شددت وزارة الخارجية الأمريكية على أن إيران تمثل ليس خطرا نوويا فحسب، بل هي مصدر خطر صاروخي أيضا، معتبرة أن ذلك يبرر خطط واشنطن لنشر درع صاروخية في أوروبا. وقالت "روز غوتيمولر" القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي لشئون الرقابة على التسلح والأمن الدولي، في مقابلة مع وكالة "إيتار-تاس" الروسية، "تعتبر إيران مصدرا للخطر، ليس بسبب احتمال تطويرها لأسلحة نووية فحسب، بل ولأنهم تقدموا كثيرا في البرنامج الصاروخي، وهذا هو السبب الذي يدفعنا إلى تطوير منظومة الدرع الصاروخية". وكان وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف قد اعتبر الأسبوع الماضي أن تنفيذ الاتفاقيات التي توصلت إليها الدول الكبرى مع إيران في جنيف، وتسوية القضية النووية الإيرانية، من شأنها تجريد نشر الدرع الصاروخية الأطلسية في أوروبا من أية أسس ومسوغات. وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت عن نيتها نشر عناصر من درعها الصاروخية في أوروبا، وقرب الحدود الروسية منذ سنوات، مبررة ذلك بضرورة حماية الدول الأوروبية من الخطر الذي تمثله إيران وكوريا الشمالية. لكن واشنطن عدّلت خططها هذه بعد تسلم الرئيس "باراك أوباما" زمام السلطة عام 2009، واقترحت خطة لنشر منظومة دفاعية مشتركة لدول حلف الناتو تقدم مظلة تحمي أوروبا من أية هجمات صاروخية. لكنها ترفض إشراك روسيا في عملية نشر الدرع، على الرغم من اقتراح موسكو الاستخدام المشترك لبعض راداراتها التي من شأنها أن تزيد فعالية المنظومة، ويصر الجانب الروسي على ضرورة منحه ضمانات خطية بعدم توجيه منظومة الدرع الصاروخية ضد قدرات روسيا الإستراتيجية، لكن واشنطن لم تستجب لهذا المطلب حتى الآن.