سياسيون يؤكدون: أيا كان النظام الانتخابي لابد من التوافق عليه تحقيق: رضا النصيري كشفت مناقشات اللجنة المشتركة من لجنة نظام الحكم والحقوق والحريات المنبثقة عن لجنة الخمسين لتعديل الدستور، عن استمرار التباين في الآراء حول النظام الانتخابي الأمثل للانتخابات النيابية سواء بالنظام الفردي أو بالقائمة ، حيث طالب عدد من الأعضاء وهم الغالبية بتطبيق النظام الفردي ولكن علي مستوي الدائرة الصغيرة ، بينما دعا آخرون الي النظام المختلط للقائمة مع الفردي بنسبة الثلث وهناك من اقترح ان تكون مصر دائرة واحدة. اكد "عاطف مغاوري" نائب رئيس حزب التجمع ان الحزب مستقر في رأيه علي نظام القائمة النسبية المنقوصة غير المشروطة وذلك ليس من منظور فردي للحزب او مصالحه فقط، وانما بناء علي ما تحتاج إليه مصر الان من تكريس النظام السياسي الحزبي حتي وان كانت هذه الاحزاب ضعيفة كما يراها البعض فالضعيف ليس من الضروري ان يموت، ولكن يحتاج إلي فرصة علاج، ومعني ذلك ان الاحزاب تحتاج إلي فرصة لتقوي ومعها تقوي الحياة السياسية كلها، خاصة في ظل السيولة التي تعانيها العضوية الحزبية وما يزيدها الا النظام الفردي، لذلك يجب البعد عنه لاعادة الاعتبار للاحزاب اما عن النظام الذي يجعل مصر دائرة انتخابية واحدة فيقول "مغاوري" انه كان ضمن اقتراحات التجمع ولكن صعب تطبيقه حاليا في مصر فهو مرحلة لم نصل لها حتي الان نظرا لكثرة عدد اعضاء مجلس الشعب. توافق القوي اما دكتور" حسن نافعة" استاذ العلوم السياسية فيري انه لا يوجد شيء اسمه نظام انتخاب امثل، وانما نظام افضل وتحدده القوي السياسية بالتوافق بينها، والاهم ان تقبل بالنظام الذي تقره ولا يعتقد احد ان هذا النظام لصالح طرف علي حساب طرف اخر ،مشيرا الي انه هناك اكثر من مائة نظام انتحابي علي مستوي العالم وكل دولة تختار ما تراه مناسبا لظروفها. واشار" نافعه" الي ان لدينا عددا كبيرا من الاحزاب ومعظمها هشة تحتاج الي دعم والانتخابات بالقائمة تعمل علي هذا الدعم ولكن مازال الوضع في مصر يقوم لحد كبير علي الاختيار الشخصي للنائب وبالتالي نحتاج لدوائر صغيرة ،،موضحا انه رغم ذلك فالجمع بين النظام الفردي في دوائر صغيرة ونظام القائمة بنسبة 50% :50% هو الانسب في مصر كي نتطور وان كان تحديد نوع النظام الانتخابي من صميم عمل القانون وليس الدستور.. ويري دكتور" مجدي عبد الحميد" رئيس الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية ان الانسب لمصر لتطوير الحياة السياسية والديمقراطية والاداء الحزبي هو نظام القائمة الكاملة 100%. ولكن بشكل عملي نظراً لوجود تباين في وجهات النظر بالاضافة الي ضرورة وضع صيغ توافقية ترضي جميع الاطراف والافضل هو الجمع بين النظامين الفردي والقائمة بنسبة ال 50% فالمختلط يحقق جميع الرغبات، خاصة ان النظام الفردي عيوبه كثيرة ويعود بنا لسيطرة القبلية ويفتح المجال امام رأ س المال لنجد انفسنا امام نائب الخدمات وليس أمام نائب برلماني فعلي، علاوة علي حرمان فئات معينة من ان تمثل منها الشباب والاقباط والمرأة. وعن اقتراح ان تصبح مصر كلها دائرة انتخابية واحدة يقول"عبد الحميد" انه نظام جيد والعقبة فقط في ان يشرح جيدا للناس موضحا ان اميز ما فيه هو ان كل القوي السياسية ستحصل علي عدد من المقاعد مساو تماما لعدد الاصوات التي حصلت عليها ولن يظلم احد او يسيطر اي فصيل كما حدث من قبل مع احزاب الاسلام السياسي. فيما اوضح دكتور "عمرو هاشم ربيع" رئيس وحدة البحوث البرلمانية بالاهرام ان اي نظام مختلط محكوم عليه بالفشل لانه مربك لجميع اطراف العملية الانتخابية، من قاض ومرشح وناخب ومن يقوم بالفرز نظرا لكثرة الصناديق داخل اللجان فواحد للفردي واخر للقائمة وقد يكون هناك ثالثا لكوتة