ارتبطت كلمة دستور في ذهني منذ الصغر بمعنين لا علاقة بينهما , فالمعني الأول و الأقل تكراراً هو المعني السياسي. ومنذ وعت أذناي علي الدنيا قلما سمعت عن الدستور الذي يحكم مصر الا في مناسبات معدودات ، أما المعني الآخر و الأكثر استعمالاً فهو مرتبط بالشعوذة , و استطاعت السينما الكلاسيكية ربطه بالكوميديا في كل مرة نشاهد فيلماً تصرخ فيه خفيفة الدم زينات صدقي”دستور يا أسيادنا”... و الآن أحتلت كلمة دستور بمعناها السياسي الصدارة في الحياة اليومية و لكن ذلك لم يمنع المعني العفاريتي من الحضور بشكل خبيث... فما أن يبدأ الحديث عن التعديلات الدستورية حتي تحضر العفاريت و (تتنطط) في عقول الناس وتتلاعب بظنونهم .. و هناك من هم في الظل يجيدون تحضير العفاريت و تحريكها و التي ما ان تبدأ في “الطنطة”حتي تثير الفتن وتنشر حكم الخوف المظلم اللي يخاف من العفريت يطلعله ..هكذا يقول المثل البلدي و نحن في زمن العفاريت ..ففي زماننا هناك في كل شبر قمقم يخرج منه عفريت فجأة هكذا دون سابق انذار ربما لمجرد ان تصطدم به قدمك دون قصد أو حتي ان عطست و ربما بدون ان تفعل أي شئ و انت لا ليك و لا عليك.. و لكن المشترك بين كل تلك العفاريت هو خوفنا منها و تطيرنا الشديد لاحتمالية حدوثها فتكون النتيجة ان تحدث فعلا ...و بعد الثورة صارت ظاهرة العفاريت اعتيادية و صرنا نتوقع اي شئ في اي وقت يجب أن يتعلم الشعب الأن أن لا يخاف من العفاريت خصوصاً عفريت الفتنه وإلا فسيظل “يطلع لنا كل شوية ” فلا خوف في الديموقراطية بل شجاعة الاختلاف.. أما هؤلاء الذين يحبون تحضير العفاريت لهم أقول أن زمن”الاسياد” قد أنتهي