ذكرت إذاعة "صوت روسيا" فى نسختها الفرنسية أن موجة جديدة من الاضطرابات السياسية اجتاحت تونس "أول دول الربيع العربى"، حيث أعلن رئيس الوزراء التونسى السابق على العريض عن تقديم استقالته الخميس الماضي، للرئيس المنصف المرزوقى الذى أمره بإدارة شئون الحكومة لحين تشكيل الحكومة الجديدة. وقالت الإذاعة إن تونس كانت واحدة من أهدأ الدول فى المنطقة قبل هبوب رياح الربيع العربى عليها، كما نقلت عن أحد المؤرخين قوله "إنه من المدهش أن يبدأ الربيع العربى فى تونس التى تعد دولة مزدهرة إلى حد ما" مؤكدًا أن الوصول إلى الاستقرار قد يستغرق وقتًا بالنظر إلى الأوضاع المحلية والعالمية. ورأت الإذاعة أن الوضع الذى تشهده ليبيا يؤثر على الاستقرار فى تونس، وهو أمر غير إيجابى، كما ارتفعت حدة التوتر فى دول أخرى فى المنطقة التى تشكل وحدة العالم العربى. ولفت الباحث فاسيلي كوزنتسوف إلى أن "عدم الاستقرار والمشاكل السياسية فى تونس تعكس مشاكل موضوعية، تتمثل فى تعميم ونشر الأسلحة والتطرف فى شمال إفريقيا، وتدهور الأوضاع الأمنية والظروف الاقتصادية القاسية". وأضاف كوزنتسوف"تونس محظوظة لأنها لا تمتلك جيشا قويا، يستطيع السيطرة على كل شئ، وبالتالى تصبح القوى السياسية ملزمة بالوصول إلى اتفاق، وبعبارة أخرى، رغم الصعوبات تستطيع تونس إنشاء نموذج ديمقراطى للحكم، فالحكومة يجب أن تنظم إجراء الاستفتاء على مشروع الدستور والانتخابات الرئاسية والتشريعية".