هو عام استثنائي لا يشبهه سوى عام 2011 من حيث الأحداث المتلاحقة، والدم المراق، والآمال المهدرة، والأحلام المتبخرة. "البحيرة" واحدة من محافظات مصر التي يقطنها العمال والفلاحين الذين عرفوا الثورة عنوانا للخلاص من الظلم والفقر، وكذلك عنوانا للتطلع لمستقبل أفضل حالا من واقع مؤلم، فقد عاشت البحيرة، أكبر محافظات الجمهورية مساحة، أحداثا متلاحقة من تظاهرات عارمة وهتافات تهز الأرجاء واشتباكات عنيفة وسقوط قتلى ومصابين، إلى احتفالات صاخبة تزلزل الجدران. "البديل" رصدت أهم المحطات التي شهدتها البحيرة ليظل وجع التردي سائدا رغم الآمال العريضة في مستقبل أفضل. محافظة ثارت في يناير ومنحت أصواتا بلا حساب إلى مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، باستثناء مدن دمنهور والمحمودية ورشيد، ثم ثارت بكل قوة على تنظيم حاول احتكار الوطن واختزال سكانه في تنظيمه وجماعته - البحيرة تحيى الذكرى الثانية لثورة يناير بشعار "يسقط حكم المرشد" مع بداية العام، وفي 25 يناير الماضي خرج الآلاف من أهالي مدن البحيرة لإحياء الذكرى الثانية لثورة يناير في تظاهرات حاشدة ضد جماعة الإخوان المسلمين وسياسات الرئيس محمد مرسي، رافعين شعار "يسقط حكم المرشد" ويتطور المشهد حتى يقوم المواطنون بإشعال النيران في مقر الإخوان الرئيسي بدمنهور وعدد من مقارهم الفرعية. في 9 أبريل .... مصرع مفتشي تموين على أيدي أصحاب مخبز اهتزت الأرض تحت أقدام المئات من مفتشي التموين عقب مصرع اثنين من زملائهم أطلق عليهما الرصاص من جانب أصحاب مخبز بمدينة الدلنجات بالبحيرة بسبب تحريرهما مخالفات تموينية ضدهم. حيث دخل المئات من موظفي التموين في إضراب مفتوح عن العمل، من أجل تصحيح أوضاعهم الوظيفية ومنظومة العمل بالتموين. دم شهداء يناير ... ومجدي أبو قمر في 28مايوقضت محكمة جنايات دمنهور برئاسة المستشار سيد أبو سلام، الحكم بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ على اللواء مجدي أبو قمر، مدير أمن البحيرة الأسبق، وعدد من معاونيه من الضباط والأفراد المتهمين في قضية قتل الثوار خلال أحدث ثورة يناير، كما قضت المحكمة ببراءة العميد محمود بركات، وكيل إدارة التدريب بالأمن المركزي، من التهم الموجهة إليه. يونيو ....الظهور الأول لميلشيات الإخوان في 6 يونيو ظهرت للمرة الأولى في تاريخ البحيرة ما يطلق عليه "ميلشيات جماعه الإخوان" حيث أصيب اثنى عشر ناشطًا سياسيًا وعدد من أفراد الشرطة في اشتباكات بين عناصر الإخوان ومعارضين أثناء انعقاد مؤتمر للنقابات المهنية بمقر نقابة المحامين بالبحيرة. وتصاعدت الأحداث عقب محاولة مجموعة من النشطاء دخول المؤتمر الذي حمل أسم "المساواة حق للجميع"وظهرت عناصر الميلشيات يحملون العصي والهراوات الخشبية ويرتدون خوذات واقية، وانهالوا على النشطاء ضربًا بالعصي كما قاموا بالاعتداء على عدد من الصحفيين ومنعوهم من تصوير الأحداث. وعقب ذلك اندلعت اشتباكات بالحجارة والصواريخ النارية بين الطرفين نتج عنها إصابة 12ناشطًا سياسيًا وعدد من أفراد الأمن. في 16يونيو..أول محافظ إخواني في البحيرة أعُلنت حركة المحافظين وتضمنت تعيين القيادي الإخواني أسامة سليمان، أمين حزب الحرية والعدالة ، محافظًا للبحيرة، وهو القرار الذي استقبل بغضب شديد من القوى السياسية بالمحافظة، وقاموا على إثره بتنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية. فى 28يوينو ... اعتصام وعصيان مدني دعت جبهة الإنقاذ الوطني بالبحيرة إلى اعتصام مفتوح أمام ديوان عام المحافظة للمطالبة بإسقاط النظام، وأغلقت الدواوين والمصالح الحكومية وسط تصاعد الاحتجاجات ضد الإخوان حتى وصل ذروته في 30يونيو في أول أيام شهر يوليو، صعدت القوى المعارضة لحكم الرئيس محمد مرسي بدمنهور من احتجاجاتها بإغلاق عدد من المديريات على رأسها مديريات الصحة والتعليم والتضامن الاجتماعي والقوى العاملة والهجرة، والتي تضم عددًا ضخمًا من الموظفين، وإعلان الإضراب العام بهم. 3يوليو ..الاحتفال بالنصر في مساء 3 يوليو احتشد مئات الآلاف في ميادين البحيرة وسط حالة ترقب شديدة لبيان الفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع وبدت مدينة دمنهور وكأن سكانها قد هجروها إلى الميادين واندلعت الهتافات للاحتفال بنجاح ثورة يوينو عقب بيان خارطة الطريق وسط دموع الثوار وسجدات الشكر لله. في 13أغسطس أعلنت حكومة حازم الببلاوي عن حركة المحافظين، وتم تعيين الدكتور مصطفي هدهود محافظًا للبحيرة. 14أغسطس ... حريق المحافظة وللمرة الأولى يتم إشعال النيران في ديوان محافظة البحيرة من جانب أنصار جماعه الإخوان عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، حيث قام أنصار الإخوان بمحاصرة محافظة البحيرة، واقتحام مبناها وحرقه، واقتحام أحد البنوك المواجهة للمبنى، وحرق مدرعة وسيارتي شرطة. كما قام أنصار الإخوان باقتحام مركز شرطة حوش عيسى وإشعال النيران به تامر عبد الرؤوف ....وداعا في 19أغسطس لقي تامر عبد الرؤوف، مدير مكتب جريدة الأهرام بالبحيرة، مصرعه وأصيب زميله حامد البربري، مدير مكتب الجمهورية بالبحيرة، في كمين أمني تابع للقوات المسلحة بعد إطلاق النار عليهما لعدم تلبيته لنداء التوقف وبدعوى خرقهما حظر التجوال. القبض على باسم عودة في 12نوفمبر ألقت أجهزة الأمن بالبحيرة القبض على الدكتور باسم عودة، وزير التموين السابق، حيث كان مختبئًا داخل مصنع للمنظفات بمدينة وادي النطرون.