أعرب الأزهر الشريف على أسفه البالِغ؛ لتردي أحوال الدعوة الدينية فى مصر، مستنكرا بعض ما قيل في ميدان التحرير، واصفا إياه بالأنانيته وشق لصف الوطن، ولينتهى بهم المطاف إلى التطاول على الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حول شخصه وماضيه الكريم. وأضاف الأزهر فى بيان له اليوم، أنه بالفعل نصح فضيلة الإمام الأكبر شباب الميدان في الساعات الأخيرة للثورة بعدم النزول إلى الميدان؛ خوفا على دمائهم الزكية من نظام كلنا يعلم طبيعته، وهو ما قدره رجل يخشى الله ويرجو رضاه. وتابع: الكل يشهد بأن الأزهر الشريف هو أول مؤسسة رسمية وصفت الذين قتلوا في الميدان بالشهداء، في بيانٍ منشور أيامَ الثورة، خلافًا لما ادعاه كذبا وافتراء أن من مات في ميدان التحرير ليس شهيدًا. وأوضح البيان أن ما يردده المدعي وأمثاله ممن لا يبحثون عن الحق، حول لجنة "السياسات"، فلا صلة لفضيلة الإمام بها، وإنما هو تشكيل ضُم إليه بحكم منصبه "رئيس جامعة الأزهر" حينذاك، وهو المكتب السياسي برئاسة رئيس الجمهورية عندئذٍ، ولم يحضره الشيخ إلا مرة واحدة، ثم بادر إلى الاستقالة منه بمجرد تعيينه شيخا للأزهر؛ شعورا بأن الأزهر فوق هذه المجالس والتشكيلات، وأن الرجل الذي تطاول عليه سفها وافتراء، ينظر إليه المصريون كافة على أنه قامة سامقة ومقاما رفيعا، من الطبيعي أنْ يعتز به كل عهد، ويحترمه كل حاكمٍ، وهو بحكم نشأتِه وتربيته وأخلاقه لا يسعى إلى أبوابهم، ولا يتمسح في ركابهم. ووجه الأزهر حديثه للداعية صفوت حجازى قائلا: "منذ أيام ثلاثة كان الرئيس الفاضل الذي تزعم أنك تتظاهر من أجلِه، يرعى حقوق التكريم والإعزاز لهذا الشيخ الجليل؛ لأنه بحمد الله يعرف قيمَ الرجال. وشدد الأزهر على إن "الطيب" لم يدع للخروج على رئيس الجمهورية المنتخب، ولكنه، في ظروف احتقان متوتر وحشد مُتبادل، وكل مصري يشفق مما يحل بنا من فتن وخسائر، أعلن حرمة الخروج المسلح، وذّكر الناس بأن السفهاء في الماضي ممن لا يبحثون عن الحق، وتدفعهم السفاهة والحماقة، خرجوا على الخلفاء الراشدين أنفسهم، ولكنهم في الوقت نفسه قرر ما يُجمع عليه فقَهاء الإسلام من النهي عن تكفير الخارجين بالقوة، وهم البغاة العصاة الذين يجب التصدي لهم، أما المعارضة السلمية فلا خلاف بين المسلمين في جوازها أو مشروعيتها، بل هو ما تكفله الآن القوانين والدساتير، فماذا تريده أن يقول؟ هل يغير أحكام الشرع؛ لأن فهما مريضا وعقلا سقيما يفهم من هذا الكلام الدقيق المحكَم أنه تحريضٌ على الخروجِ ودعوة إليه؟ وكان الدكتور صفوت حجازى، قد هاجم الأزهر الشريف وشيخه الدكتور أحمد الطيب، خلال المليونية التى أقامها حزب الحرية والعدالة، وعدد من تيارات الإسلام السياسي؛ لنصرة الرئيس، ليصف "حجازى" فتوى شيخ الأزهر الأخيرة بجواز التظاهر السلمى ضد ولى الأمر جائزة شرعا بأنها "باطلة "، قائلا له "فتواك باطلة يا شيخ الأزهر، مضيفا هل مازلت يا شيخ الأزهر عضوا بلجنة سياسات الحزب الوطنى؟.