لم يقتصر انقسام النخبة والأحزاب في مصر على مؤيد ومعارض للشأن الداخلي، بل إذا تطرقنا للحديث عن الاحتجاجات التركية المتواصلة حتى الان في يومها الخامس، نجد ان التيار الاسلامي مساند وبقوة لأردوغان متحاملًا على المتظاهرين. "البديل" رصد آراء عدد من قيادات الأحزاب التابعة للتيار الإسلامي، ونظرتهم لما يحدث داخل تركيا الآن من اضطرابات واحتجاجات تهدف للإطاحة بالنظام هناك، من خلال سؤالنا: هل تأييدهم للنظام هناك نابع من الخلفية الإسلامية للسلطة التي يرون أنها تحمل المشروع الإسلامي بين يديها؟ يرى محمود نصير عضو الهيئة العليا بحزب الأصالة أن ما يحدث من اضطرابات مفتعلة بتركيا بالتأكيد يتعدى قطع عدة أشجار أو تحويل ميدان أو هدم منتزه، والدليل على ذلك الدعاوى الغربية من إبداء تخوفها وتحفظها وإدانتها لمواجهة السلطة التركية للأحداث بعد بضع ساعات، مستشهدًا بكلام أردوغان عن الأيادي الخارجية التي تؤجج وتشعل وتروج، بل وتفتعل أحداثًا؛ لإحداث زلزلة للنظام الحاكم. وأشار نصير إلى أن "ما فعله أردوغان هو استلهام جينات قادة الدولة العثمانية، فتجاوز الحد المسموح، وبدأ يصارع علنًا علمانية أتاتورك بخمرها وعهرها وتبعيتها وعمالتها"، على حد قوله. وأوضح أن "الصراع الدائر هناك هو حلقة زمنية فاصلة بتداعي الوهم العلماني، لكن بما أن ثالوث الديمقراطية يعمل وفقًا للمفهوم النظري المفروض ممن يطبقه في العالم ويتجاوز عن تطبيقه هو الا بما يتفق مع رؤيته الامبريالية التوسعية الجائرة، فسلاح الاعلام المسلط علي رقاب الحكام بدعوى حرية الرأي والتعبير هو السلاح الأمضي والأسرع تأثيرا والممكن بواسطة الرأسمالة الشرهة لإمتصاص ثروات الشعوب وإحداث الفجوات المجتمعية لتفجير أحداث غير منطقية من واقع إحداثيات الحصر والإحصاء للوصول الي آلية التغيير المثلي في هذا الوقت وهي صندوق انتخاب يدفع الناس إليه رغبة ورهبة. وتساءل "نصير" هل وصل النموذج التركي الى الحد الأمثل؟ وأي تجاوز سيصير خطرًا داهما على المشروع الغربي المتصدع داخليا وعلى منطقة النفوذ الشرق وفي نفس السياق تساءل حاتم عزام نائب رئيس حزب الوسط، لماذا يتعرض نظام أردوغان للمعارضة الشرسة بهذا الشكل على الرغم تحقيقه التنمية و ازدهار لم يشهدها تاريخ تركيا المعاصر، حتى صار الحديث عن تركيا كأحد النماذج التي حققت نجاحاً اقتصادياً و إجتماعياً غير مسبوق، مشيرًا انه كمصري يتمني ان تحقق بلده هذا التقدم وقال: "كيف يكون نظام فاشي وديكتاتوري هذا و هو ينجح بالانتخابات النزيه بل و يحقق إنجازات غير مسبوقة للشعب التركي، ونجد المرأة في تركيا تمتلك كافة الحقوق لدرجة تميل الي الطايع الأوروبي أكثر من الطايع الإسلامي". وأضاف: "على المعارضة أن تعلم يقينًا أن الديمقراطية هي الا تفرض شئ على الآخرين و تأخذ رأي الشعب في الحسبان الذي عليه ان يختار مصيره، إذا رأى في اردوغان و حزبه نموذج يتلائم مع ثقافة الشعب و هويته و يحقق له طموحاته الاقتصادية و الاجتماعية. وأشار إلى أن حزب الشعب "العلماني" التركي يعادي كل ما هو له خلفية اسلامية، أياً كان هذا الفصيل السياسي و ليس الحرص على تقديم الأفضل لشعوبهم، وأعتقد أن هذا النوع من العداء للآخر الفكري و السياسي لن يبني وطناً و لن يكون سبباً في نجاح فصيلاً. ومن جانه قال عصام العريان "إن ما يحدث في تركيا مقصود حتى لايتم السماح لكيان عربى أو أقليمى كبير أن يبدأ ويسجل عضوية فى نادى الكبار، على غرار الهجوم الاعلامي الأمريكي على السعودية". وأشار العريان في تصريح صحفي، أن كل المحاولات لهدم تلك الفكرة العربية لن تفلح كما فشلت كل المؤامرات الرامية لإنهاء الصراع العربى الفلسطينى لصالح الاحتلال.