اختلف رؤساء الأحزاب واساتذة العلوم السياسية علي قرار لجنة الخمسين لإعداد الدستور بالموافقة علي تحديد ثلثي مقاعد مجلس النواب للنظام الفردي والثلث الباقي لنظام القوائم. أكد بعض رؤساء الأحزاب ان النظام الفردي يعيد أباطرة الحزب الوطني المنحل للبرلمان مرة أخري ويدمر التعددية الحزبية ويمنع الفئات المهمشة مثل الأقباط والمرأة والشباب من الفوز بمقاعد في البرلمان بسبب سطوة المال والعصبيات والقبلية. في حين أكد الفريق الآخر ان النظام الفردي هو الأفضل في الظروف الحالية لان الناخب يكون علي علم ودراية بمرشحه وحتي لايعود تيار الإسلام السياسي مرة أخري للبرلمان عن طريق القوائم التي تقدم مرشحين لا يعرفهم أحد ويعرف الشعب انتماءاتهم الدينية والسياسية. قال المهندس محمود مهران رئيس حزب مصر الثورة ان نظام القائمة المطلقة يعطي شبهة عدم عدالة مع نسبة المرشح عن النظام الفردي ولا يمكن الاعتماد علي النظام الفردي فقط لانه يضر بالأحزاب السياسية ولا يحافظ علي كيانها في الشارع والنظام المختلط يحقق مطالب جميع القوي السياسية حتي وان كان النظام الفردي له ثلثان من مقاعد البرلمان وللاسف الأحزاب السياسية لم تنضج بعد لذلك من الصعب ان تحصل القائمة علي أكثر من ثلث مقاعد البرلمان ويمكن للشباب والمرأة والعمال والفلاحين والأقباط ان يتم تمثيلهم في البرلمان من خلال وضع ضمانات في قانون الانتخابات للتمثيل العادل للفئات المهمشة . أكد عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي ونائب رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان ان تخصيص ثلث من مقاعد البرلمان للنظام الفردي لا يخدم ثورة 30 يونيه ولا يحقق طموحاتها ولابد من الاهتمام بالأحزاب والتعددية الحزبية عن طريق وضع 50% من المقاعد للقوائم الانتخابية و50% للنظام الفردي وهذا النظام يحقق مطالب جميع الأطراف ولا نخشي من عودة تيار الإسلام السياسي لان اختيار الشعب هو الفصيل وإذا عادت الأحزاب الدينية للبرلمان تعود لصالح الشعب وتحقق طموحاته الأحزاب السياسية ضغطت كثيراً حتي يتم الاخذ بنظام القوائم لان النظام الفردي لا يخدم الحياة الحزبية ولا يساعد الفئات المهمشة من المرأة والأقباط والعمال والفلاحين علي الوصول إلي قبة البرلمان ونظام القوائم يقلل من الرشاوي الانتخابية وشراء الأصوات واستخدام العنف لاتساع الدوائر وعدم معرفة المرشحين عن قرب. بوضح شريف إدريس رئيس حزب عمال مصر ومنسق عام حركة شباب التحرير ان نظام الانتخابات المختلط لا يحقق أهداف ثورة 30 يونيه وان مكتسبات العمال والفلاحين التي ضاعت بسبب إلغاء نسبة 50% وتخصيص ثلثين من مقاعد البرلمان للنظام الفردي والاضرار بالأحزاب عن طريق تخصيص ثلث المقاعد فقط للقوائم كل ذلك لا يؤدي لبرلمان حقيقي ونظام الانتخابات سوف يساعد جبهة الانقاذ ورجال الأعمال علي الفوز بمقاعد البرلمان أما الشباب والمرأة والأقباط والعمال والفلاحين فقد تم تهميشهم وضياع حقوقهم رغم انهم من قاموا بثورة 30 يونيه الشعبية. قال أحمد حسن أمين عام الحزب الناصري لا يجوز وضع نظام الانتخابات البرلمانية في الدستور الجديد وقرار لجنة الخمسين بتحديد ثلثين لمقاعد الفردي وثلث للقوائم لا يعزز التعددية الحزبية ونظام الانتخابات يترك لقانون الانتخابات حسب ظروف البلاد والنظام الفردي أفضل لاننا نختار مرشحين نعرفهم ونعرف اتجاهاتهم وانتماءاتهم السياسية أما القوائم الحزبية فقد تأتي بمرشحين لا يعرفهم الناخب ولكن هناك عيوباً خطيرة للنظام الفردي منها عدم قدرة الاقباط والمرأة والشباب علي التنافس في النظام الفردي مع محترفي الانتخابات من رجال الأعمال والأثرياء وأصحاب النفوذ والعصبيات وليس بالضرورة ان القوائم الانتخابية سوف تعيد تيار الإسلام السياسي للحكم لان الشعب رفض المتاجرة بالدين وتقسيم الشعب إلي كفار ومسلمين. قال أسعد هيكل المتحدث الرسمي باسم لجنة الحريات بنقابة المحامين ان النظام المختلط في الانتخابات لا يعبر عن ثورة 30 يونيه التي قام بها الشباب لاننا أمام نظام انتخابات يضمن ثلثين من المقاعد لرجال الأعمال والاثرياء واصحاب النفوذ من الصفوة في المجتمع وهذا النظام يسد الطريق أمام المرأة والشباب والاقباط وبالنسبة للقوائم الحزبية لا يوجد قانون يلزم الأحزاب بوضع المرأة والشباب في مقدمة القوائم . قال الدكتور إكرام بدر الدين استاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ان تخصيص ثلثي مقاعد مجلس الشعب للنظام الفردي في الانتخابات القادمة يقلل من فرص تمثيل المرأة والأقباط لان النظام الفردي يعتمد علي سيطرة رأس المال والعصبيات في الوجه القبلي واستخدام العنف وامكانية تقديم رشاوي انتخابية لشراء الأصوات للمرشح الذي يدفع أكثر. أما القوائم الانتخابية فتساعد المرأة والشباب والاقباط علي الفوز بمقاعد إذا تم وضعهم في مراكز متقدمة بالقائمة الانتخابية ويجب ان يتضمن ذلك قانون الانتخابات البرلمانية وليس الدستور. أفضل نظام انتخابي من وجهة نظر د. إكرام هو تحديد نصف مقاعد البرلمان للنظام الفردي والنصف الآخر لنظام القوائم حتي لا نعود إلي نظام سبق وان اسقطه الشعب وسوف يساعد النظام الفردي علي عودة المحسوبية علي الحزب الوطني المنحل وجماعة الإخوان المحظورة ويقلل من فرص الشباب في دخول البرلمان ويمكن التغلب علي ذلك عن طريق عمل قائمة موحدة لشباب الثورة يلتف حولها الجميع دون وضع 100 حركة سياسية وقوائم عديدة لشباب الثورة.