تسبب توقيف الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، في مطار برج العرب، في إحداث حالة من الغليان والصدام المرتقب بين حزب "النور" وجماعة الاخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب "الحرية والعدالة"، الذين شنوا هجومًا شرسًا عقب الواقعة بدقائق معدودة عبر كافة وسائل الاعلام المختلفة، وتقديم بلاغ للنائب العام، واستجواب بمجلس الشورى ضد ور الداخلية. حيث رأى محمود محمد حجازي- أمين حزب النور ببورسعيد- أن حادثة توقيف برهامى لن تكون الأخيرة فى ظل حكم مرسى ومن قبله المهندس عمر مكى مسئول العلاقات الخارجية بحزب النور، ومن قبل ذلك عودة المتابعات الأمنية من قبل الأمن الوطنى لسلفيين ولأعضاء من حزب النور، ومعروف سلفاً أن الرئاسة ستراوغ كالعادة وتخرج علينا ببيان بأنها ستحقق فى الأمر وسيخرج "المبرراتية" من الجماعة والحزب الحاكم علينا بأن الدكتور مرسي غير مُمكّن، وعلى الشعب المصرى أن يصبر على الدكتور مرسي فالتركة ثقيلة. وتابع حجازي عبر صفحته الشخصية ب"فيس بوك"، "إذاً نحن أمام حرب بالوكالة من قبل الجماعة والحزب الحاكم مع السلفيين خصوصاً والمعارضين عموما،ً تتوارى فيها الجماعة والحزب الحاكم خلف المنفذين لسياستهم عن طريق عقد صفقات براجماتية نفعية دنيئة (تجيدها الجماعة) يتم فيها تبادل المصالح لتحقيق أهداف الجماعة، مثل أن يتم التجديد لوزير الداخلية لمواجهة الضباط الملتحين، وكذلك ترقية أربع لواءات أمن دولة سابقين (نشاط دينى) لدرجة مساعد وزير داخلية لتصفية السلفيين، وكذا صفقة ساويرس الأخيرة والتنازل عن نصف ديونه وجعله بطلاً قومياً فى سبيل تحقيق مصلحة ما للجماعة (شراكة تجارية أو نحوه)". وتساءل حجازي، "لماذا تتخذ جماعة الإخوان من السلفيين و رموز حزب النور تحديداً غرضاً لها؟"، مشيرًا إلى أن الجواب لن يكون بأن السلفيين كانوا سبباً فى فشل مشروع النهضة الوهمي للرئيس بعد عشرة أشهر من ولايته، ولكن السبب أن السلفيين ناصروا قضية الضباط الملتحين وأجهضوا مؤامرة قانون الدعاة المشبوه التى أعدته الجماعة لتكميم أفواه الدعاة وكذا قانون الصكوك أرجعوه إلى الأزهر لما به من مخالفات، وجاء جزاء سنمار للدكتور ياسر برهامي لمواقفه فى الدستورية لإخراج دستور ليس به ما يخالف الشريعة الإسلامية، أن تم توقيفه فى مطار برج العرب لمدة ثلاث ساعات. من جانبه، قال يونس مخيون، رئيس حزب النور، إن جماعة الاخوان المسلمين لم توف بوعودها مع الحزب، على الرغم من وقوفه بجانب الدكتور محمد مرسي وفوزه بالرئاسة، واصفًا وعودهم ب"زي الورد" التي لم تتحقق، وعلى رأسها الدستور وتطبيق الشريعة الاسلامية. وعلق مخيون، في تصريح صحفي له، على واقعة حجز برهامي بالمطار قائلًا: "إما أن تعلن الرئاسة عن الجهة التى أدرجت أسم برهامى، أو تكون هى من أمرت بذلك، حيث أننا لن نسمح بعودة هذه الممارسات مرة أخرى بعد الثورة مهما كانت التكلفة". فيما أوضح عبد الله بدران، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشوري، أنهم يعانون من اضطهاد وديكتاتورية الأغلبية من أعضاء حزب الحرية والعدالة كما كان يعاني الإخوان من الحزب الوطني. وتساءل بدران عبر بيان للحزب، "هل هذا التصرف تجاه نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي وتوقيفه بمطار برج العرب، لمدة تزيد على ثلاث ساعات جاء ردا على طلب مناقشة الصناديق الخاصة بوزارة الداخلية؟".