مدينة الغريب كما يحب أن يسميها أهلها، أو المدينة الباسلة كما تشتهر لدى جميع المصريين, لأنها كانت دوماً رمزاً للصمود والبسالة المستمرة سواء إبان حرب 1973 أو في أحداث الثورة المصرية حيث سقط أول شهيد على أرض مصر من هناك. السويس مدينة ساحلية تشتهر بالملاحة وتجارة الأسماك وقناة الملاحية العالمية الشهيرة قناة السويس التي يمر منها السفن التجارية من جميع أنحاء العالم, كانت دوماً هي وباقي مدن القناة حصناً لمصر ورمزاً للصمود والانتصار, تحتفل هذه الأيام بالعيد القومي للمقاومة الشعبية وهو اليوم الذي اختير ليكون عيداً قومياً للمحافظة حيث استطاع أهلها الأبطال الاشتراك مع القوات المسلحة والشرطة في صد القوات الإسرائيلية التي تسربت عبر الثغرة الشهيرة خلال حرب أكتوبر. وفي إطار تذكير المصريين ببطولة أهل السويس، وبالملحمة التاريخية المتجسدة عبر مقاومة العدو الإسرائيلي رصدت "البديل" آراء بعض السياسيين والنشطاء حول العيد القومي للسويس ولماذا لا يتم الاحتفال به بالشكل اللائق لتلك المحافظة الباسلة وتاريخها. قال "محمد دوير" أستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية، والقيادي بالحزب الاشتراكي المصري إن ثغرة "الدفرسوار" كانت إحدى أهم نقاط التحول الاستراتيجي في حرب أكتوبر 73، وأن مكمن التحول هنا أن أهالي السويس تحملوا مسئولية تاريخية في صد التسلل الإسرائيلي ما بين قوات الجيشين الثاني والثالث من أجل فتح ثغرة عسكرية يتم بموجبها تغيير مسار الحرب العربية الإسرائيلية.. وقد كانت القوات الشعبية المكونة من أهالي السويس هي حائط الصد القوي أمام القوات الإسرائيلية بقيادة "شارون". وأضاف أن أهمية المقاومة هنا تأتي من أنها عمل شعبي وطني بامتياز أدرك خطورة اللحظة التاريخية وتأثيرها على مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي, وكانت وقفة أهالي السويس بمثابة رمانة الميزان في حفظ التفوق المصري أثناء الحرب، قائلاً من هنا فإن الاحتفال بذكرى هذا اليوم يتخطي حدود مدينة أو محافظة السويس إلى كونه نصرا عربيا حقيقيا في إطار معركة مصير. وشاركه الرأي "أحمد عبد المجيد" عضو لجنة التنظيم المركزية بالتيار الشعبي، إن محافظة السويس ستحتفل خلال ساعات بعيدها القومي, والذي كان إجازة رسمية فيما قبل, وألغاها الرئيس المخلوع مبارك, مذكراً بأن السويس هي المحافظة التي قال عنها الزعيم عبد الناصر: "ما من بلد ارتبط اسمها بالتاريخ مثلما ارتبط اسم السويس", وقال عنها السادات "إن السويس في 24 أكتوبر 1973 لم تكن تدافع عن نفسها بل عن الوطن بأكمله". وأكمل أن المقاومة الشعبية بالسويس بمساندة الشرطة والقوات المسلحة، واجهت العدو الصهيوني الذي حاول التسلل إلى المدينة واحتلالها من خلال ثغرة الدفرسوار بقيادة شارون وذلك لضغط الجيش المصري من خلال احتلال مدينة كاملة ظناً منه أنه لن يلقى مقاومة وهو ما أثبت السوايسة عكسه تماماً, فالفدائيين من الأهالي منعوا إسرائيل من التقدم خطوة واحدة نحو المدينة بشجاعتهم وبمساندة قواتهم المسلحة والشرطة وهو ما يعتبر ملحمة وطنية متكاملة الأبعاد، وحطمت على إثر المقاومة السويسية العديد من الدبابات والمعدات العسكرية التابعة للصهاينة. وذكر عن مناطق مدن القناة ومحافظة سيناء, أن كل أهل السويس سطروا ملحمة للمقاومة, حتى بالفن كان الكابتن الغزالي مؤسس فرقة أولاد الأرض يعزف على السمسمية أغاني للصمود والحرب لمواجهة العدو وكانت إحدى كلمات الأغنيات تقول "أنا صاحي يا مصر أنا صاحي, أنا صاحي في إيدي سلاحي". واختتم قائلاً: "السويس كذلك كانت مدينة باسلة أثناء الموجة الثانية من ثورة يناير والتي كانت في 30 يونيو الماضي, وأكدت على عزمها استكمال الثورة وتحقيق أهدافها. ولفت "عمرو عزت" أمين تثقيف اتحاد الشباب الاشتراكي، إلى إن يوم 24 أكتوبر يعد عيداً قومياً للمصرين وليس فقط لأهل السويس الأبطال، حيث تجسد في هذا اليوم التكاتف الشعبي في أبهى صوره لرفض العدوان الإسرائيلي على المصرية، وصد أهالي السويس والقوات المسلحة محاولة إسرائيل البائسة من الدخول إلى مدينة السويس الباسلة. واستطرد قائلاً إن السويس خلال ثورة يناير كانت أيضاً نقطة ضوء بارزة في البطولة والتضحية ولم يكن ذلك يدهشنا فنحن نعرف شعب السويس يشتهر بالوطنية والشجاعة العالية مثله مثل باقي مدن القناة, مطالباً بالاحتفال بالشكل اللائق بعيد المقاومة الشعبية, وأن يتم عمل أفلام وثائقية وسينمائية لتعريف جيل الشباب الجديد ببطولة الشعب السويسي في صد العدوان على مصر.