كشفت منظمة العفو الدولية أن 19 معتقلا توفوا اختناقا داخل مستوعبات حديدية احتجزهم داخلها موالون لمعمر القذافي في يونيو في شمال غرب ليبيا. وقال ثلاثة ناجين للمنظمة إنهم احتجزوا مع آخرين داخل هذه المستوعبات في السادس من يونيو في أجواء من الحر الشديد في موقع يضم ورشة إنشاءات في مدينة الخمس على بعد 120 كلم شرق طرابلس. وروى أحد الناجين بحسب بيان المنظمة أن بعض المعتقلين اضطروا الى ان يشربوا من بولهم بسبب رفض انصار القذافي الذين كانوا يحتجزونهم دون تقديم أي غذاء لهم. وكان أنصار القذافي يردون على الأشخاص المحتجزين لديهم عند طلبهم المساعدة “اصمتوا أيها الجرذان“. وتعليقا على الشهادات قال عضو في منظمة العفو الدولية يجري تحقيقات حاليا في ليبيا “قتل معتقلين وتعذيبهم جريمة حرب“. وفي وقت سابق، نشرت المنظمة شهادات حول حالات تعذيب ومعاملة سيئة في ليبيا ارتكبها متمردون وعناصر موالون للديكتاتور الليبي الهارب، إضافة إلى إعدام معتقلين على يد قوات القذافي. وعلى الجانب الآخر من المعركة، كانت المنظمة صرحت بأن هناك تزايد في احتمالات قيام الثوار بإساءة معاملة الأشخاص الذين يُشْتبه بمشاركتهم في القتال إلى جانب قوات القذافي، وعلى وجه الخصوص الليبيين من أصحاب البشرة السوداء، والأشخاص القادمين من دول جنوب الصحراء الكبرى. وفي أثناء زيارة لهم لمستشفى طرابلس المركزي، شاهد أعضاء وفد من منظمة العفو الدولية قيام ثلاثة من الثوار بسحب أحد المرضى السود القادم من مدينة تورغة الغربية من سريره عنوة، ثم قاموا باعتقاله. وقد كان ثلاثتهم يرتدون الزى المدني حينها. وذكر الثوار بأن الرجل سوف يتم نقله إلى مصراته ليخضع للاستجواب متذرعين بقيام مسئولي التحقيق والاستجواب في طرابلس “بإطلاق سراح القَتَلة” حسب زعمهم. وشهد أفراد الوفد واقعة قيام الثوار بالاعتداء بالضرب على أحد الرجال خارج المستشفى. وكان الرجل يصرخ قائلاً: “أنا لا أنتمي للطابور الخامس“، وهو التعبير الذي يستخدم للإشارة إلى العناصر الموالية للقذافي. وذكر كلاوديو كوردون، المدير العام بمنظمة العفو الدولية، بأن وفد المنظمة “قد شهد في غضون ساعة واحدة على واقعتي الاعتداء بالضرب على أحد الأشخاص، وسحب آخر من على سرير الشفاء في المستشفى نحو مصير مجهول.” وتُعتبرُ بلدة تورغة موطناً لكثير من الليبيين من ذوي البشرة السوداء. وترتبط تلك البلدة في أذهان أهالي مصراته بأسوأ أشكال العنف التي ارتكبت خلال حصار المدينة الذي دام شهراً كاملاً، والقصف المستمر عليها خلال وقت سابق من هذا العام.