استقبل أهالي سيدي جابر بالاسكندرية، شهر رمضان الكريم، بالبكاء والحسرة، وبتكرار أليم للمشاهد الأخيرة في حياة أبناءهم، والتي أحزنت ملايين المصريين وهم يشاهدون أطفالهم يلقون من أعلى خزان عقار بشارع المشير يوم الجمعة 5 يوليو. البديل في منازل شهداء سيدى جابر في أول ايام شهر رمضان. البداية، كانت بمنزل "حمادة بدر"، وحيد أبويه، أبن ال 19 عام، والذي يقول والده: أتمنى أن أرى القاتل ليس لغرض الانتقام، ولكن لأنظر في عينه، وأجعله ينظر إلى صورة حمادة، وأقول له بأى دين تقتل هذا الشاب، ولماذا أخذت أولادك وهربت بهم إلى محافظة كفر الشيخ، هل روادك الخوف على أن ننتقم منهم، هل قلبك كأب تخوف من أن يحدث لهم مكروه، وهل غاب عن وعيك أن هؤلاء الأطفال الأربعة الذىن قتلوا، ليس لهم أباء وأمهات يحزنوا عليهم". وأضاف والد حماده، أخر كلمات فقيده، حين قال له: "يا حج سوف أقوم بتوصيلك للمنزل حتى لا تصاب بالأعتداءات التي تحدث بالمنطقة". وقالت والدة "حمادة"، أن فقيدها ليس له علاقة بالسياسية ولا بمرسى أو المعارضة، وقد وجه لي اللوم عندما وقعت أستمارة "تمرد"، وعندما سألني عن سبب توقيعي، قلت له "يا حبيبى انت قاعد من غير شغل زيك زى معظم الشباب، وعندما وصل مرسي وجماعته للحكم وزعوا المناصب والوظائف، يعنى خريجي السجون أشتعلوا، وأنتم يا أطهر شباب عاطلين؟!"، فقال لي "أنا مش هوقع ياماما". وتابعت، "حسبي الله ونعم الوكيل في من يسمون أنفسهم بالإسلاميين والإخوان، هل يقتل الأخ أخاه إذا كان "دم المسلم على المسلم حرام"، ولكن أبني "اتشرح بالمطاوى والسيوف"، بعد ما ألقوه من أعلى الخزان، وواحد منهم شاور لزميله وقال له "ادبحه"، وبعد ما سقط طعنوه بكل أنحاء جسدة، ثم ألقوه من فوق السطح إلى منور العقار. كما التقت "البديل"، بوالدة الشهيد إسلام محمد، والتي قالت أنه توفي بعمر 22 عامًا، وكان يعمل بشرم الشيخ "حلاق"، وأنه نزل في أجازة لقلة العمل بعد الأزمة السياحية، وطلب أن يعمل مع خاله بالمقاولات، حتى يستطيع أن يصرف علينا، وهو بسيدى جابر في اليوم المشئوم، شاهدهم وهم يلقون الأطفال من أعلى الأسطح، وحضر إلينا مذهولًا وحكى لنا كيف قتل صديقه "حمادة بدر"، وقال لنا: "هقف ضمن اللجان الشعبية لحماية شارعنا، حتى لا يهجمون على المنازل كما حدث بالماضي"، إلى أن جاءت مسيرة من المنشية قالوا إنها "سلمية"، ولكن مجموعتهم الأخيرة، ضربت الموجودين بالنار وبالأسلحة البيضاء. وتروي تفاصيل متقل ولدها، فتقول: "أصيب بطلق ناري من الجانب الأيمن، واستقرت الرصاصة بالقلب، والأطباء قالوا أن القاتل محترف، والرصاصة أطلقت من مسافة قريبة جدا، وتوفى بعد ساعة ونصف من دخوله المستشفى، حضنته فى صدري ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أقوم بتكسير زجاج المستشفى، حتى قطع عصب اليد، وأدخلني الأطباء إلى غرفة العمليات وقاموا بأجراء عملية جراحية باليد اليسرى. ووجهت والدة "إسلام" رسالة ل"مرسي" قائلة: "يحرق قلبك على أولادك زي ما حرقت قلب الشعب المصري المسلم اللي انت مش منهم، نحن قدمنا المصالحة حتى نبني البلد، وانتم رفضتوا؛ بس ربنا هينصرنا وينصر أولادنا، لو لأخر دم شاب على الأرض عمرك ما هتبقى رئيسنا يامرسي ولا هيكون ليكم سلطة علينا". وتابعت والدة "اسلام": ابني كان سند لنا، لأن أبوه صانيعي على باب الله، وكان سند لأخوه "آدم" الذى يبلغ من العمر 8سنوات ولأخته الوحيدة "شيماء" التى فقدت النطق بعد وفاته. وأضافت، رسالة منى للمؤيدين المعتصمين بالميادين امشوا وخلوا عندكم ضمير وبلاش تمشوا وراء تجار الدين لأن الدم المصرى كله غالي وانتم دمك غالي لاننا كلنا مصريين" بينما يقول والد "إسلام": إبني كان ينوي دفن صديقه "حماده"، ولكن القتلة أبوا ذلك، وقتلوا فلذة كبدي، وأحتسبه عند الله من الشهداء وهذا ما يصبرنا. بينما يقول "عمرو" أحد المصابين وشهود العيان، لقد كنا نحمى شارعنا المتفرع من شارع المشير، وعندما رأينا بعض الجماعات المسلحين قادمين علينا، قمنا بالجري والتوجه إلى عقار مفتوح، وأغلقنا الباب، ولكن عند صعودنا على السلم، صعدوا المسلحين خلفنا وقاموا بألقاء "حمادة" وبعدها طعنوه ورموه بالمنور، وأنا قمت بالتسلق على المواسير المنور، فقاموا برش مياه وكهربه المواسير بصاعق كهربائي وقذفي بالزجاج وبأطباق الريسيفر الموجودة على السطح والحجارة إلى أن سقطت فوق "حمادة" وقطعوا أصابع يدي. يذكر أن مديرية أمن الأسكندرية، تمكنت من ضبط المتهم في قضية إلقاء الأطفال من أعلى سطح أحد العقارات بمنطقة سيدى جابر، وذلك خلال الأحداث التي جرت خلال يوم الجمعة 5يوليو. وتبين أنه يدعى/ محمود حسن رمضان نجم، ويعمل مهندس والذى ظهر بالفيديو حاملًا علم تنظيم القاعدة، وبتكثيف التحريات، توصل الأمن، إلى قيامه بترك منزله، وحلاقة لحيته وشعره، حتى يتخفى؛ ولكن أجهزة الأمن رصدت، المتهم في إحدى الشقق التي يملكها والد زوجته بمنطقة بلطيم - كفر الشيخ، وعقب تقنيين الأجراءات تمكنت القوات من ضبط المتهم وعرضه على النيابة العامة، واعترف بارتكابه الواقعة وطالب أن يتم أعدامه فورًا. أخبار مصر- البديل