- "الكبار" أخرج عمرو سعد من عباءة الشخصيات المهمشة - الفن ليس به واسطة والمهم أن أثبت موهبتي - أحضر لفيلم جديد بعيداً عن والدي محمد جمال العدل مخرج شاب قدم جواز مروره الى السينما من خلال فيلمه الأول "الكبار" وساعده هنا وثوق أبطال الفيلم في موهبته ووالده المنتج جمال العدل الذي منحه الفرصة لإثبات موهبته الإخراجية ، ساعد في إخراج عدة أفلام مع مخرجين كبار، وتفوقه في مشروع تخرجه الذي حكم عليه المؤلف بشير الديك كان سبب التعاون بينهما في هذا الفيلم، حول تجربته الأولى وتفاصيل فيلمه تحدث معنا في هذا الحوار. " أين كنت قبل فيلمك الأول الكبار؟ - أنا خريج المعهد العالي للسينما دفعة 2008 وحصل مشروع تخرجي "دستور يا سيدة " للأستاذ يوسف إدريس على جائزة عام 2009 في مهرجان الإسكندرية السينمائي، ثم تعرفت على المؤلف بشير الديك لأنه كان يحكم على مشروعي وطلبت منه العمل معه في فيلم من تأليفه وأقنعته أن يعود بهذا الفيلم الى السينما التي ابتعد عنها فترة، وعندما قرأت السيناريو الذي كتبه أعجبني جدا . " ولماذا اخترت الكبار بالتحديد ليكون أول عمل لك؟ - لأن السيناريو جذبني كما سعدت كثيرا بأن تكون أول تجربة إخراجية لي مع مؤلف بجحم بشير الديك خاصة أنه عمل مع مخرجين كبار أمثال محمد خان وعاطف الطيب، وكونه يوافق على العودة بعد فترة توقف مع مخرج جديد فهو شيء أفخر به ويشرفني كما أن أسلوبه في الكتابة به ميزة وهي أنني عندما كنت أقرأ الورق أجد نفسي بداخل الحكاية ولا أجد صعوبة في التخيل عكس بعض المؤلفين الذين يكون أسلوبهم صعبا ولغتهم في الكتابة معقدة يصعب ترجمتها الى صورة، أما بشير الديك فأسلوبه بسيط واستطاع بهذا السيناريو أن يلمس نوعية من الموضوعات التي يجذبني تقديمها. " ظهر اسمك في عالم الإخراج سريعا ما الأعمال التي ساعدت بها من قبل؟ - عملت كمساعد مخرج في خمسة أفلام مع على إدريس وسعيد حامد منها "يا انا يا خالتي" و"كلام في الحب"، وستة مسلسلات مع مجدي أبوعميرة وجمال عبد الحميد منها "العندليب" و"محمود المصري". " كيف استطعت إقناع نجوم بحجم زينة وعمرو سعد وخالد الصاوي بالعمل معك في أول تجربة إخراجية؟ - الوحيد الذي تجمعني به صداقة هو محمود عبد المغني وكنت أعرفه قبل الفيلم لذا لم تكن لديه مشكلة في العمل معي أما باقي الممثلين لم يعرفوني قبل هذا الفيلم لكنهم تحمسوا لي بعد أول جلسة عمل بيننا ووثقوا في اختيارتي، كما أنني تناقشت مع المنتج جمال العدل في اختيار الأبطال فعرض عليهم السيناريو فأعجبهم وطلبوا التحدث معي لأنني بالنسبة لهم مخرج جديد واتفقنا وكان هناك تجانس ومرونة بيننا. " لماذا لم تختر وجوها جديدة معك مثلما فعل كريم العدل؟ - موضوع الفيلم وطبيعته هما من اختارا الممثلين، فمثلا فيلم مثل "ولد وبنت" طبيعته تتطلب وجوها جديدة لأن المرحلة العمرية للأبطال كما رسمها السيناريو شباب في سن الثامنة عشرة لذلك كان لابد من الاستعانة بوجوه جديدة أما في فيلمي فوجدت أن هؤلاء النجوم هم المناسبون للأدوار الموجودة في السيناريو ، ورغم أن نجوميتهم تساعد جدا من الناحية التجارية إلا أن السبب الأول لاختياري لهم هو أنهم مناسبون لأدوارهم ثم تأتي في المرتبة الثانية الناحية التجارية. " فساد الكبار الذي تناوله الفيلم موضوع جاد هل تراه مناسبا مع موسم الصيف؟ - لا أهتم بالموسم الذي يعرض فيه الفيلم لأنه في النهاية سيتم عرضه لأن الفيلم الجيد يقيمه الناس ويذهبون لمشاهدته ويفرض نفسه تحت أي ظروف رغم نزوله في توقيت مباريات كأس العالم وقرب شهر رمضان، كما أنني أرى أن نجاح الفيلم ليس في السينما فقط وإنما أيضا عند عرضه على الفضائيات يمكن أن يحقق نجاحا أكبر، كما أن ردود الأفعال حتى الآن جيدة وهو ما يشجعنا على تكرار هذه النوعية خاصة مع نجاجها وسط أفلام لنجوم كبار أمثال أحمد حلمي ومحمد سعد. " وهل ترى أن الفيلم قادر على المنافسة وسط أفلام هؤلاء؟ - هناك اعتقاد خاطئ عند الناس بأن الأفلام الكوميدية فقط هي التي تنحج وهذا غير صحيح بدليل أن أحمد حلمي قدم عدة أفلام كوميدية ونجحت وبعدها قدم "آسف على الازعاج" فيلم غير كوميدي ومع ذلك نجح وهو ما يعني أننا في عصر سينما النجم فالجمهور يذهب للنجم الذي يحبه بغض النظر عن نوعية الفيلم والمهم أن يكون العمل جيدا والنجوم اذا ساعدونا على تقديم نوعيات مختلفة هنقدر نقدم كل الأشكال. " هل حاولت بهذا الفيلم إخراج عمرو سعد من عباءة الشخصيات المهمشة التي قدمها مع خالد يوسف؟ - بالفعل هذا الفيلم قدم عمرو بشكل جديد عن ادوار الطبقة العشوائية الفقيرة التي قدمها سابقا وظهر بشكل مختلف يغير به جلده وصدقه الناس في هذا الدور وأثنوا عليه وهو ما أسعدني كثيرا، فهو من اكثر الممثلين ذكاء ولديه سرعة استيعاب وسعدت بوجوده لأن لديه نجومية وأفلامه حققت الملايين والناس بتحبه وعنده استعداد لتقديم هذه النوعية. " احتوى الفيلم على بعض القفشات الكوميدية رغم أنه ينقل لنا واقعا كئيبا؟ - بالفعل احتوى الفيلم على بعض الكوميديا من خلال الشخصية التي قدمها خالد الصاوي وهو يرجع لطبيعة الشخصية نفسها وليس لأن الفيلم كئيب فتعمد المؤلف توظيف الكوميديا وإنما الشخصية مكتوبة في السيناريو بهذا الشكل الذي ظهر في الفيلم وحاولت أنا وخالد تفعيل هذه المنطقة حتى نكسر الشكل النمطي لتقديم الرجل الفاسد، لأن الوحيد الذي قدم هذه الشخصية من قبل بشكل دمه خفيف الفنان عادل ادهم. " نهاية الفيلم بقتل رجل الأعمال الفاسد اعتبرها البعض تشجيعا على قتل رجال الأعمال الفاسدين؟ - لم أقصد هذا المعنى، وإنما هناك مصطلح في الدراما اسمه الانتصار الوهمي بمعنى أن قتله هنا يسبب حالة من الارتياح الى حد ما لدى المشاهد الذي يشعر بالكبت من الظلم والفساد الذي يتناوله الفيلم وكان يرمز هنا الى أن البطل تغلب على الفساد، الفيلم يحث الناس على أن يكون لهم رد فعل وتصرف تجاه المفسدين وليس معناه أنني أحثهم على قتل المفسدين. " لكن مشهد القتل جاء بعد أن فشل البطل في التصدي له قانونياً فقرر اللجوء إلى قانون أخذ الحق باليد؟ - لم أتخيل أن هذا المشهد سيثير الجدل حوله، كل ما كنت أقصده من مجمل الفيلم أن يتصدى كل فرد منا بدوره في المجتمع إلى حالة الفساد التى تفشت حولنا بمعنى أن يكون لدينا حافز وردة فعل تجاه الفساد. " استنكر البعض تحول وكيل النيابة "عمرو سعد" الى واحد من الكبار الفاسدين الذين كان يحاربهم هو في بداية الفيلم؟ - لأنه عندما خسر أول قضية في حياته كوكيل نيابة وتسبب في إعدام شخص برئ حدث له انعدام توازن وعندما قرر مساعدة الفقراء كمحام فشل أيضا فأصيب باليأس، وعندما يدخل عالم الكبار ينبهر بالنقلة التى تحدث له والثراء ومظاهر حياتهم، لكن الشخصيات الطيبة التي يرتبط بها مثل البنت التي يحبها وصديقه ووالدته يعيدونه مرة أخرى الى طبيعته الأصلية كما أن الصراع الداخلي الذي تعاني منه الشخصية هو سبب هذا التحول. " ما سبب اختيارك للسينما الواقعية في أول تجربة لك؟ - أنا بحب جدا السينما الواقعية وأقتدي في هذه النوعية بأستاذي ومثلي الأعلى عاطف الطيب، وتجذبني هذه النوعية التي تمسني كمتفرج وأرغب في تقديمها كمخرج. " هل أجهدتك شخصيات الفيلم كونها مركبة؟ - أجهدتني أكثر الشخصية التي قدمها عمرو سعد وكانت الأصعب لأن الشخصية بها صراع داخلي شديد وتمر بمراحل كتيرة بدءاً من كونه وكيل نيابة ثم محام حتى يتدهور الى أسوأ نقطة ثم يحاول الرجوع الى شخص سوي فيجد صعوبة في العودة، و الدور هنا صعب يحتاج الى ممثل قوي وقد استطاع عمرو تقديمه ببراعة لأن لديه موهبة قوية جدا، أيضا الشخصية التي قدمها خالد الصاوي كانت مركبة وتتحرك في منطقتين حيث يكون هادئا جدا وفجأة نجده "بيهزر". " هل أبدت الرقابة ملاحظات على الفيلم كون فكرته جريئة؟ - بالعكس وأنا أشكر سيد خطاب لأن الفيلم به أشياء كنت أتصور رفض الرقابة لها مثل شخصية القاضي المرتشي التي قدمها الفنان سامي العدل والتي لم يتم تقديمها في تاريخ السينما المصرية لأنها منطقة محظور القرب منها ودائماً القضاة بالتحديد لا تتناولهم السينما بهذا الشكل وهو الخط الذي كنت أجد فيه صعوبة وكنت متخوفا في البداية من رد فعل الرقابة. " تعرض الفيلم لهجوم عنيف مع بداية تصويره بسبب اسمه الأول للكبار فقط؟ - كان المقصود من هذا الاسم أن البلد أصبحت للكبار فقط وبالفعل تعرضنا الى هجوم شديد عندما ظن البعض أن الفيلم يحتوى على مشاهد جنسية بسبب هذا الاسم لأن "للكبار فقط " كلمة دارجة توضع على الأفلام التي بها مشاهد جنسية لذا هاجمونا بشدة منذ بداية التصوير رغم أن من يشاهد الفيلم يجد أنه ليس له حق في هذا الهجوم، وتغيير الاسم ليس له علاقة بالرقابة وإنما لأن المخرج علي بدرخان كان يحضّر لفيلم يحمل نفس الاسم وكلمته ووافق على التنازل عن الاسم ثم تراجع فغيرناه الى "الكبار". " ما رأيك في الهجوم على فيلم قبل عرضه خاصة أنه حدث مع أفلام كثيرة؟ - للأسف هذا يعني غياب الموضوعية لأنه يجب مشاهدة العمل أولا قبل إصدار أحكام عليه ومن يشاهد الفيلم يجد أن موضوعه ليس له علاقة بالجنس إطلاقا لأنني لا أصور المشاهد الجنسية ولا أخشى التصريح بأن هذه المشاهد حرام ولا أحب تقديمها وحتى إذا قدمت موضوعا جريئا لا أقدمه بشكل مبتذل وإنما أقدمه كفن يتذوقه الجمهور بكل طبقاته. " هل ترى أنك محظوط لأن والدك أنتج لك هذا الفيلم؟ - أعترف أن والدي أتاح لي الفرصة وأنا محظوظ لأنه ساعدني ولولاه ما تمكنت من تقديم نوعية الأفلام التي أفضلها خاصة أن ظروف السينما لا تسمح بوجود مخرجين جدد لكن هذا العام الأمر مبشر بوجود سبعة مخرجين جدد منهم معتز التوني وكريم العدل وأحمد غانم ومريم أبو عوف وأحمد سامي العدل. " هل ترى أن الفن به واسطة؟ - الواسطة تكون من خلال إعطاء الدفعة الأولى حيث ساعدني والدي في دخول المجال لكن الاستمرارية ترجع الى موهبة المخرج وإثبات ذاته لأن المنتج عندما يعطيني الفرصة بفيلم "الكبار" ولا أقدمه بشكل جيد ولم يعجب الناس أكيد لن ينتج لي مرة أخرى كما أنني لو لم أثبت أنني جدير بهذه الفرصة لن يتقبلني الناس في أعمال أخرى. " ما خطوتك السينمائية القادمة؟ - أستعد لتصوير فيلم بطولة عمرو سعد وتأليف ناصر عبد الرحمن الذي كتب أفلاما قوية مثل "دكان شحاته" و"هي فوضى" وسيكون فيلما صادما بشكل أكبر من "الكبار" لأنني عندما قرأته صدمني موضوعه وينتمي الى نوعية الأفلام الاجتماعية الواقعية ويتحدث عن شخص فقير يبحث عن أبسط حقوقه ولا يستطيع الحصول عليها، والفيلم ليس إنتاج العدل جروب ولا أريد ذكر شركة الانتاج حاليا. " هل تعمدت أن تتعامل مع شركة إنتاج أخرى حتى تخرج من عباءة والدك؟ - لم أقصد ذلك وإنما الفيلم جاء لي من شركة أخرى وليس لديّ مشكلة في العمل مع أي شركة إنتاج وجاءت لي عروض مع شركات أخرى قبل فيلم "الكبار" وكانت أفلاما كوميدية لكنها لم تعجبني وليس معنى ذلك أنني أرفض تقديم الكوميدي بل أقدم كل الألوان طالما أعجبني الورق، واللون الأقرب الى قلبي هو الذي قدمته في "الكبار".