نشرت الإذاعية المصرية انتصار غريب، مقالا اليوم تحت عنوان "وهتفنا يسقط يسقط زاهي حواس .. ولا حياة لمن تنادي" كان نصه : "منذ سنوات و أنا اناضل للدفاع عن الآثار المصرية ضد التشويه و التخريب و قمت بتكوين مجموعة على موقع فيس بوك باسم " توقفوا عن تخريب الآثار " أرصد فيها ما تتعرض له الآثار من تشويه و تخريب عن طرق الاستعانة بشركات مقاولات للقيام بعمليات الترميم التى شوهت الآثار باستبدال الأحجار القديمة بأخرى جديدة ناهيك عن إهدار المال العام فى عمليات ترميم وهمية . قدمت للنائب العام مستندات كثيرة بشأنها ، و قمت من سنوات بتبنى قضيتين غاية فى الأهمية هما : تمثال رمسيس الثانى الذى تم جره فى 2006 بملايين الجنيهات من ميدانه الشهير و ألقى به داخل قفص من الحديد لا يستطيع الحجر الجرانيت التنفس من خلاله ، هذا بالإضافة إلى تعرض التمثال لخطر التشرخ نتيجة لجره من ميدان رمسيس و وضعه فى طريق مصر إسكندرية الصحراوى فى مكان كان من المفترض ان يبنى عليه المتحف الكبير الذى لم يشيد منه غير المخازن فقط .
وقمت منذ أكثر من سنة و نصف بإرسال رسالة بعنوان :" ربنا يفك سجنك يا رمسيس " طالبت فيها من أعضاء المجموعة بالإضمام لحملتى للوقوف على حال التمثال ، و لا حياة لمن تنادى ، الموضوع الأخر يتعلق بتلفيات كبيرة أحدثتها فضلات عشرات الألاف من أسراب طيور الحمام لنقوش جدران و أعمدة معابد الأقصر و مدينة هابو فى الأقصر ، و كنت قد واجهت المحافظ السابق سمير فرج بخطورة الموقف فى حوارى معه خلال فترة مفتوحة على الهواء مباشرة بإذاعة الشباب و الرياضة فى يناير 2010 ، و طالبته بإتخاذ قرار حاسم و فورى لإنقاذ نقوش هذه المعابد و إلا ستكون العواقب وخيمة و صرح لى أنه أخبر زاهى حواس بالأمر ،و لا حياة لمن تنادى – أيضا . و لما قامت الثورة ، و تمت سرقة و نهب المتحف المصرى و المخازن بمناطق الآثار بطول البلاد و عرضها ، بالنشر على الفيس بوك بان هناك مسروقات أخذت من المتحف المصرى و عددها 41 قطعة فى الوقت الذى أعلن فيه زاهى حواس بأنه لا سرقة ثم أعلن ان عدد المسروقات ثمانى قطع فقط ، و لم يذكر شيئا عن المخازن إلا بعد أن قمنا بعمل تحقيق صحفى فأعلن فى موقعه الشخصى باللغة الإنجليزية عن حدوث نهب للمخازن . و مع تزايد السرقات و مع مع وصل لى من مستندات تدين زاهى حواس و ما كان يتردد على ألسنة عامة الناس الذين قابلونى فى ميدان التحرير و القادمون من شتى محافظات مصر و كانوا يرددون جملة واحدة و هى :" عندما كانت الكهرباء تنقطع و يطفىء النور ، كنا ندرك أن الآثار تنهب من البلدة " ، هذا بالإضافة إلى تريد العامة لاسماء أعضاء التشكيل العصابى المتهمة بتهريب الآثار و هم : صفوت الشريف – سوزان و جمال و علاء مبارك – زكريا عزمى – فتحى سرور – إسماعيل الشاعر . قمت كمنسقة لحركة " ثوار الآثار " بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء يوم 3 أبريل 2011 للمطالبة بعزل زاهى حواس و قدمنا طلبا لرئيس الوزراء مرفق بملف به العديد من التحقيقات الصحفية المدعومة بمستندات موجودة الأن امام النائب العام تدين زاهى حواس بمخالفات مالية و إدارية ، و تسألنا كيف يعود وزيرا و هو متهم بعدة تهم كفيلة بأن تقلل من فرص أى إنسان للترشح لأى وظيفة من وظائف الدولة العليا بأى مكان فى العالم ؟؟ و تساءلنا أين كانت كاميرات المراقبة داخل المتحف المصرى حينما دخل اللصوص لسرقته أيام الثورة ..؟؟ و التى يبدو أنها عطلت عن عمد ، هذا بالإضافة إلى إقامة سلم فى الجانب الخلفى للمتحف ساعد اللصوص على دخول المتحف ، و كل هذا يشير إلى أن المسئول عن السرقة من الداخل و ليس من الخارج و إلا كيف و متى خرجت المسروقات و أبواب المتحف مغلقة و دبابات الجيش كانت تحيط بالمكان من الخارج ؟؟ . و أيضا لا حياة لمن تنادى ، و ظلت الآثار تنهب و ظل حواس وزيرا ، إلى أن فؤجئنا بخبر سفره لأمريكا على الرغم من صدرو حكم قضائى بسجنه عام و عزله من منصبه لعدم تنفيذه حكما قضائيا لصالح احد الأسخاص ، و كان حواس قد قدم استشكالا لمحكمة القضاء الإدارى و تم رفض الأستشكال ، و كانت هناك جلسة أستئناف كان موعدها يوم 14 يونيو 2011 ، فى حين قام زاهى حواس بمغادرة البلاد إلى أمريكا يوم 9 يونيو 2011 ، و ادعى أنه ذاهب لعمل تحاليل طبية ثم أعلن أنه ذاهب لأمريكا لعمل دعاية سياحية لمصر !!! ..
عندها قمت يتنظيم وقفة ثانية كمنسق لحركة " ثوار الآثار " ، يوم 12 يونيو 2011 أمام مجلس الوزراء ، نتسأل فيها كيف تم السماح لزاهى حواس بمغادرة البلاد و هل لو أقرت محكمة الأستئناف الحكم ، هل سيعود و من سمح له بالسفر ؟؟ و طبعا لا حياة لمن تنادى و عاد حواس بعد الحكم بإلغاء الحكم السابق و الاكتفاء بالغرامة المالية . هكذا طفح الكيل بنا ، خاصة بعد كل هذه الحقائق التى ظهرت مؤخرا من عمليات نهب حدثت فى القصور الملكية و المتحف الإسلامى و غيرها ، و التعتيم على سرقة منبر مسجد قانى باى الرماح من قبل ، و خاصة بعد مثول المرشح لمنصب وزير التجارة الأمريكى "تيرى جارسيا " رئيس جمعية ناشيونال جيوجرافى ،منذ عدة أيام ، بتهمة تقديمه مبلغ 60 ألف دولار على سبيل الرشوة لزاهى حواس للسماح بعمل ثقب داخل الهرم الأكبر حيث يعتقداليهود أن لهم كتبا مقدسة داخله و حدثت المهزلة الشهيرة حيث أظهرت القنوات الأجنبية الحاخامات اليهود و هم يقيمون الصلاوات انتظارا لأكتشاف مزامير داوود داخل الهرم ، و كان المراسلون الأجانب يرددون هذه الأكاذيب فى حين تم منع التليفزيون المصرى من الدخول . و يذكر أن زاهى حواس كان وراء دخول بعثات تنقيب عن الآثار من اليهود لمنطقة "تل الضبعة " بمحافظة الشرقية و فى سيناء ، لعمل حفائر بحثا عن أصول مزعومة لهم و عمق تاريخى يريدون إثباته فى الحضارة المصرية التى يدعون انهم بناءة أهرامتها ، كما يدعون –كذبا أيضا – أن الملك رمسيس الثانى هو فرعون الخروج ، دون