قال المنتج د.محمد العدل ،المتحدث باسم جبهة الإبداع المصري،إن الجبهة أصدرت بيانا عاجلا مساء الخميس، ردا علي رفض الأزهر الشريف عرض فيلم "نوح" ،بدور العرض السينمائي المصرية. مؤكدا أن جبهة الإبداع تلقت ببالغ الاستياء التصريحات الصادرة من الأزهر و مطالبتهم بمنع عرض فيلم " نوح " للمخرج دارين أرانوفسكي، في دور العرض المصرية بينما الفيلم يعرض العالم كله، و محاولتهم التعدي على دور جهاز الرقابة على المصنفات الفنية و هي الجهة الرسمية المسئولة عن قبول و رفض عرض الأفلام ،ولفتت الجبهة في بيانها نظر شيوخ الأزهر الأجلاء لعدة نقاط ربما غابت عن ذهنهم بخصوص تلك التصريحات. أولا : فكرة تحريم تصوير و تجسيد الأنبياء و الصحابة في الأعمال الفنية لازالت حتى الآن لا تتعدى اجتهادا من الشيوخ و الفقهاء و لا يوجد نص قرآني واحد أو حديث شريف مثبت بشكل واضح ينهى عن ذلك بوضوح، و إن وجد نعتقد أن على شيوخنا الأجلاء أن يخرجوه لنا كي يتم تأكيد أن الله قد نهى عن ذلك بوضوح ، و إن كان اجتهادا في التأويل فربما كان على شيوخنا الأجلاء مناقشة هذا الاجتهاد مع المجتمع و مع المفكرين باعتبار أن باب الاجتهاد مفتوح منذ انقطاع الوحي ناهيك عن أنك لا تستطيع المنع فعليا لأننا شئنا أم أبينا فالفيلم يتحول الآن لوسيط ينتقل عبر أثير الانترنت لا يستطيع كائنا من كان أن يمنع مواطن من مشاهدته. ثانيا : نعتقد أن دور الأزهر الشريف بحجمه و بقيمته إن رأي في هذا العمل معصية أن ينهى الجمهور عن رؤيته أو أن يحذر من ذلك، أو أن يقول أن من يشاهد هذا الفيلم هو عاصي للدين الحنيف، و في تلك الحالة لهم منا كل التبجيل طالما أن الأمر دخل في نطاق " الدعوة " و ليس " المحاكمة " تحديدا و أنه كما أوردنا سابقا أن صحيح الدين لا ينهى بوضوح عن ذلك ، و فهمنا لدور الأزهر أو الكنيسة أو المؤسسات الدينية هي الدعوة للدين لا إقامة ما يرونه صحيحا بالقوة. ثالثا: لا نعتقد أنه في القرن الواحد و العشرين سيرى مواطن في الشارع "راسل كرو"، فيسجد له معتقدا أنه سيدنا نوح شخصيا بعد أن أدى دوره في الفيلم ،و إلا فإن مكان هذا المواطن هو مصحة نفسية و هو التعامل الصحيح معه لا منع الفيلم عن ملايين الأصحاء ذهنيا المدركين لماهية السينما. رابعا و هو الأهم في تلك الحالة خصوصا ،نحن نتحدث عن سيرة نبي توراتي معترف به في الديانة الإسلامية، و لكنه كذلك يخص كلا من الطائفتين المسيحية و اليهودية كذلك، و كلاهما لا يحرمان ظهور الأنبياء في الصور و الأعمال الفنية فهل سيطالب الأزهر بعد ذلك مثلا بمنع بيع الأيقونات الدينية التي تصور المسيح ، أو منع عرض مسرحيات الكنائس، أليس واجبا على الأزهر أن يحترم الاختلاف في الرؤيا ما بين الأديان المختلفة بما نص عليه الدستور من الاعتراف بتلك الديانات الثلاثة و قبول عرض الفيلم مع النهي عن رؤيته احتراما لتعددية المجتمع. وأعلن البيان تحفظه علي ما دعي إليه أحد شيوخ هيئة كبار العلماء بوجوب حرق السينمات التي ستعرض هذا الفيلم،مع المطالبة بضرورة الاعتذار عن هذه التصريحات غير المسئولة . و تعلن الجبهة أنها على استعداد لعمل مناظرة فكرية في أي وقت مع أي من الشيوخ الأجلاء أصحاب فكر المنع للمجابهة بالرأي و الرأي الأخر في هذا الشأن.