المرأة ان وجد. واكد "ربيع" ضرورة الاختيار ما بين النظام الفردي والقائمة اما اذا كان البديل للقائمة هو المختلط، فالفردي افضل، مشيرا الي ان نظام الانتخاب بالقائمة الانسب في حالة نجاح حل حزب الحرية والعدالة. تباين للآراء وقد عكست المناقشات داخل لجنة الخمسين التباين في الاراء حول النظام الانسب لمصر ايضا، فيري الدكتور "عمر الشوبكي"، أن اتجاهًا سائدًا في اللجنة بأن يكون النظام الفردي هو النظام الانتخابي المقرر التوافق عليه في تعديلات الدستور، علي أن يكون مُطعمًا بالقوائم ، مؤكد أن قانون الانتخابات لن يفصل لصالح فصيل معين ، و إن النظام الانتخابي إذا كان 50% قوائم و50% فردي سيكون سيئا وليس له ملمح محدد، مشيرا إلي أن الاتهام الأول للنظام الفردي بأنه ينمي طابع العصبية والقبلية ولا احد يختلف أن مستقبل أي تحول ديمقراطي في وجود أحزاب قوية، لكن ليس كما يتصور البعض أن القوائم ستقوي التجربة الحزبية بل تضعف التواصل الاجتماعي المطلوب من الأحزاب لأن الناس لا تعرف من هم علي القوائم.. واقترح "الشوبكي،" أن تكون انتخابات القوائم ليس مرتبطة بدوائر، ولكن مرتبطة بمخصصات، وتكون تابعة لعدد السكان، وعلي مستوي المحافظات، ولا تؤثر علي فكرة أن تكون الانتخابات الفردي دوائرها صغيرة ولا تكون حكرا للأحزاب فقط بحيث يكون مسموحا للأفراد الترشح علي مستوي المحافظات.. ومن جانبه طالب الدكتور" محمد أبو الغار " رئيس الحزب المصري الديمقراطي وعضو اللجنة بالنظام المختلط الذي يجمع بين القائمة والفردي، وان تشمل القائمة ما بين 6 و 4 مقاعد بينما الفردي في الدائرة، موضحا أن الدولة العميقة تريد الانتخابات فردية ولا يوجد ما يسمي بالنظام الأمثل للانتخابات لان كل نظام له مميزات وله عيوب، مشيرا إلي أن القوائم فيها نسبة الحسم وبعض الدول لا توجد فيها هذه النسبة. واختلف الغار" جذريا مع الشوبكي في النسبة التي سيحصل عليها الإخوان لأنهم في نظام مبارك اكتسحوا بالفردي وحصلوا علي مقاعد من خلالها، بالإضافة إلي أن الانتخابات الفردية ستحتاج إلي حجم أموال كبير، وبالتالي ستنتج نوعية لا نرضي عنها ولن تأتي بالمرأة والأقباط، مشيرا إلي أن قوائم الحزب الديمقراطي نجحت الأقباط وشباب الثورة والمرأة، وإذا كانت فردي فلن يروا مقاعد البرلمان ولذلك اطلب ان يكون النظام الانتخابي بالقوائم فقط. اما نقيب الصحفيين "ضياء رشوان،" فرفض الأخذ بالنظام الفردي في الانتخابات ،موضحا "إن الأخذ به يعني خسارة الثورة بكاملها، فعدد المرشحين معروف، مشيرا الي انه لن يحصل ممثلو كل القوي الثورية علي أكثر من 20 إلي 25% من المقاعد والانتخابات الماضية كلها تؤكد ذلك.. واقترح رشوان نظامين للانتخاب، الأول يبقي علي النظام الفردي وأن تكون هناك قائمة قومية واحدة علي مستوي الجمهورية، لأن النظام الفردي وحده لن يبلور شيئا سياسيا علي الإطلاق.. وان يتم تشكيل القائمة القومية من مستقلين وأحزاب علي ألا يقل تمثيل المرأة بها عن 25%، فبدون هذه القائمة سيكون الفرز السياسي الناتج عن الانتخابات لا علاقة له بما سيحدث بعده بشهر من انتخابات رئاسية".. وأكد "رشوان" أن الاقتراح الثاني يأخذ بالفردي والقائمة معا وأن يتم تخفيض نسبة العمال والفلاحين إلي الثلث لإتاحة الفرصة للمرأة.. وطالب "رشوان" بتقسيم الدوائر الانتخابية إلي حوالي 90 دائرة والاستفادة من تجربة مجلس الشوري وتضم حوالي 6 مقاعد بإجمالي 540 مقعدا وأنه يمكن تخصيص مقاعد للمرأة والعمال والفلاحين ، وذكر أنه مع القائمة الفردية التي تضم حوالي 120 مقعدا يخصص فيها حوالي 25% للمرأة.. وحذر من تطبيق النظام الفردي لوحده خشية علي حقوق شباب الثورة مؤكدا أن الفردي سيلحق خسارة كبيرة لهم وستتم إعادة الوجوه المعروفة في الدوائر.