اى سند علمى أو دينى لا من الآثار المكتشفة أو من الكتب المقدسة التى لم تذكر لفرعون الخروج اسما محددا . و لذا و لكل ما تقدمنا قررت حركة " ثوار الآثار " تنظيم وقفة جديدة و لكن أمام مقر المجلس العسكرى للقوات المسلحة بكوبرى القبة بجوار ضريح الزعيم جمال عبد الناصر و وزارة الدفاع المصرية ، من الساعة الحادية عشرة و النصف صباحا ، مطالبين بعزل زاهى حواس وزير الدولة للآثار ، و التحقيق بشكل جدى فى كل البلاغات المقدمة ضده للنائب العام للوقوف حقيقة التهم الموجه له من فساد مالى و إدارى و تهريب و تبديد لآثار مصر . كما نطالب بتشكيل لجنة محايدة من علماء الآثار الدوليين للتأكد من أصالة الآثار المعروضة بصالات العرض فى المتحف المصرى بميدان التحرير و الموجودة بمخزن المتحف ، و التحقيق فى مظاهر إهدار المال العام بوزارة الدولة لشئون الآثار المتمثلة فى الأموال التى كانت تمنح لسوزان مبارك من أموال الآثار ، و تبديد قرض اليابان ال350 مليون دولار و المخصص لإنشاء المتحف القومى الكبير و الذى لم يشيد من مبانيه حتى الأن غير المخازن على الرغم من أكتمال التصميم له من أكثر من 6 سنوات ، قام زاهى حواس خلالها بتبديد الأموال على مهايا و مكافأت أتباعه ، و تعين مديرين فى مناصب آثرية ليسوا من خريجى الآثار برواتب خيالية تتعدى عشرات الألاف من الجنيهات شهريا ، على سبيل المثال المديرة التنفيذية للمتحف الكبير هى من حاملى درجة الدكتوراة فى علم " الاجتماع " ، و كذلك المستشار الفنى للمشروع هو من خريجى قسم وثائق و مكتبات و أحد لواءات الشرطة بالمعاش يعمل المستشار المالى و الإدارى بالمتحف الكبير الذى لم يشيد بعد .. و غيرهم كثيرون يعملون فى مناصب قيادة فى قطاعات مختلف من وزارة الدولة لشئون الآثار .
و تتوجه حركة ثوار الآثار بالنداء لكل القوى الوطنية و جموع الشعب المصرى للمشاركة فى هذه الوقفة الاحتجاجية و المطالبة بعزل زاهى حواس و محاكمته التى باتت مطلبا شعبيا ملحا ، و كثيرا ما كنا نرى اللافتات ترفع فى ميدان التحرير للمطالبة بمحاكمة زاهى حواس ، و كان لى الشرف بأنى أول من رفع لافتة بهذا المعنى أيام الثورة ، كنت أجوب بها الميدان طولا و عرضا و كان من نتاج هذا أننى حصلت على العديد من المستندات التى تدين زاهى حواس من شخصيات كانت تقابلنى و تقرأ اللافتة و تأتى لى بالمستندات و بمعلومات ، كان من أغربها ما قاله لى أحد المغتربين المصريين و المقيم فى دولة أوراجوى و الذى قال لى : إن فى أوراجوى أحد الأشخاص أقام متحفيين أثنين من المتاحف الخاصة تحتوى على قطع آثرية قادمة من مصر عن طريق التهريب !!! ..
و أرجو أن نجد فى نهاية رحلتنا من يسمعنا فلم يستجيب لنا المجلس الأعلى للقوات المسلحة إنقاذا لآثار مصرو لم يستجب النائب العام ولا رؤساء الوزراء المتعاقبون و لا أى مسئول فى البلد حتى الأن ، فمن يدافع عن آثار مصر و حضارتها و سمعتها فى العالم ؟؟ ."