس عبدالمسيح كاهن كنيسة مارجرجس بمنشية الصدر وعضو المجلس الإكليريكي للأحوال الشخصية إن وضع زوجة الكاهن في الماضي قد يكون اختلف عن الحاضر وذلك بسبب المتغيرات الحديثة في هذا العصر مؤكداً أنه لا مانع من أن تكون زوجة الكاهن لديها أنشطة سياسية وحزبية قائلاً: «ياريت مراتي تبقي سياسية».
وكشف عبدالمسيح أن الكنيسة تولي اهتماما كبيرا لرعاية الكهنة وأسرهم وتقوم بعمل لقاءات خاصة تجمع الكهنة بزوجاتهم وقال: «إن الكاهن هو إنسان وغير معصوم من الخطأ ومن المحتمل أن يتعامل مع زوجته بعنف بسبب الضغوط التي يمر بها بسبب منصبه.
فيما حصلت «روزاليوسف» علي نداء من أحد الأقباط قام بتوجيهه إلي البابا شنودة الثالث يطالبه فيه بتجنب سير زوجة الكاهن بمفردها في الشارع حيث إنها معروفة من المجتمع أنها «زوجة أبونا».
وقالت الرسالة أنه ينبغي أن يكون بالكليات الاكليريكية فرع للدراسات لتنمية عقولهن وإعدادهن بشكل أكاديمي متسائلة: ما وجه الاستفادة من تجربة وفاء قسطنطين بكل ما حدث من ملابسات ومتاعب؟ وما الاستفادة من فضيحة كاميليا زوجة كاهن دير مواس؟
وعلمت «روزاليوسف» أن البابا شنودة سوف يعقد اجتماعاً مع بعض الأساقفة لوضع خطة ميدانية ورصد الحالة الاجتماعية والنفسية للكهنة وأسرهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.