* معالم اليوم : مواطنون يصوتون للمرة الأولى .. وفرحة أن يكون لصوتك ثمن * إخوان الدقهلية طبعوا 100 ألف منشور و5000 ملصق وعلقوا ألف لافتة .. واقنعوا بسطاء القرى بالتصويت للمادة الثانية * بقايا الوطني تحالفوا مع عدوهم التقليدي الإخوان .. والأقباط خرجوا للتصويت ضد رعب الدولة الدينية ترجمة – شيماء محمد : توافد المصريون إلى صناديق الاقتراع بأعداد قياسية يوم السبت للتصويت في استفتاء على حزمة من التعديلات الدستورية التي ستشكل المستقبل السياسي للبلاد بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك وكانوا مبتهجين لأنهم للمرة الأولى في حياتهم يشعرون أن كل صوت له أهمية . رصدت صحيفة النيويورك تايمز من المنصورة , العاصمة الإقليمية في منطقة دلتا النيل , إقبال الناخبين حيث كانوا ينتظرون بالفعل عندما فتحت مراكز الاقتراع في الساعة 8 صباحا ، وازدادت الطوابير على مدار اليوم ، و امتدت أحيانا إلى انتظار تجاوزت الثلاث ساعات. ومع ذهاب الوجود الأمني الكثيف في سنوات عهد مبارك ، نجد الآن فقط عدد قليل من ضباط الشرطة والجنود موجودين حول المداخل المزدحمة لكن معظمهم يقف بعيدا عن الأحداث . وقال محمد السيد عوف , وهو مهندس (52 عاما) ومؤيدا لتصويت جماعة الاخوان المسلمين في حي فقير في المنصورة , ” من قبل، لم يكن يسمح لي حتى الدخول إلى مراكز الاقتراع “، وأضاف ” إن الشرطة كانت تقول لي أذهب للمنزل فقد صوتنا بالفعل نيابة عنك , ونحن نعرف الأفضل لمصر ” وأضاف ” الآن هناك حرية، وهناك تنظيم .. شعب مصر سعيد اليوم ” وتابع قائلا ” اشعر وكأنني أطير إن هناك شيء ما قادم من أعماق روحي. ” و الاستفتاء نفسه قسم الحركات السياسية للتبارز لتوجيه مصر في المستقبل . فأنضم بقايا الحزب الحاكم سابقا ، الحزب الوطني الديمقراطي، مع عدوهم القديم، جماعة الاخوان المسلمين في دعم التغييرات ، في حين أن معظم قادة انتفاضة الشباب يعارضون الاستفتاء وقالوا إنهم بحاجة إلى مزيد من الوقت لإعادة تعديل الدستور بالكامل . أصبحت جماعة الإخوان المسلمين مسموح لها القيام بحملة علانية للمرة الأولى منذ حظرهم في 1954 ، وقالوا إن التغييرات من شأنها تسريع العودة إلى الاستقرار وحل المجلس العسكري الذي يحكم شغل الدولة الآن ولكن كان ينظر إلى موقفهم على نطاق واسع بأنه محاولة للاستفادة المبكرة من خبرتهم الفائقة في التنظيم لالتقاط الجزء الأكبر من الأصوات. بينما يريد المعارضون حكم عسكري مؤقت بالتعاون مع مجلس رئاسي مدني على الأقل ستة أشهر ، ويفضل تشكيل مجلس منتخب لكتابة دستور جديد قبل اختيار الرئيس والبرلمان. وأشار الكثيرون أنها كانت أول انتخابات لمصر لا يعرفون نتيجتها مسبقا قالت ريم علي ، 36 عاما ، وهى واقفة مع عائلتها في انتظار أول مرة تصوت فيها , ” اشعر أن تصويتي سيكون له تأثير ؛ من قبل ، كما كنا لا نعتقد ذلك “, وأضافت ” كنا قد فقدنا الأمل، والآن نحن نشعر بالأمل”. وبالنسبة لكثير من الناس ، كانت العملية في حد ذاتها، بصرف النظر عن القرار، هي بالفعل انتصار. وقال رأفت شوقي (52 عاما) , وهو يقف خارج مركز اقتراع في شبرا , “هذه هي المرة الأولى لي للتصويت . لكن السيد شوقي سرعان ما صحح نفسه لأنه قد صوت عدة مرات من قبل – ولكن ليس بحرية حيث قال ” كنت أعمل في مصنع عسكري”، وأضاف ” كانوا يضعونا على متن حافلة و يأخذونا للتصويت معا “. فالتصويت شكل اختبارا مبكرا لقوة أكثر من 40 مليون في البلاد من الناخبين قال الدكتور محمد غنيم، السياسي الديمقراطي الليبرالي ومؤسس مستشفى الكلى الشهيرة في المنصورة ، ” إنها معركة بين القوات الديمقراطية الليبرالية واثنين من القوات الأخرى – الرجعيين من النظام القديم و الإسلاميين عموما .” وخارج مدرسة ابن لقمان ، التي هي مركز الاقتراع الرئيسي في المنصورة التي تضم مليون شخص ، كان الدكتور أحمد معتمد 50 عاما , أستاذ الجراحة , تبدو عليه العصبية . وكان الدكتور معتمد قائد منطقة للإخوان المسلمين ، وكان يقوم بمحاولاته للتأثير على التصويت : حيث تم طباعة أكثر من 100،000 من المنشورات و 5000 من