"دفعنا دم قلبنا واشترينا أدوات العملى وأجرنا مساكن بالإسكندرية وفرشناها ونجحنا فى الكشف الطبى واختبار القدرات، وحضرنا المحاضرات، وفى الآخر يتم فصلنا من الكلية علشان إحنا غلابة مش ولاد دكاترة ولا قرايب الوزراء".. بهذه الكلمات الحزينة بدأ طلاب كلية التمريض بجامعة الإسكندرية "المطرودين" حديثهم ل "البديل" بلسان تعتصره الحسرة والألم على ما لاقوه من إدارة الكلية. تقول أسماء محمد عبد ربه، إحدى المفصولات، "نحن مجموعة من أوائل المعهد الفنى الصحى ونقدر ب 209 طلاب، ومعظمنا بتقدير امتياز، وتقدمنا إلى التنسيق للالتحاق بكليات التمريض، وتم إرسال بطاقات الترشيح بقبولنا بكلية التمريض بجامعة الإسكندرية، وذهبنا إلى الكلية، ودفعنا رسوم اختبار القدرات، وقدرها 200 جنيه، وتم قبولنا، وتوجهنا إلى الكشف الطبى، ودفعنا الرسوم 60 جنيهًا، وكانت النتيجة أننا لائقون طبيًّا بتاريخ 20 أكتوبر الماضى، ودفعنا مصاريف الكلية وأحضرنا أدوات العملى، وحضرنا المحاضرات، وتم توزيعنا إلى المستشفيات، ولكن فؤجنا بقرار بالاستغناء عنا وفقًا لتوصيات قررتها لجنة المجلس الأعلى للجامعات بتاريخ 24 أكتوبر بقبول نسبة 20% من عدد طلاب المستوى الثانى من الطلاب المتقدمين من خريجى المعاهد الفنية للتمريض، حيث إن عدد الطلاب أكثر من العام الماضى، وحتى يراعى معايير الاعتماد والجودة التى حصلت عليها بعض الكليات بالجامعات المصرية". ويضيف الطالب أحمد عبد الحميد العشرى "أنا قادم من محافظة كفر الشيخ بناءً على بطاقة ترشيح لتمريض لإسكندرية، وسددت قيمة اختبار القدرات رغم عدم إعطائنا إيصالاً بالمبلغ، وهذا مخالف للقرار الوزارى 1836 والذى ينص على إعفاء طلاب الشهادات الفنية عند رغبتهم في القبول بالكليات المناظرة لتخصصاتهم من أداء اختبارات القدرات". وتابع، "رغم ذلك تم اختبارنا ونجحنا، وعندما فوجئنا بهذه القرارات في الوقت الذي استمروا في قبولهم للمرحلة الثالثة من خريجى الثانوية العامة الحاصلين على 50%، رغم أننا مؤهلون ومتخصصون عنهم، فقمنا بالذهاب إلى قسم شرطة سيدى جابر، وحررنا محضرًا رقم "9825″ إدارى، وقمنا بعمل وقفة احتجاجية أمام باب الكلية. وأشار العشري إلى أنه "تم أخذ بطاقة 11 طالبًا منا بحجة التفاوض والتحدث مع العميدة، وقاموا بعمل محضر لنا بالتعدى على مكتب العميدة واحتجازها وبالسب والقذف، وهذا مغاير للحقيقة". فيما قالت الطالبة نبيلة رأفت عبد الكريم: "كنت في كلية تمريض جامعة أسوان، وعندما تم فتح باب التحويلات قمت بطلب تحويل إلى كلية التمريض بالإسكندرية، وبالفعل تمت الموافقة وإدراج اسمى ضمن كشوف الطلاب بالكلية، وقاموا بتوزيعى ضمن الموزعين على قوائم العملى، واشتريت الكتب الدراسية، وقمت بالبحت عن شقة أنا وزميلاتى للإقامة بها، واشترينا بعض المستلزمات الضرورية، وتكلفنا ما يقرب من 5000 جنيه، وبعد ذلك أجد نفسى في الشارع"، متسائلة "ما دامت سعة الكلية لا تستوعب هذا الكم من الطلبة، لماذا تم قبولى وتحويلى؟ ولماذا يريدون تدمير مستقبلى؟". ويعلق نبيل أبو جازية، محامى الطلاب المفصولين، على قرار الفصل بقوله، "هذا قرار إدارى سلبى بمنع الطلاب من دخول الكلية؛ ولذلك قمت برفع قضية بمجلس الدولة، وطالبت بسرعة نظرها وإلغاء القرار الإدارى المتمثل بفصل الطلاب من الكلية؛ حتى لا ينتهي الترم ويضيع مستقبل الطلاب"، مؤكدًا أن هذا تعسف فى استعمال الحق بمخالفة هذا القرار لقانون تنظيم الجامعات وقانون التنسيق.