ذكرت القناة الفرنسية «تي في سانك»، في مقال على موقعها الاليكترونى، اليوم الاثنين، أن مشكلة أخرى بدأت تظهر أمام الحكومة التركية بسبب تدخلها في الأزمة السورية، حيث إن اللاجئين السوريين في الأراضي التركية أصبحوا يثيرون أزمة سياسية ضد حكومة رجب طيب أردوغان. وقالتا «تي في سانك»، أنه في الوقت الذي تنشغل أوربا حول اتخاذ موقف موحد بشأن الهجرة غير الشرعية، فإن تركيا تتعامل بشكل سيء مع اللاجئين السوريين الذين لا زالوا يتدفقون إلى جنوب شرق البلاد. وأوضحت القناة، أن التدفق من قبل السوريين أجج انقسامات سياسية واجتماعية داخلية في تركيا، مشيرة إلى أنه رغم عدم وجود تقدير رسمي لهؤلاء اللاجئين إلا أن الحكومة التركية أصبحت تنظر لهم بعين القلق، خاصة اللاجئين العلويين والمسيحيين الذين يعملون على الاتصال بجماعاتهم الدينية داخل تركيا. على جانب آخر، أوضحت القناة، أنه حتى في داخل المخيمات التسعة التي تديرها المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، هناك توترات واضحة، حيث الانقسامات الطائفية وعمليات السرقة والاعتداءات، أما الحكومة التركية فلا تلجأ لحماية هذه المخيمات، كما أنها مترددة بغلق هذه الحدود. وأشارت «تي في سانك» إلى أنه منذ بضعة شهور والمعارضة التركية تطالب الحكومة بشرح موقفها تجاه اللاجئين السوريين وكذلك موقفها «المحبذ» للجهاديين الذين يستفيدون من قيام السلطات بفتح الحدود، لدرجة أن هذه المشاداة بين المعارضة والحكومة تصدرت عناوين الصحف التركية. وأوضح الباحث الفرنسي في الشئون التركية ديدييه بيليو، أنه لا أحد يعلم بالضبط ما يجرى في المخيمات، فالعديد من الصحف التركية تقول إنها تضم جهاديين سوريين يلجأون إلى الأراضي التركية من أجل العلاج ثم يعودون للقتال مرة أخرى، فالحكومة التركية تجرى إغلاق ممنهج لحدودها تسمح فيه بإدخال الجهاديين ومحاولة التقليل من السوريين المدنيين. فى السياق ذاته، بينت «تي في سانك»، أن مشكلة الأكراد بدأت تطرح نفسها أيضًا مع اللاجئين السوريين، فالحكومة التركية تخشى من وجود أكراد بين هؤلاء اللاجئين، مما يزيد من دعم حزب العمال الكردستاني وموقفه المعارض لأردوغان، وهذا دفع الحكومة التركية لإقامة جدار عازل على حدودها مع المنطقة الكردية السورية، كما أن تشكيل القوات الكردية السورية أصبح نقطة قلق أخرى لأردوغان الذي يخشى من أن هؤلاء يشكلون منطقة الدفاع الخلفية لحزب العمال الكردستاني في حربه ضد الحكومة التركية. وأشارت القناة إلى أن الأوساط المعارضة ترى أن الأكراد السوريين الذين يقاتلون الجماعات المتطرفة على الحدود مع تركيا، ويهددون هذه الأخيرة بسبب تسليحها لهذه الجماعات، يشكلون سلاح الأسد لمعاقبة تركيا لتحالفها مع المتطرفين.