رفعت الشرطة الإسرائيلية الحصار الذي كانت فرضته برا وجوا على قرية "حورة" في النقب، وكانت مصادر فلسطينية أعلنت في وقت سابق أن الشرطة حاصرت القرية، وفرضت حولها طوقا محكما، بعد أن دفعت بمئات من عناصرها إلى داخل القرية. ووفق "القدس دوت كوم" فإن هذه المصادر قالت أنه إلى جانب الحصار البري للقرية، فقد استقدمت الشرطة مروحيات شرطية تحلق فوق أجواء القرية، وتقوم بإلقاء القنابل المضيئة. وجاء هذا التطور بعد أن عجزت الشرطة الإسرائيلية طيلة أمس من تفريق مظاهرات ألآلاف من الفلسطينيين في الداخل، الذين تظاهروا في النقب وفي حيفا وفي المثلث، وفي مناطق مختلفة من فلسطين، وعلى أبواب المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ضد مشروع الترحيل العنصري لأكثر من 40 ألف فلسطيني في النقب عن أراضيهم، وهدم أكثر من 35 قرية فلسطينية، لا تعترف بها السلطات الإسرائيلية رغم وجودها حتى قبل النكبة. وقمعت الشرطة الإسرائيلية، على مدار ساعات المتظاهرين في "حورة النقب" وفي "حيفا"، مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وأوقعت المواجهات عشرات الإصابات في صفوف المتظاهرين، فيما فاق عدد المعتقلين حتى الآن الستين معتقلا. وكان الآف الفلسطينيين قد فجروا أمس "يوم الغضب الفلسطيني"، ضد مخطط "برافر"، عندما تظاهروا في "حورة"، وأغلقوا المفترقات الرئيسية القريبة من بلدة "حورة"، فيما تمكن أكثر من ألف متظاهر في مدينة حيفا من إغلاق طرق رئيسية في المدينة، بينها طريق "بن غوريون". وتفجرت المظاهرات الغاضبة أيضا في المثلث، حيث أغلق متظاهرون فلسطينيون الطريق الرئيسي بين الطيرة والطيبة، قرب "كوخاف يئير"، كما أغلق المتظاهرون مفترق مدينة "قلنسوة" في المثلث أيضا، كما تظاهر العشرات من الناشطين الفلسطينيين قرب مستوطنة "بيت إيل" في الضفة الغربية، كما وقعت مواجهات عنيفة مع شرطة الاحتلال في مدينة القدسالمحتلة. وفي المقابل أعلن رئيس حكومة إسرائيل "بنيامين نتنياهو" أن حكومته ستعاقب المتظاهرين، وأنها ستواصل إجراءات تشريع قانون "مخطط برافر الاقتلاعي"، ووصف "نتنياهو" المتظاهرين الغاضبين بأنهم مخالفون للقانون، وأن حكومته لن تتساهل مع "أعمال الشغب" على حد تعبيره، وقال "لن نسمح لأقلية عنيفة بمنع الأكثرية من مستقبل أفضل"، زاعما أن مخطط "برافر" العنصري هو لصالح جميع سكان النقب اليهود والعرب. وإزاء الغضب الفلسطيني العارم، اعترفت قيادة الشرطة الإسرائيلية أنها لم تتوقع هذا الحجم من المشاركة والغضب الفلسطيني، وقال قائد لواء الجنوب في الشرطة الإسرائيلية، "إن ما نشهده اليوم هنا يفوق كل ما اعتدنا عليه". وهدد وزير الأمن الداخلي، "يتسحاق أهرونوفيتش"، بأن الشرطة الإسرائيلية لن تسكت على ما حدث، متهما المتظاهرين أنهم لم يأتوا للاحتجاج، وقال "أهرونوفيتش" إن الشرطة الإسرائيلية ستعاقب المتظاهرين وستتعقبهم فردا فردا. من جهة أخرى واصلت رئيسة لجنة الداخلية "ميريت رجيف"، المعروفة بعنصريتها وتطرفها السياسي التحريض على العرب بشكل عام، واتهمت القيادات العربية بتحريض "الفلسطينيين البدو في النقب". وقالت "ريجيف"، "إن أحداث الساعات الأخيرة في النقب تدل على حجم التحريض الأهوج لقسم من القيادات العربية والبدوية"، وادعت أن بمقدورها القول اعتمادا إلى كونها رئيسة اللجنة التي تعالج مشروع مخطط برافر الاقتلاعي، إن الحديث يدور عن حفنة خطيرة وهوجاء من الجمهور العربي والبدوي، وأن الفلسطينيين البدو في النقب يتعرضون لحملة "غسيل دماغ" وتحريض ضد شرعية القانون، وفق تعبيرها.