أزاحت ثورة 25 يناير ومن بعدها ثورة 30 يونيو الستارعن وجوه كنا نثق فى إخلاصها ووطنيتها فتنخلع قلوبنا حين يتحدثون عن الصراع العربى الصهيونى وما يتوجب فعله إزاء هذه القضية,ومايقدمونه من أفكار وتجارب ودراسات بإمكانها انتشال هذا الوطن من براثن الخائنين والعملاء والفاسدين وتحقيق حلم الوطن العربى الكبير الذى يتسع للجميع ويواجه تحديات العولمة المتوحشة وسيطرتها على دول العالم الثالث وفى القلب منها مصر. سقط القناع عن خلايا إخوانية نائمة أعلنت موقفها السافرعلى منصة رابعة ,بل وتمادت فى معاداتها المفضوحة للجيش والشرطة والدولة المصرية بوجه عام,لذلك لم أندهش من سقوط القناع عن وجه الدكتور سليم العوا وكان من الطبيعى أن يكون محامى المعزول الذى وكله للدفع بعدم اختصاص المحكمة,رغم كل ماكنت أحمله من احترام وإكبار وثقة به دون أن يخطر ببالى أنه من الخلايا النائمة لهذه الجماعة . السيرة الذاتية خير شاهد على التجربة قولا وفعلا فالدكتور سليم العوا الكاتب والمفكر الاسلامى والمحامى المتخصص فى القانون التجارى من مواليد 1942 ينحدر من أسرة العوا الشامية التى لاتزال جذورها ضاربة فى قلب دمشق ,انتقل جده عبد الله سليم إلى مدينة الاسكندرية عام1880وتزوج من سيدة صعيدية بمدينة سوهاج ,تمتع هذا الجد وولده سليم بمميزات صدور أول قانون للجنسة فى مصر الذى اعتبر كل مقيم على أرضها منذ يناير 1914 مصرى الجنسية ,وبذلك حمل الجد والابن الجنسية المصرية ,وتدريجيا رافق الأب (سليم العوا )حسن البنا مؤسس الجماعة وأصبح من المرافقين المقربين له ولفكرته. تم اعتقال الدكتور محمد سليم العوا عام 1965 فى سياق حملة الاعتقالات الواسعة التى شنها الزعيم جمال عبد الناصر لتصفية الاخوان وحكم عليه بالانتماء لجماعة محظورة. وفى عام 1986كان أحد أعضاء اللجنه الدولية التى تشكلت لاعادة النظر فى قوانين السودان الاسلامية بعد إسقاط حكم الرئيس جعفر النميرى ,بقصد تعديل القوانين لتصبح أكثر اتفاقا مع الشريعة الاسلامية بما يلائم الواقع السودانى,وقد تم اعتماد هذه التوصيات بقرار الجمعية التأسيسة فى السودان. وفى عام 1994 تزوج بعد وفاة زوجته الاولى من كريمة حسن العشماوى أحد القيادات الاخوانية البارزة النشطة والذى هرب من مصر بعد حملة إعتقالات الاخوان أواسط الخمسينات,وبالتالى فإن رغبة مرسى فى توكيل العوا لم تأت من فراغ ومن ثم كان على العوا أن يؤكد للمحكمة فى دفاعه عن مرسى أنه لم يتنح ولم يعزل من منصبه ولم ينشر هذا بقرار فى الجريدة الرسمية ويؤكد أيضا أن موكله أحيل فى ظل إعلان دستورى لاينص على محاكمة الرئيس رغم معرفته ببطلان وسقوط هذا الاعلان,ثم يعود ثانية ليؤكد أن دستور 2014لم يقدم جديدا على دستور الاخوان!!وبعد انتهاء الجلسة وأثناء خروجه من المحكمة قوبل بهجوم شديد واتهامات قاسية بالعمالة والخيانة واستباحة دماء الشهداء والمعذبين على أسوار قصر الاتحادية اهانات لم نكن نتمنى أن يتهم بها رجل بحجم العوا . فى مساء ذات اليوم صرح العوا على حسابه الخاص (تويتر)الذى تناقلته وسائل الاعلام المختلفه أن ابنته أجرت اتصالا هاتفيا من الرياض تحثه وهى تبكى للتراجع عن موقفه فى الدفاع عن الرئيس المعزول ,وإنه سيفكر فى الأمر جيدا كما وعدها ثم كتب مرة أخرى بعد ساعات قليله أنه تخلى عن الدفاع عن مرسى وأنه لايريد أن يتحدث أحد نيابة عنه لأن القرار النهائى لم يتخذه بعد وفى اليوم التالى 2 فبراير كتب العوا على حسابه أيضا قررت التخلى عن الدفاع عن مرسى لأنه كان يعلم بما يحدث خارج القصر وأحداث الاتحاديه وقال بالحرف الواحد (سيبوهم يتعلموا الأدب)بما يمثل دليلا قاطعا واعترافا بجريمة الاتحاديه , ثم عاد ليكتب ثانية أن الدكتور مرسى متهم ومدان بقضية التخابر ولايمكن البراءه منها ,إننى أعتذر عن المرافعة عنه وسأسافر إلى الخارج. وإذا كنا نحسب للدكتور العوا شجاعته فى إثبات أقوال مرسى التى تدينه على الملأ واعترافه بخطورة ما ينتظر مرسى من عقاب جراء اتهامه بالتخابر التى لن يبرأ منها ,فضلا عن تخليه الدفاع عنه,الا أننا نقف عند اكتفائه بذلك واعتزامه السفر للخارج وكان عليه أن يستجمع شجاعته وقوته لاستكمال ما بدأه فيناصر العدالة التى أقسم علي إعلائها ويقدم كل ما لديه من أدلة وشهادات مكتوبة ومسموعة ومرئية تثبت بالدليل القاطع تورط مرسى وجماعته ليس فقط فى أحداث الاتحادية وإنما فى كل ما يتعلق بالأحداث التى شهدتها مصر أثناء حكم الاخوان. نعلم أن فى جعبتك الكثير يا دكتور سليم ونعلم أنك تعلم أن من يكتم الشهادة فإنه آثم قلبه كما تقول الآيه الكريمة,فما كشفته فى تغريداتك لا يكفى ولا يريح الضمير ولا يزيح الهم عن القلب كما أن الهروب لن يعفيك من المسئولية ,الانتصار للحق والعدالة بشهادة تكتب عند الله ويسجلها التاريخ فيعيد الثقة والاحترام فى عيون محبيك.فهل يفعلها العوا؟