منذ طفولتى و الآثار المصرية هى عشقى الأول، التحقت بكلية الآثار جامعة القاهرة قسم آثار مصرية ،بعدها حصلت على ترخيص للعمل بالإرشاد السياحى، بعدها عملت كمذيعة بالإذاعة المصرية من عام 1997 و درست فى كلية الإعلام جامعة القاهرة بدبلوم الدراسات العليا قسم تليفزيون. فإذ بى أدرست وظائف الإعلام الأساسية و التى منها - نقل التراث من جيل لأخر - و هى الوظيفة الثانية بعد الإعلام (بالميم) ثم التوعية ثم الترفيه. إذن فنقل التراث من جيل لأخر هو رسالة إعلامية عاهدت الله أن أقوم بها على أكمل وجه خاصة بعد دراستى للعولمة فى علم الإعلام السياسى وعرفت أن الوسيلة الأولى لعدم ضياعنا فى بحر العولمة هى (التشبث بأهداب التراث) ومن هنا كثفت حملاتى للدفاع عن هوية و تراث و حضارة مصر التى إن ضاعت تلاشت ملامحنا و تهنا فى العالم الكبير وأصبحنا أمة بلا ذاكرة و بلا ماض و بلا تاريخ أى بلا مستقبل لأن الماضى هو بوابة المستقبل، وآثار مصر هى بوابة المستقبل. أهم الملفات لتى طرحناها من سنوات وما زلنا نطرحها موضوع حماية الآثار من التخريب و التشويه، فمنذ سنوات طويلة و يتم إسناد مهمة ترميم الآثار لشركات مقاولات تقوم بتخريبها و نزع الاحجار الأثرية لوضع أحجار جديدة بغباء ،كما حدث فى آثار شارع المعز بأكملها وفى الجامع الأزهر الذى تم نزع أرضيته الأثرية ووضع أرضية من البورسلين الأبيض وكذلك فى الكنيسة المعلقة التى نزعوا الأرضية الأثرية بمدخله لوضع بورسلين بنى قبيح الشكل و تكلمنا فى هذه الموضوعات منذ العام 2008 ولا حياة لن تنادى. -موضوع أخر هام جداً، هو إدخال زاهى حواس لبعثات أجنبية مشبوهة تقوم بسرقة الآثار بطريقة رسمية وما زالت هذه البعثات موجودة وعددها كبير،بعد تطفيش عدد كبير من البعثات العلمية المتخصصة وإدخال غير متخصصين لصوص الآثار ومنهم بعثات صهيونية قامت بعمل حفائر فى تل الضبعة وفى طابا للبحث عن عمق تاريخى لليهود فى مصر الموضوع الأهم وهو سرقة الآثار جهاراً نهاراً من عصابات منظمة بالتواطؤ مع المسئولين فى الآثار و الأمن، و قمنا بعمل تحقيقات موسعة فى عام 2010 عن سرقة تعشيقات من عدة مساجد بالقاهرة التاريخية مثل الصالح طلائع والجامع الأزرق وغيرها وكذلك سرقة منبر قانيباى الرماح والعديد من الآثار الإسلامة والمصرية القديمة، فاستمرت المهزلة أثناء ثورة يناير وللأن، ولم ينتبه أحد لما قمنا بنشره عن سرقة المخازن المتحفية بطول البلاد وعرضها و لا أن سرقة المتحف المصرى تمت من الداخل وليس من الخارج، و ظل المسئولون الفاسدون فى أماكنهم و ظل الحال على ما هو عليه. ناهيكم عن المشروعات الوهمية التى أهٌدرت فيها الملايين و ما زالت تٌهدر مثل مشروع المتحف الكبير الذى كان المشروع الذى أستمر من خلاله زاهى حواس فى الوزارة هو و فاروق حسنى بحجة إكماله، و تم إهدار 350 مليون دولار قرض يابانى دون بناء أكثر من مخازن لا تطابق المواصفات