"يسقط حكم العسكر".. هتاف طالما اعترضت عليها جماعة الإخوان المسلمين أثناء الفترة الانتقالية وحكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والآن تردده بقوة، فوسط احتجاجات مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي على عزله من الحكم، بدأت هتافات ومطالب القوى الثورية التي حملتها منذ أكثر من عامين ونالت اعتراض الجماعة تظهر وبقوة في مشهد يبدو متناقضًا. وتعليقًا على هذا المشهد يقول محمد صلاح، المتحدث باسم حركة شباب من أجل العدالة والحرية، إن لجوء الجماعة لشعارات الثورة جاء بعد أن أفشل الشعب المصري مخططهم في تقسيم المجتمع عن طريق الاستقطاب العلماني الإسلامي، على حد قوله، وخسارتهم أمام الجماهير التي تعبر عن الهوية المصرية التي ترفض أن تصبغ بصبغة وهابية متطرفة. وأضاف صلاح أن الإخوان لم يجدوا أمامهم إلا استعادة الخطاب الثوري؛ للضغط على القوات المسحلة؛ للحصول على أكبر مكاسب، من ضمنها الخروج الآمن لهم. وأوضح مصطفى الحجري، المتحدث باسم حركة شباب 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية) أن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم تلك الشعارات الآن؛ حتى يضعوا أنفسهم فى خانة المضطهد سياسيًّا، وأبرز دليل على ذلك بياناتهم التي تنشر فى محيط رابعة العدوية باللغة الإنجليزية؛ لتصدير تلك الصورة للعالم الغربي. وأضاف الحجرى أنهم يريدون إحداث اقتتال داخلي من أجل البقاء في السلطة، حتى وإن كان ثمن ذلك التدخل الأجنبي فى الشئون الداخلية، موضحًا أن تلك الشعارت الزافئة لن تستمر طويلاً، ولن تحقق أهدافها؛ لأن الشعارات فى الفترة الانتقالية لمصر التى كانت القوى الثورية تستخدمها كانت شعارات ناتجة عن ظلم واضطهاد حقيقيين ودماء، فحققت أهدافها، أما شعاراتهم فلن تحقق سوى الإرهاب لمصر. وأكد أحمد بهاء الدين شعبان، المتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير، أن ما يفعله الإخوان المسلمين هو نوع من السطو على الثورة واغتصاب لشعاراتها، فهي محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، معتقدين أن ذلك ربما يعيد الحكم مرة أخرى، الذى طالما حلموا به، أو أن مصر ستتحول إلى خلافة إسلامية. وعلق شعبان ساخرًا "الخواجة لما يفلس بيدور على الدفاتر القديمة"، وهذا هو حال الجماعة، موضحًا أنهم في مرحلة التخبط السياسي؛ لتحقيق أى وسيلة تضمن لهم الخروج الآمن. وقال رامز المصري، المتحدث باسم الجبهة الحرة للتغير السلمي، إن جماعة الإخوان المسلمين لا تمتلك أى فكر لإدارة الأزمات، وإنها لا تقوى على فعل شىء سوى الاستنساخ من أفكار الآخرين، مؤكدًا أنهم في موقف ضعيف الآن، ويحتاجون لغطاء شعبي قوى؛ حتى يكتسبوا تأييد الشارع من جديد. وأضاف المصري أن هناك أوامر تأتي لمؤيدي الرئيس، فيتم تنفيذها دون التفكير فيها، فبعد هتافاتهم لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ودفاعهم عنه وقتما كان يحكم الرئيس السابق محمد مرسي، أصبحوا يهتفون ضده.