إفتتحت روسيا الاحتفالات بالذكرى التسعين لمولد الأديب الروسي الراحل ألسكندر سولجينيتسين الحائز على جائزة نوبل للآداب، وذلك بإطلاق موقع خاص له على الشبكة الالكترونية وطرح تسجيلات صوتية لقراءات أجراها بنفسه لثلاثة من اعماله. وذكرت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" ان الموقع الإلكتروني للأديب الروسي يتضمن سيرته وصوره ومواقع ذات صلة فيها العديد من أعماله. ووفقا لصحيفة "الف ياء" قالت أرملة سولجينيتسين ناتاليا أنها تأمل مع الوقت أن يتمكن زوار الموقع من تحميل أعمال الأديب كاملة، وشكرت للحكومة الروسية دعمها. وأطلقت أجهزة "إم بي 3" تحمل ثلاث قراءات أجراها سولجينيتسين لأعماله، وقال رئيس دار "سيوز" للنشر فلاديمير فوروبويوف أن "قراءة الأديب لأعماله يشكل تجربة فريدة. ونحن نعلم خلفية بعض اعماله. فكتاب (يوم في حياة) ايفان دينيسوفيتش على سبيل المثال كتب في أحد مخيمات الاعتقال حيث كانت الكتابة ممنوعة وكان عليه تسميعه يومياً بصوت عال". ومن بين النشاطات الأخرى عرض مسرحي في موسكو وعرض أول لفيلم روسي في لندن يرتكزان الى كتاب سولجينيتسين "الحلقة الاولى". ويروي الكتاب قصة سجناء في "الغولاغ" أي المعتقلات السوفييتية في إحدى ضواحي موسكو أوقفوا جميعاً خلال الحكم الديكتاتوري لجوزف ستالين بعد الحرب العالمية الثانية. ولد في 11 ديسمبر 1918 في القوقاز واعتنق المثل الثورية ودرس الرياضيات. حارب بشجاعة ضد القوات الالمانية التي هاجمت روسيا في 1941. لكن في عام 1945 حكم عليه بقضاء ثماني سنوات في معسكر اعتقال بعدما انتقد كفاءات ستالين الحربية في رسالة إلى أحد اصدقائه. عندما نال جائزة نوبل للاداب في العام 1970 عدل عن الذهاب إلى ستوكهولم لتسلمها خشية عدم التمكن من العودة الى الاتحاد السوفياتي في ظل حكم ليونيد بريجنيف. وبين ضغوط اجهزة الاستخبارات كي جي بي وصعوبات مهمته، انهى سولجينتسين في تلك الفترة كتابة أهم مؤلفاته "ارخبيل الجولاج" الصادر عام 1973 وهو عمل تاريخي أدبي حول معسكرات الاعتقال، ويصف فيه سنوات الرعب في عصر ستالين. لقى الكتاب أصداء مدوية في العالم بأسره. وهذا ما دفع الكرملين والاتحاد السوفياتي إلى إبعاده. حرم فى عام 1974 من جنسيته السوفياتية وطرد من الاتحاد السوفياتى فعاش فى ألمانيا وسويسرا ثم فى الولاياتالمتحدة. عاد إلى روسيا عام 1994 بعد انهيار الاتحاد السوفياتى ووجه انتقادات للغرب ولروسيا داعيا إلى العودة إلى القيم الأخلاقية التقليدية. فقد كان العالم في رأيه يحتاج إلى دقات قلب لا إلى قرع الطبول.