ونادينا بعد الثورة بإلغاء مشروع المتحف الكبير والاكتفاء بتوسعة متحف التحرير بهدم مقر الحزب الوطنى المٌحترق وهو أرض ملك للآثار وضمها إلى المتحف القومى و توسعته و غلق حنفية إهدار المال العام فى المتحف الكبير هذا المشروع الوهمى الخاسر. -- الشعب يريد تطهير الآثار: هذا شعار رفعناه منذ وقفاتنا ضد زاهى حواس و ذيوله من سنوات ومع الأسف خرج زاهى حواس من الوزارة بالجسد ولكنه بقى بالسياسات وبالذيول المتحكمون فى الوزارة و منهم من تأخون وأصبح عضوا فى حزب الحرية والعدالة بل يشغل منصبا قياديا به، فهم رجال كل العصور،ومنهم من قدمنا ضده بلاغات فساد وإهدار مال عام ومع هذا ما زال يشغل مركزا قيادياً،و مازال عدد كبير من المستشارين واللواءات فى سن المعاش يتلقون ملايين الجنيهات مقابل لقب (مستشار) فى حين صغار الآثاريين يأخذون الفتات. و كنا قد طالبنا مراراً و تكراراً بتطهير الآثار من الفاسدين من رؤساء القطاعات والمناطق الأثرية ورؤساء المتاحف بتهم الفساد المالى والإدارى والمهنى وإخراج المستشارين واللواءات على المعاش خارج الوزارة وإعطاء الشباب المخلص الفرصة فى تطوير وتطهير الآثار. وما زالت الملايين تٌهدر فى الترميمات الفاشلة والديون تتكاثر على وزارة الآثار نتيجة السرقة الفجة فى عمليات ترميم وهمية شوهت الآثار وأبعدتها عن هيئتها الأثرية و ما زالت الآثار تٌهان باستمرار بإقامة الحفلات بداخلها مما يعرضها للإضاءة الخاطئة و ممارسات الناس الخاطئة وهذا كله يقلل من فرص الأثر للبقاء فترات أطول على الأرض ناهيك عن فتاوى التحريم التى ترد إلينا من شيوخ الفضائيات المدعون للعلم و هم أبعد ما يكونون عنه، ولا يعلمون أن من صادر التأريخ الهامة هى الآثار الثابتة والمنقولة فهى بمثابة الوثائق للباحثين فى مجال علم التاريخ الآثار، والقرآن الكريم يأمرنا بدراسة تاريخ من سبقونا المؤامرة على تاريخ وحضارة مصر: كل ما يحدث للآثار المصرية جزء من المؤامرة الصهيونية والأمريكية على مصر الكيان والعظمة والتاريخ. الصهاينة يحاربونا فى منابع النيل وفى ذات الوقت يشوهون تاريخنا بل يدعون أنهم بناة هذه الحضارة وهذه الأهرام. ومن جاء بهؤلاء الفاسدين الذين خربوا وشوهوا الآثار بل وهربوها للخارج هم الصهاينة العدو الأول لحضارة مصر وما سوزان مبارك وأبناءها ورجال مبارك إلا تشكيل عصابى كان و ما زال وراء سرقة الآثار المصرية وهم من دعموا زاهى حواس و ذيوله لتخريب و تشويه وسرقة الآثار. ومازال وزير الآثار الحالى محمد إبراهيم يسير على نهج حواس وبنفس منظومة الفساد وبنفس ذيول حواس. ولا نجد سوى أصوات ترتفع من حين لأخر لبعض الطامعين فى المناصب لا أكثر فمتى يستيقظ الشعب المصرى ويدرك أن تاريخه معرض للمحو والإندثار؟ الآثار هى حضارة و روح و ماضى مصر، ومستقبلها للحفاظ على الهوية من الضياع ، الآثار المصرية هى بوابة المستقبل. -- منسق حركة ثوار الآثار