تنبأت صحيفة " الإندبندنت" البريطانية بمواجهة حاسمة بين الجيش المصرى وجماعة الإخوان المسلمين بعد إصدار الفريق "عبد الفتاح السيسى" دعوة غير مسبوقة لمظاهرات حاشدة غدا الجمعة لمنح قواته تفويضا للقضاء على الإرهاب. وقالت الصحيفة إن الطلب الذى صدر خلال خطاب تليفزيونى من قبل الفريق "السيسى" فى عرض عسكرى تم تفسيره على نطاق واسع كطلقة تحذيرية لجماعة الإخوان المسلمين المنتقدة بشكل كبير من قبل السياسيين وضيوف البرامج الحوارية فى الأسابيع الأخيرة. وأضافت الصحيفة أن زعماء جماعة الإخوان متهمين بعمل اتصالات مع المتشددين الإسلاميين فى سيناء وتحريضهم على احتجاجات عنيفة فى جميع أنحاء مصر، وأن مؤيدى الرئيس المعزول "محمد مرسى" لا زالوا معتصمين خارج جامعة القاهرة وفى مدينة نصر. وترى الصحيفة أنه إذا استجاب عدد كبير من المتظاهرين لدعوة "السيسى" غدا، فإنه قد يثير احتمال مواجهة خطيرة بعد شهر لقى فيه أكثر من 100 فرد مصرعه. وقال "أحمد الهوارى"، أحد المؤسسين لحزب الدستور للصحيفة أنه على الرغم من أنه يحترم حق التظاهر السلمى، إلا إنه يؤيد حملة ضد كبار شخصيات الإخوان، مشيرا إلى أنه يجب أن يحاكم القيادات المجرمين والإرهابيين، وأن الاتحاد الأوروبى كان مخطئا لتشجيعه التعنت المستمر للجماعة. ويأتى تدخل الفريق "السيسى" بعد انفجار قنبلة صباح أمس أمام مقر جهاز الأمن فى المنصورة، وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن شخصا واحد قتل وأصيب 28 آخرون فى الانفجار الذى قال مسئولون إنه نجم عن قنبلة زمنية من ال"تى إن تى". وقالت الصحيفة إن هذه الخطبة أثارت أسئلة خطيرة حول دور الجيش فى الحكومة الانتقالية، إلا أن ائتلاف جماعات الشباب والعلمانيين والليبراليين الذين تعاونوا للإطاحة ب"مرسى" أعربوا عن ثقتهم فى أن الجيش لن يتدخل فى شئون مجلس الوزارة المدنية الجديدة. وأضافت أنه إذا حاول "السيسى" القيام بحملة على جماعة الإخوان، فربما يجد تعاطفا من رقعة كبيرة من المصريين، وأن الرجل الذى أشرف على الانقلاب الشعبى ضد "مرسى" يحظى الآن بشعبية كبيرة بعد الثورة، حيث توضع صوره جنبا إلى جنب مع صور "جمال عبد الناصر" من قبل المتظاهرين فى ميدان التحرير وأصحاب المحال التجارية. وشددت على أنه فى بلد ترتبط فيها مفاهيم حب الوطن والجيش ارتباطا وثيقا، ويوجد بها مد متصاعد من القومية وتصوير الإخوان كطابور خامس، ساعد على تعزيز موقف "السيسى".