يعاني المئات من الطلاب خريجي المعاهد الفنية الصحية (خمس سنوات)، على مستوى الجمهورية، من رفض كليات التمريض لهم بعد ترشيح مكتب التنسيق، ورد الكليات أوراقهم للتنسيق ومطالبته بإعادة ترشيحهم لعدم اجتيازهم اختبار تحديد المستوى والمجموع الاعتباري طبقًا لقرار المجلس الأعلى للجامعات. وعلى الرغم من وجود قرار وزاري بإعفاء طلاب الشهادات الفنية عند رغبتهم في القبول بالكليات المناظرة لتخصصاتهم (التمريض- والسياحة والفنادق-الخدمة الاجتماعية) من أداء اختبارات القبول والقدرات المؤهلة للقبول بهذه الكليات، إلا أن الكليات لا تنفذ هذا القرار لأنه تم إقراره دون استشارتهم، ولرؤيتهم أن الاختبارات حتمية لإنتاج خريج كفء قادر على الحفاظ على أرواح البشر. وتلقت "بوابة الأهرام" عشرات الشكاوى من الطلاب الذين أصبحوا بلا مكان في أي كلية هذا العام، ورؤساء الجامعات قالوا لهم : "مشكلتكم ليست عندنا"، بينما رد مكتب التنسيق عليهم "ليس من حق الكليات مخاطبتنا بعدم قبولكم". وما بين هذا وذاك يبقى الوضع على ما هو عليه بعد رفض قبول التماسات الطلاب للالتحاق بالكليات، وقيام 28 طالبًا وطالبة برفع دعوى أمام القضاء الإداري للمطالبة بأحقيتهم في دخول الكلية، وينتظرون أول جلسة تم تحديدها لهم منتصف ديسمبر الحالي. حاولت "بوابة الأهرام" مسك خيوط المشكلة وحاورت عميدتي كلية التمريض بجامعتي القاهرة وعين شمس لشرح تفاصيل المشكلة وحلها. كشفت الدكتورة وردة يوسف، عميدة كلية التمريض بجامعة القاهرة أن القرار الوزاري رقم 1836 والصادر في يوليو 2013 بشأن قواعد قبول الطلاب الحاصلين على الشهادات الفنية، صدر دون الرجوع أو التشاور مع كلية التمريض حول القدرة الاستيعابية من ناحية المكان وهيئة التدريس وغيره، وتجاهل هذا القرار النسبة المقررة لقبول خريجي المعاهد الفنية بكليات التمريض وهى ال20%، كما تجاهل أيضًا ضرورة إجراء اختبارات قبول للالتحاق بالكلية. وأضافت عميدة كلية التمريض بجامعة القاهرة، أن مكتب التنسيق قبل ترشيح الطلاب بكلية التمريض جامعة القاهرة، بزيادة 80% على النسبة المقرر قبولها، وهذا مخالف للمقومات التعليمية غير الكافية لقبول هذا العدد، وأوضحت أن الكلية ستخرج ممرضًا يتعامل مع أرواح البشر وليس قاتلًا، ومقومات العملية التعليمية بالمعاهد الفنية ضعيفة جدًا بالمقارنة بمقومات الدراسة بكلية التمريض". وأوضحت عميدة تمريض القاهرة أنها قدمت مقترحًا لفتح باب القبول للطلاب الذين تم رفضهم بالكليات للالتحاق ببكالوريوس "التقني" ولكن لمدة أربع سنوات بالإضافة لسنة امتياز، بمصاريف ألفي جنيه للفصل الدراسي الواحد على أن تكون الدراسة يومي الجمعة والسبت، والتدريب بمستشفيات الجامعة للتغلب على نقص الأماكن، والمصاريف لتوفير أعضاء هيئة التدريس لأن ذلك سيكون عملًا إضافيًا عليهم. وانتقدت د.وردة يوسف، الدبلوم التقني الذي يدرس فيه الطلاب عامين فقط، قائلة: "هذا الدبلوم محكوم عليه بالفشل لأن المعاهد الفنية للتمريض هي التى ستمنح الطلاب الشهادة، وهى تعاني الضعف الشديد". من جانبها، قالت الدكتورة صباح الشرقاوي، عميدة كلية التمريض بجامعة عين شمس: "إن الكلية التزمت بالنسبة المقررة لقبول طلاب المعاهد الفنية وهى 20% فقط من المتقدمين، ولكن المشكلة هذا العام أن مكتب التنسيق رشح أكثر من هذه النسبة للقبول بالكلية بواقع 220 طالبًا، زيادة عن النسبة المقرر قبولها. وأضافت د.صباح، أنه بعد ترشح الطلاب للقبول بالكلية لابد أن يجتازوا امتحانات القبول لأنهم سيلتحقون بالفرقة الثانية مباشرة، وهو ما تم بالفعل وتم توزيع درجات اختبارات القبول كالآتي: 40% للامتحان العملي، و20% لامتحان النواحي السلوكية، و20% لتقييم مجموع التخرج من المعهد، و20% للمقابلة الشخصية. وأوضحت أنه بعد إجراء الاختبارات تم قبول 45 طالبًا بواقع نسبة ال20%، والذين اجتازوا الاختبارات وحصلوا على الدرجات الأعلى. وتابعت " نظرًا لكون كلية التمريض كلية معتمدة، فيجب أن يكون هناك توافق بين عدد الطلاب والأساتذة. وأشارت عميدة تمريض عين شمس إلى أن المجلس الأعلى للجامعات قرر منح حق الالتحاق ببكالوريوس "تقني" للطلاب الذين لم يقبلوا بكليات التمريض من الحاصلين على المعاهد الفنية وستكون الدراسة به لمدة عامين والتدريب بمستشفيات الجامعة ليتخرج الطالب ويعمل كأخصائي تمريض ولا يعمل عملًا أكاديميًا.