سادت حالة من الاختلاف والجدل بين السياسيين حول سعي لجنة الخمسين المكلفة بتعديل دستور 2012 المعطل بإقرار مادة تقر بالنظام المختلط في الانتخابات البرلمانية تقضي بأن تكون ثلثي المقاعد بنظام الفردي وثلث مختلط، وترك صياغة قانون الانتخابات لرئيس الجمهورية المسئول حاليا عن السلطة التشريعية وفقا لما يراه مناسبا. قال الدكتور "وحيد عبد المجيد" أستاذ العلوم السياسية, والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني, أن النظم الانتخابية "الهجينة" فاشلة, وإجراء الانتخابات بهذا الشكل هو نوعا من الاستسهال, ويدل على انعدام الابتكار لدى أعضاء لجنة الخمسين. وأكد على أن إقرار هذه المادة بهذا الشكل, يدل على عدم الاستعداد لبذل مجهود من قبل واضعيها, للبحث عن نظام ملائم لمصر. وأوضح "عاطف مغاوري" نائب رئيس حزب التجمع, أن نظام المختلط نظام "فاشل" ويجعل للناخب صوتين, مشيراً إلى أن الكتلة التصويتية التي ستحسم هذه القوائم 30%, ومن الممكن أن تحسم المقاعد الفردية, أو على الأقل تدفع بمرشحيها لجولة الإعادة. وأشار إلى أن هذه المادة تهدر فرصة التطور الديمقراطي التعددي, مما ينهي دور الأحزاب, ويهمشها, ويزيد من دور رأس المال السياسي, ويكرس للعصبيات, مطالباً بإقرار نظام القائمة كاملة مع السماح للمستقلين بقائمة لهم, مؤكداً أنه لا ديمقراطية بلا أحزاب. وقال "كريم عبد الراضي" عضو لجنة حكماء حزب الدستور, أن نظام القائمة به عيوب تتمثل في عدم منحه فرص متكافئة بين الأحزاب والمستقلين, لأن الأحزاب في هذا النظام تكون الأقدر على التنافس في الانتخابات, وذلك "يشل" الحق في المشاركة السياسية. وتابع بأن النظام الفردي عيوبه تتمثل في أنه يتيح الفرصة لرأس المال, بأن تكون فرصه في الفوز أكبر, لأن أصحاب رأس المال هم الأقدر على الإنفاق على دعايتهم وتغطية دوائرهم الانتخابية, مؤكداً أن الأنسب والأفضل هو النظام المختلط بنسبة ثلثين للقائمة وثلث للفردي, حتى يكون هناك فرصا متكافئة للتنظيمات والمستقلين في التنافس, وممارسة حقهم في المشاركة. وقال "شهاب وجيه" المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار, إنهم متفهمين سعي لجنة الخمسين لإقرار النظام المختلط لتوافقهم عليه داخل اللجنة, موضحاً أنهم طرحوا نظام القائمة الأفضلية النسبية وهو أيضاً يجمع بين القائمة والفردي ولكنه مختلف عن النظام "المختلط".