الملصقات ، بالإضافة إلى تعليق أكثر من 1000 لافتة في جميع أنحاء المدينة. فمنطقته التي تضم 150 ألف من الناخبين ، هي واحدة من ست مناطق لجماعة الاخوان المسلمين في المدينة و أرسل الدكتور معتمد 130 من المتطوعين للطرق على الأبواب من اجل الحملة الانتخابية. ويوم السبت، استخدم أكثر من 30 متطوعا سياراتهم الخاصة لنقل الناخبين إلى مراكز الاقتراع. كما عقدت القوى الليبرالية حملة توعية ضخمة — مثل خيمة اجتماع — في المنصورة ليلة الخميس لكنهم اعترفوا أنهم كانوا لا يضاهون الإخوان المسلمين. وتنهد الدكتور غنيم قائلا بقلق ” لقد فقدنا بالتأكيد معركة اللافتات “ ، وأضاف : أن المقلق أكثر هو أنه هناك حملة بدأت تهمس في الريف بأن التصويت ب “لا” سيؤدي إلى إلغاء المادة الثانية من الدستور ، التي تشير إلى أن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع ” وعلى نفس الوتيرة كان الدكتور أحمد معتمد , وهو من الاخوان المسلمين قلقا من أن التصويت بنعم و لا سوف يجرى تنفيذه .فكل مؤيدي جماعة الاخوان المسلمين، يبدو أنهم مصرون على إرسال الجيش إلى ثكناته . فالجنرالات الحاكمين لم يقولوا ماذا يمكن أن يحدث إذا تم رفض الاستفتاء. وأعطى أنصار جماعة الاخوان المسلمين مثل هذه الاستجابة الموحدة لتعليل تصويتهم حيث أنهم بدأوا في التصويت كما لو أنهم خط حزبي . إذا تم تنفيذ الجدول الزمني للمجلس العسكري ، فإن البرلمان المنتخب في يونيو سيقوم بكتابة دستور جديد ، واحتمالية أن جماعة الإخوان المسلمين سوف تؤثر بشدة في ذلك يشكل قلق لبعض الناخبين بشكل واضح. وقال وائل البلتاجي , (40 عاما) وهو صاحب مصنع للبلاستيك , أن ” جماعة الاخوان المسلمين سوف تقوم باختطاف الثورة، وإنهم لن يستمعوا إلينا.” وأضاف ” أنهم عنيدون ولا أحد يعرف نواياهم الحقيقية . أنهم يعتقدون أنهم على حق والجميع على خطأ. وهذا ليس ما قامت عليه الثورة ”. احد العوامل هو أن الإقبال الشديد من الرافضين للتعديلات من المسيحيين , الأقلية التي تمثل 10 % من 85 مليون مصري . وبهذه النسبة يبدو أن تصويت الأقباط غير مؤثر . وقال صموئيل غبور (65 عاما) , وهو جالس على مقعد خارج مركز الاقتراع بالقاهرة بعد الوقوف في الطابور لأكثر من ثلاث ساعات للتصويت ,” أن تكون مسيحيا في مصر ليس شئ جيد. فهناك شعور بالوحدة” وأضاف ” لقد صوت ب “لا” بسبب الإخوان المسلمين .فأنا أريد أن نكون في مأمن منهم ”. وهناك آخرون يريدون ببساطة تشكيل المستقبل . فقد قالت عزة علي 27) عاما) والتي تعتزم رفض التعديلات, ” أريد أن أغير نفسي، وبلدي “. ووردت تقارير متفرقة عن مواطن الخلل . حيث تفتقر بعض مراكز الاقتراع التي يطغى عليها الإقبال، من وجود صناديق الاقتراع الكافية لاحتواء كل ورق الاقتراع وكان محمد البرادعي، وهو المرشح الرئاسي والرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلن في وقت سابق انه سيصوت في مركز اقتراع في ضواحي القاهرة في المقطم . وعلى غير العادة، تجمع حشد من مئات الأشخاص عندما نزل من السيارة و قفزوا عليه لالتقاط الصور معه . ولكن بعد ذلك قال أحمد الجوهري ، وهو مساعد في حملة البرادعي الانتخابية أن ” بلطجية مستأجرين ” في الحشد بدأوا في رشقه بالحجارة والزجاجات مما أضطر السيد البرادعي إلى الفرار بسيارته ، وقال شهود العيان أنهم حطموا جميع نوافذ سيارته . في الغالب ، كان هناك ارتباك واسع النطاق حول مدى التغيير الذي ستجلبه بالضبط التعديلات. خارج مدرسة في المنطقة الفقيرة إمبابة بالقاهرة، بدأ حسام سافارات ، 18عاما ، بالتحدث إلى الأجانب، وقبل أن يتمكن من الكلام ، سارعت أمل كمال ، 48 عاما ، وقالت : ” أنت يجب أن تقول الحقيقة . لا مزيد من الأكاذيب، لا مزيد من الأكاذيب : فقط الحقيقة ”. وقال مصطفى سمير , 21 عاما , طالب في كلية الطب , “هذه هي المرة الأولى لي التي صوتت فيها وأنا سعيد حقا بذلك ” , وأضاف ” للمرة الأولى في حياتي، أرى الناس لا تتحدث عن كرة القدم في كل الأوقات ولكنها تتحدث حول التعديلات الدستورية ، مما يعني أن البلد سيكون لها مستقبل مختلف عن ماضيها”.