* الصحيفة تكشف التجسس على هاتف الصحفي الذي فجر فضيحة بتنكور التي نالت من ساركوزي لمعرفة مصادره الصحفية كتبت- نفيسة الصاغ: أعادت صحيفة “لوموند” الفرنسية” فتح قضية الميليارديرة الفرنسية ليليان بتنكور، التي تحولت إلى سلسلة من الفضائح تطال أكبر المسئولين في الجمهورية الفرنسية. وقالت الصحيفة إنها توصلت إلى معلومات جديدة بخصوص خرق سرية مصادرها الخاصة بملف قضية “بتنكور”، بما يعطي القضيةالآن أبعادا جديدة لتصبح تهمة موجهة لأجهزة الدولة. وقالت إنه على عكس المزاعم الرسمية المتكررة، فإن مدير المخابرات الفرنسية، تجسس على المكالمات الهاتفية لأحد صحافييها وهو جيرار دافو، خلال الفترة ما بين 12 و16 يوليو 2010، في محاولة لتحديد مصادر الصحيفة في قضية بتنكور. وقالت إن القيام بمثل هذا العمل، يمثل انتهاكا واضحا من الجهاز لقانون سرية مصادر المعلومات الصادر في 4 يناير 2010 والذي ينص على أنه لا يمكن “التعدي بصورة مباشرة أو غير مباشرة على حماية وسرية المصادر”. واعتبرت “لوموند” في افتتاحيتها اليوم أن استهداف الدولة للصحفيين يؤكد أن “مركز العمليات المشبوهة” أو “الغرفة السوداء” يوجد على رأس الدولة. ورفعت القضية دعوى قضائية ضد المخابرات الفرنسية بتهمة انتهاك سرية الصحافة. وكانت “لو موند” كشفت في 6 يوليو عن تلقي ساركوزي تبرعات غير قانونية تقدر قيمتها ب 150 ألف يورو لتمويل حملته الانتخابية عام 2007 ، واستندت في هذا الصدد إلى شهادة المحاسبة السابقة لسيدة الأعمال الفرنسية الشهيرة ليليان بتنكور . وكانت المحاسبة كلاري تيبو التي عملت لمدة 12 عاما لدى ليليان بتنكور وريثة مجموعة مستحضرات التجميل “لوريال” والتي تعتبر واحدة من سيدات الأعمال الأكثر ثراء. وأضافت تيبو التي تركت العمل مع بتنكور في نوفمبر 2008 أن بتنكور دفعت 150 ألف يورولحملة ساركوزي الانتخابية بزيادة كبيرة عن الحد المسموح والذي يبلغ 4600 يورو. وتابعت أنه وفقا للقانون الفرنسي فإن التبرعات السياسية للحملات الانتخابية للأفراد لا يجب أن تتجاوز 4600 يورو والمساهمات النقدية لا يجب أن تتخطى قيمتها 150 يورو، إلا أن باتريس دو ميستر المسئول عن إدارة ثروة بتنكور دفع 150 ألف يورو خلال عشاء خاص إلى إريك وورث أمين صندوق الحملة الانتخابية للرئيس ساركوزي الذي يشغل حاليا منصب وزير العمل والشئون الاجتماعية. واستطردت أنها سحبت مبلغ 50 ألف يورو من أجل التبرع للحملة الانتخابية يوم مارس 2007 من حساب مصرفي في باريس، وشاهدت بنفسها بتنكور تسلم المبلغ إلى ميستر الذي قالت إنه أخذ باقي المبلغ من حساب بمصرف سويسري. وأضافت تيبو أن إيريك وورث وزير العمل الحالي تلقى مبلغ 150 ألف يورو عندما كان مسئولا عن خزانة حزب “التجمع من أجل حركة شعبية” وذلك بهدف تمويل الحملة الانتخابية لساركوزي في ربيع 2007. كما فجرت تيبو مفاجأة مدوية كشفت فيها أن ساركوزي عندما كان عمدة أرقى حي باريسي “نويي سير سين” بين عامي 1983 و2002 كان يتلقى هو الآخر حصته من الأموال ، بالإضافة إلى أنه كان ضيفا دائما على مائدة سيدة الأعمال بتنكور ، قائلة :” إن الجميع في منزل بتنكور كانوا يعرفون أن ساركوزي كان يأتي ليأخذ الأموال”. واختتمت قائلة :”يمكن للشرطة التأكد من صحة أقوالي وذلك بمراجعة دفاتر حسابات السيدة بتنكور في تلك الفترة ، إنني أذكر تاريخ هذا التبرع جيدا 26 مارس 2007 ، وورث تجاهل أعمال التهرب الضريبي لبتنكور التي تردد أنها حولت عشرات الملايين من اليورو إلى مصارف أجنبية”.