قال موقع "ذا بوست" الإسرائيلي اليوم، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى خلال الفترة الراهنة لإعادة رسم خريطة مصالحها الجيو سياسية في منطقة الشرق الأوسط، معتبرا ذلك يمثل تغييرا استراتيجيا كبيرا لم يظهر جيدا سوى في المحادثات الجارية مع إيران والمجموعة السداسية. وطبقا للموقع الصهيوني فإن إعادة رسم واشنطن لخريطة مصالحها بالشرق الأوسط هو السبب الرئيسي في توتر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب مؤخرا، وكذلك الخلافات التي ظهرت خلال الأسابيع الماضية بين السعودية وأمريكا. وقال "ذا بوست" أن هذا التغيير الجوهري في الخريطة الأمريكية سيكون له انعكاسات اقتصادية قوية، نظرا للارتباط الوثيق بين السياسة والاقتصاد الأمريكي، مضيفا لكن حجم هذا التأثير سيكون أقوى على تل أبيب منه على الرياض. وعلى حد ما أورده الموقع الصهيوني فإن هذا التغيير الاستراتيجي الأمريكي يسير في اتجاهين متوازيين هما فك ارتباط واشنطن تدريجيا بالشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالنفط وتحولها نحو بعض الدول الغربية بديلا عن السعودية. وأضاف "ذا بوست" قائلا إنه بجانب فك الارتباط تدريجيا فيما يتعلق بالاقتصاد وتجارة النفط، تسعى أمريكا للخروج عن نطاق دائرة الصناعات الجارية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد نزيفها وعدم صبرها على تحمل أعباء هذه الصراعات. وأكد الموقع الصهيوني أن السعودية وإسرائيل تعانيان خلال الفترة الراهنة من نفس المشكلة وهي إعادة أمريكا لرسم خريطة مصالحها بمنطقة الشرق الأوسط، موضحا أنه لدى الرياض وتل أبيب قلق قوي من الانفصال عن واشنطن. وأوضح "ذا بوست" أنه لا أحد يستطيع انكار تقاسم أمريكا وإسرائيل نفس المصالح في منع وصول إيران للقوة النووية، لكن هذه المصالح تختلف من واشنطن لتل أبيب، مؤكدا اختلاف مفهوم أمريكا عن إسرائيل بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط. واختتم الموقع الصهيوني تقريره بالتأكيد على اتباع رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" لطريق الخداع والتضليل فيما يتعلق بعلاقات واشنطن وتل أبيب خلال الفترة الراهنة، معتبرا أن "نتنياهو" متوهما في اعتماده على نفوذ إسرائيل داخل الكونجرس الأمريكي للحفاظ على مصالح إسرائيل.