«عندما تشعر بالبرد، لا تتوقع تعاطفا من شخص يشعر بالدفء..» قالها الأديب والكاتب الروسي ألكسندر سولجنيتسين، صاحب نوبل للآداب، والذي طرده الاتحاد السوفيتي من البلاد في مثل هذا اليوم عام 1974، وجرده من جنسيته؛ بسبب معارضته للحكم. توفي "سولجنستين" عن 89 عامًا في منزله في موسكو، حاز على جائزة نوبل للأدب في 1970 عن أعماله التي كشف فيها واقع معسكرات العمل في ظل النظام السوفياتي. وحرم في العام 1974 من جنسيته السوفياتية وطرد من الاتحاد السوفياتي فعاش في المانيا وسويسرا ثم في الولاياتالمتحدة. عاد إلى روسيا في 1994 بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ووجه انتقادات للغرب ولروسيا داعيا إلى العودة للقيم الأخلاقية التقليدية. وحيت شخصيات في ربوع العالم نضال ومثالية الكاتب والمعارض الروسي. وقال الرئيس الفرنسي ساركوزي بعد وفاته، إن الفقيد "جسد المعارضة طيلة سنوات الرعب السوفياتي الطوال، هو أحد اكبر الضمائر الروسية في القرن العشرين". الكسندر سولجنستين فتح أعين العالم على حقيقة النظام السوفياتي عندما أعطى تجربته بعدا عالميا، رفض مغادرة بلاده حتى يتمكن من فضح ممارسات السلطة بصورة أفضل، فنشر مخاطرا بحياته (جناح مرضى السرطان) ثم (ارخبيل الغولاق) اللذين شكلا مقاومة للقمع. ولم يكن سولجنستين يظهر علنا إلا نادرا، وكان التلفزيون يعرض صوره أثناء استقبال ضيوفه في منزله شمال غرب موسكو على كرسي متحرك. قدم عدد من المؤلفات، منها: "يوم في حياة ايفان دينيسوفيتش"، "الدائرة الأولى"، "أرخبيل الغولاق". وقلده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 2007 جائزة الدولة الروسية الأرفع شأنا. وقال حينها "في آخر أيامي، آمل أن تشكل المادة التاريخية التي جمعتها جزءا من وعي وذاكرة مواطني،تجربتنا الوطنية المريرة ستساعدنا، في حال تعرضنا لظروف اجتماعية مضطربة، في تفادي التعرض لإخفاقات مؤلمة". ولد 11 ديسمبر 1918 في بلدة كيسلوفودسك شمال القوقاز، واعتنق في سنوات فتوته، المثل الثورية للنظام الشيوعي الناشئ ودرس الرياضيات. حارب ضد القوات الألمانية التي هاجمت روسيا عام 1941. حكم عليه عام 1945 بالحبس لمدة ثماني سنوات في معسكر اعتقال وعمل إصلاحي، بعد انتقاده كفاءة ستالين الحربية في رسالة إلى أحد أصدقائه. وطبعت هذه التجربة سيرة حياته حتى النهاية.