كشفت مصادر سيادية عن حالة من الارتباك ظهرت جليا فى تصرفات رد فعل الإدارة الأمريكية حيال سياسية تعاملها مع مصر مؤخرا، لافتا إلى أنه من المقرر أن يرسل الكونجرس الأمريكى وفدا آخر لزيارة المشير عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، مقرر أن يصل الساعة 8 مساء اليوم. ولفتت المصادر إلى أن الوفد الذى ترأسه رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكى "مايك روجرز"، قبل يومين، والتقى المشير عبد الفتاح السيسى، تطرق إلى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتبادل وجهات النظر حول المستجدات والمتغيرات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، وحضر اللقاء عدد من كبار قادة القوات المسلحة. وأشارت المصادر إلى أن زيارة وفد الكونجرس الأمريكى أمس الأول، بحثت موقف العلاقات المصرية الأمريكية بعد الزيارة الأخيرة التى أجراها المشير عبدالفتاح السيسى إلى روسيا، وناقش فيها موضوعات لها إبعاد أمنية واستراتيجية، بجانب وضع اللمسات الأخيرة لصفقة التسليح بين الجانبيبن المصرى والروسى. وشددت المصادر على أن الكونجرس يحاول إمساك العصا من المنتصف بعدما أربكت الخارجية الأمريكية والمتحدثة باسم البيت الأبيض "مارى هارف" حساباتهم عندما أطلت بتصريحاتها للرد على التقارب المصرى الروسى، قائلة إن الإدارة الأمريكية مستمرة فى التواصل مع الإخوان المسلمين – فى بادرة ظهرت وكأنهم لا يبالون بالإرادة المصرية التى أعلنت أن الإخوان جماعة إرهابية. وأوضحت أن مصر ورسيا اتفقتا على تدعيم العلاقات فيما بينهم على مواجهة التجسس والتنصت والإرهاب الدولى، وهو ما يؤرق الإدارة الأمريكية، الذى تبين مؤخرا أنها كانت تتجسس على غالبية القيادات فى دول العالم المتحالفة معها وغير المتحالفة، وهو ما أثر على صورة الرئيس باراك أوباما مؤخرا. كما أشارت المصادر إلى تصريحات "جون كيرى" وزير الخارجية الأمريكية، من قلب السفارة الأمريكية بتونس، الذى تطلع فيها إلى لقاء خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة مع المشير السيسى، قائلة "كل هذه الملابسات تعكس حالة الترقب والتخوف لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية من تجديد العلاقات المصرية الروسية بعد زيارة السيسي، ومدي تأثيرها على تبادل صفقات الأسلحة المبرمة بين البلدين، خصوصا أن هناك وفدا روسيا قدم إلى مصر مساء أول أمس الاثنين 17 فبراير، يضم قائد القوات الجوية الروسية " فيكتور بوباريث "، و6 مرافقين له من العسكريين الروسيين". وأضافت المصادر أن هذه الزيارات العسكرية تأتى ضمن إطار التبادل العسكرى المصري الروسى فى نقل الخبرات والكفاءات مع الأخذ فى الاعتبار البدء فى صفقة التسليح التى أبرمت مؤخرا بين مصر وروسيا يوم الأربعاء 12 فبراير الماضى بعد رحلة سريعة قضاها المشير السيسى مع وفد رفيع المستوى يتقدمهم الدكتور نبيل فهمى وزير الخارجية، واللواء محمد العصار نائب وزير الدفاع لشئون التسليح، مشيرة إلى اقتراب موعد إطلاق الأقمار الصناعية الثلاثة الروسية الصنع بناء على طلب مصر من قاعدة "بايكونور" في الأشهر المقبلة، لافتة إلى القمر الصناعي "كوندور-اي"، وجهاز الاستشعار عن بعد "ايجيبت سات-2″، وقمر الاتصالات "كازسات-3″. واختتمت المصادر: هذه الأقمار ستكون السلاح الموازى لاختراقات التجسس التى تجريها أمريكا على مصر والعالم، فضلا عن إمكانية تحديد بؤر الخلايا الإرهابية بالأقمار الصناعية، وهو ما سيجعل بمحاربتهم نهائيا ضمن الخطة الموسعة التى تنفذها القوات المسلحة لمواجهة الإرهاب فى مصر، والتى بدأت بتفويض المصريين للقوات المسلحة فى شهر يوليو الماضى.