* الذين صوتوا في الاستفتاء يعادلون 4 أمثال المشاركين في أية انتخابات سابقة وبدون حشد أو رشاوى انتخابية * النتيجة أثبتت ضعف الجماعات الليبرالية الناشئة.. والمعارضون يقولون أن التصويت كان للدين ترجمة – شيماء محمد : قالت صحيفة نيويورك تايمز أن نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية جاءت لتؤكد قوة التنظيمات السياسية القائمة ، ولاسيما جماعة الاخوان المسلمين والحزب الوطني القديم ، وضعف الجماعات الليبرالية الناشئة. وأشارت الصحيفة أن النتائج جاءت لتشير إلى موافقة أغلب المصريين على التعديلات بنسبة كبيرة .. حيث وافق أكثر من 14.1 مليون ناخب، أي بنسبة 77,2 % على التعديلات الدستورية، و4 مليون نسمة ، أي بنسبة 22,8 % صوتوا ضدها. ووفقا للحكومة المصرية فإن الإقبال كان بنسبة 41 % من الناخبين المؤهلين وهم 45 مليون ناخب وهذه النسبة تعدت كل النسب في الانتخابات الأخيرة بما يوازي 4 أضعاف الإقبال في السابق . ففي الانتخابات السابقة، بلغت نسبة الإقبال نحو أربعة إلى خمسة ملايين ناخب ،بما يعادل 10 إلى 15 % من الناخبين. والكثير منهم كانوا مندفعين من قبل الحكومة ومدفوع لهم.ولكن الناس جاءت هذه المرة بمحض إرادتها وقال محمد أحمد عطية , رئيس اللجنة القضائية العليا التي أشرفت على الانتخابات و إعلان النتائج , إن “هذا هو الاستفتاء الحقيقي الأول في تاريخ مصر ” , وأضاف ” كان لدينا إقبالا غير مسبوق لأنه بعد 25 يناير بدأ الناس يشعرون أن أصواتهم ستكون لها أهمية ”. وبذلك تكون نتيجة الاستفتاء قد مهدت الطريق لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في اقرب وقت في يونيو وربما سيكون السباق الرئاسي في أغسطس . وكان المجلس العسكري الحاكم قد سعى لوضع جدول زمني سريع لضمان خروجه السريع من إدارة شؤون البلاد. وأشار اللواء ممدوح شاهين في تصريحات صحفية نشرت الأحد , إن الجنرالات سوف يصدرون إعلانا دستوريا لتغطية التغييرات وتحديد المواعيد للانتخابات بمجرد أن يتم الإعلان عن النتائج . وكانت جماعة الاخوان المسلمين وعناصر من بقايا الحزب الوطني ، الذي هيمن على السياسة المصرية لعقود، هم المؤيدين الرئيسيين للاستفتاء . وقالوا إن الجدول الزمني للانتخابات من شأنه أن يكفل عودة سريعة إلى الحكم المدني. بينما عارض معظم أعضاء الجناح الليبرالي في السياسة المصرية هذه التدابير، وقالوا إنها لا تتيح الوقت الكافي لتشكيل مؤسسات سياسية فعالة . وقالوا إن الانتخابات المبكرة سوف يستفيد منها الاخوان والحزب الحاكم القديم، وحذروا من إن الاخوان وبقايا الحزب الحاكم هم الذين سيقومون بكتابة دستور من الممكن أن يجعل السلطة مركزية ، مثل الذي قبله . وقال الزميل الصحفي هاني شكر الله ، والذي وصفته الصحيفة بأنه ناشط في حزب سياسي ليبرالي جديد ورئيس تحرير الأهرام الإنجليزي عبر الإنترنت ، وهو موقع أخباري الكتروني , ” هذا مخيب للآمال جدا “ . وقال هو وآخرين غيره من المعارضين للتعديلات أن المنظمات الدينية نشرت شائعات كاذبة أوحت بأن التصويت ضد الاستفتاء من شأنه أن يهدد المادة 2 من الدستور ، والتي تشير إلى إن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع في القانون المصري. وقال شكر الله ” رأيت لافته تقول : ‘ إذا قلت لا في التصويت , فأنت تابعا لأمريكا و البرادعي ، وإذا قلت نعم في التصويت فأنت من أتباع الله “ , وأضاف ” كانت الفكرة التي تم ترويجها هي أن المسلمين سيصوتون بنعم والأقباط والملحدين سيقولون لا”. ولاحظ السيد شكر الله أن معظم المصوتين بلا هم من القاهرة والإسكندرية بينما التصويت بنعم لقي دعما كبيرا من المحافظات ..و قال ” الثورة كانت ثورة المدن الكبيرة،” وأضاف أن ” المحافظات لم يكونوا هنا فالقيم العلمانية التي قادت الثورة لم تصل إليهم ”. و أشاد عصام العريان ، المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين، بالنتائج، وقال أن معظم المصريين يريدون المضي قدما نحو التغيير السريع ، لكن نسبة 23% ضد التعديلات لا ينبغي أن تمر مرور الكرام. وقال في مقابلة “هذا يوم تاريخي وبداية لعهد جديد لمصر” ، وأضاف ” نحن نتحرك بعيدا عن النظام السيئ ، الاستبدادي والديكتاتوري نحو نظام ديمقراطي . هذه هي اللبنة الأولى في بناء ديمقراطيتنا.” وقال هشام حواس (30 عاما) وهو محاضر جامعي في مدينة المنصورة ” اعتقد أنه حتى مع هذه النتيجة نحن لا يمكننا أن نعود أبدا إلى الطريق التي كانت فيه البلاد”. ولكنه يشعر بالقلق إزاء تمثيل الإخوان القوي و قال ” أريد لبلدنا النهوض، ونحن لن نتقدم إذا فازوا.” المجموعة الرئيسية للناشطين السياسيين الشباب الذين قاموا بتنظيم الاحتجاجات التي أطاحت بمبارك حاولوا أن يقنعوا المصوتين من اجل فترة انتقالية أطول قبل الانتخابات بعد الفشل في إقناع الجنرالات من خلال المفاوضات لتأخير بدء السياسة الانتخابية ، فقد كانوا يأملون أن الجمهور سيفعل ذلك . واشتكوا من أنهم غالبا ما كانوا مستبعدين من قبل التلفزيون الرسمي المؤثر المملوك للدولة لتقديم وجهة نظرهم. وقال الناشط أحمد ماهر، 30 عاما ، الجانب المشرق، إن الانتخابات لم يتم تزويرها للمرة الأولى في مصر، إلا أنه كان قلقا حول العنصر الديني الذي تسلل للحصول على الجهود المبذولة للخروج من التصويت. وتعهد ماهر, بمضاعفة جهوده للخروج إلى الشوارع للتنظيم قبل الانتخابات , ” إن نتائج الاستفتاء تجعلني قلق من المستقبل السياسي في مصر , وأضاف ” إن تدخل الدين في السياسة يمكن أن يدمر مصر”. وقال إسلام لطفي، عضو شاب في جماعة الاخوان المسلمين , في مجلس شباب الثورة , وهو التحالف نفسه من الناشطين الذي ساهم في قيادة الثورة ، انه سعيد بان التعديلات قد مرت ولكن الشيء الرئيسي للسعادة هو أن التصويت حدث .. وقال ” يهمني فقط أن يبدأ الناس في المشاركة في الحياة السياسية في مصر، للدفاع عن مصالحهم وأن يكون لديهم الوعي لتنظيم أنفسهم “.